Atwasat

خبير بيئي: النباتات النادرة في الجبل الأخضر تواجه خطر الانقراض

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 31 أكتوبر 2023, 07:41 مساء
WTV_Frequency

حذَّر خبير في علوم البيئة النباتية من انقراض النباتات النادرة في الجبل الأخضر، بفعل التغيُّرات المناخية التي تسببت أخيرًا في العاصفة «دانيال» وبدورها أضرت بالثروة النباتية والحيوانية في المنطقة، وهددت الدورة النباتية وضعف خزان البذور الموجود في التربة.

ودعا البروفسور في علوم البيئة والبيئة النباتية بكلية العلوم جامعة بنغازي سالم الشطشاط، في تصريح لوكالة الأنباء الليبية «وال»، الجهات المختصة إلى تلافي الكوارث الطبيعية عن طريق دعم البحث العلمي، مؤكدًا أن معظم الدراسات تُجرى بمجهودات ذاتية.

«الشماري» ثمرة الجبل الأخضر
تتميز منطقة الجبل الأخضر في شرق البلاد بكونها مركز التوطن النباتي الأول بليبيا، حيث تحتوي على نباتات لا مثيل لها في جميع أنحاء العالم. ويعد نبات العجور المعروف محليًا بـ«الشماري» واحدًا من أهم النباتات البرية التي تنمو بمدن الجبل الأخضر.

وتبدأ ثمار الشماري أو العجور صلبة باللون الأخضر ثم تتحول عند النضج رطبة إلى اللون البرتقالي والأحمر وهي حلوة المذاق. ولا تنمو هذه الشجرة إلا في الجبل الأخضر بليبيا، وهي معروفة في حوض البحر الأبيض المتوسط باسم «شجر القطلب».

100 نبتة نادرة في الجبل الأخضر
وقال البروفسور الشطشاط إن الشماري نبات متوطن في الجبل الأخضر فقط، إضافة إلى مجموعة أخرى قد تصل في مجموعها إلى 100 نبتة، منها الركف والرينش والجعدة وخلافها، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة تستدعي إعادة زراعة هذه النباتات وإكثارها والمحافظة عليها بقدر المستطاع ومحاولة التقليل من حدة النشاطات البشرية في المنطقة، مشددًا على أن الأمن الغذائي في المنطقة الشرقية والمتمثل في الخضراوات والفواكه والحبوب ومزارع الصوبات تأثر بفعل العاصفة المتوسطية التي ضربت المنطقة في سبتمبر الماضي.

- دعوات لإعادة تأهيل الغابات المتضررة بالجبل الأخضر.. و «ليبيا الجديدة» تأخذ زمام المبادرة
- مع الانشغال بملف إعادة الإعمار.. الفلاحون في المناطق المنكوبة خارج دائرة الاهتمام

وأوضح أن ما حدث لا يُصنَّف إعصارًا، ولكن عواصف متوسطية قد يصل تأثيرها لما تحدثه الأعاصير، وتسمى «إعصار متوسطي شبيه بالاستوائي» وهو ما يشار إليه اختصار بـ«Medicane» وهي ظاهرة جوية شبيهة بالإعصار المداري أو الاستوائي، وفي بعض الحالات النادرة قد تصل قوة العاصفة إلى قوة إعصار من الدرجة الأولى، لكن حتى في مثل هذه الحالات لا تعتبر قوة الرياح هي العامل الأخطر على المجتمعات المحلية، بل يتمثل الخطر الرئيس في الأمطار الغزيرة والفيضانات المفاجئة.

فقدان حوالي 30% من الثروة الحيوانية
وأضاف أن العاصفة الهوجاء والفيضانات والسيول لم تستثن المزارع وطالت الأضرار الغطاء النباتي، فضلاً عن فقدان حوالي 30% من الثروة الحيوانية، طبقًا لتصريحات بعض المختصين، أشاروا أيضًا إلى نفوق الكثير من الحيوانات من الماعز الأبقار والخراف والخيول والإبل التي كانت تشكل تجارة ومصدر رزق للكثير من المواطنين.

وتأثرت مساحات شاسعة من المزارع المهيأة لإنتاج الحبوب في الجبل الأخضر، حيث تنتج المنطقة حوالي 60% من الشعير و40% من القمح من إجمالي الإنتاج المحلي الليبي.

وأكد البروفسور الشطشاط أن كثيرًا من المزارع التي تصل مساحة بعضها إلى حوالي 20 هكتارًا من الأراضي الزراعية في منطقة سيدي أرحومة وغيرها من المناطق غمرتها المياه بالكامل.

الرعي الجائر قلل نمو النباتات وأضرَّ بـ«خزان البذور»
ولاحظ الخبير الليبي أن الرعي الجائر قلل نمو النباتات التي ينفرد بها الجبل الأخضر، وتحول الغطاء النباتي في تلك المناطق من عديد الأنواع النباتية إلى غطاء نباتي محدود الأنواع، محذرًا من أنه مع مرور الزمن سيصبح ما يعرف بـ«خزان البذور» الموجود في التربة ضعيفًا، ومن غير المؤكد أن يستأنف نموه من جديد نظرا لقلة وحدات التكاثر سواء كانت الخضرية منها أو البذرية.

وأوضح في هذا الصدد أن عملية التكاثر في النبات تحتاج إلى عامل أساسي للإنبات وهي المياه و كمية البذور الموجودة أو وحدات التكاثر والمتمثلة في الأجزاء الخضرية المختلفة، وإذا وجدت سيكون ربيعًا زاهرًا وإذا لم توجد، وهذا المتوقع حسب رأيه، سينجم عن ذلك ظهور بعض النباتات الموجودة منذ فترة طويلة والتي لها القدرة على أن تستمر في ظروف صعبة، وبالتالي من المتوقع أن يحدث ما يسمى بـ«التعاقب النباتي» بأنواع محدودة جدًا.

البروفسور الشطشاط يدعو للاهتمام البحث العلمي لتلافي الكوارث الطبيعية
ودعا البروفسور سالم الشطشاط الجهات المختصة إلى تلافي الكوارث الطبيعية عن طريق دعم البحث العلمي، مؤكدًا أن أعضاء هيئة التدريس لم يتوانوا عن نشر الأوراق البحثية للتنبيه عن المخاطر، وآخرها وأهمها كان العام 2022، وهي دراسات تحدثت عن مخاطر إهمال سد درنة لكنها كغيرها أهملت وحدث ما حدث.

وأكد أن دعم البحوث العلمية خطوة أساسية إضافة إلي توعية المواطنين بأهمية الغطاء النباتي والمحافظة عليه، من خلال تقليل القطع والحرق والتحطيب والتفحيم والرعي الجائر وغيرها من المناشط البشرية الجائرة وزيادة حملات التشجير.

وأشار في هذا السياق إلى تصريحات الأمم المتحدة بالخصوص والتي أكدت في سبتمبر الماضي أن العالم يشهد انهيارًا مناخيًا بسبب النشاطات البشرية كالتفحيم والقطع الجائر وقطع الغابات والرعي الجائر باستخدام الحيوانات التي تتغذى عشوائيًا على النباتات الطبيعية لغياب الوعي والثقافة البيئية.

وخلص البروفيسور الشطشاط إلى أهمية وجود مادة تربية بيئية في المناهج التعليمية تستهدف جميع طلاب المراحل التعليمية الأولى.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
في العدد 441: الأنظار تتجه إلى «ترويكا القاهرة».. وفشل «إيريني»
في العدد 441: الأنظار تتجه إلى «ترويكا القاهرة».. وفشل «إيريني»
«وسط الخبر» يناقش: الدستور المطمور.. استفتاء للشرعية أم لكسب الوقت؟
«وسط الخبر» يناقش: الدستور المطمور.. استفتاء للشرعية أم لكسب ...
«القيادة العامة» تدعم الشرطة الزراعية في سرت بـ5 سيارات جديدة
«القيادة العامة» تدعم الشرطة الزراعية في سرت بـ5 سيارات جديدة
توغي تطالب بتفعيل الدبلوماسية الثقافية لتحقيق السلام العالمي
توغي تطالب بتفعيل الدبلوماسية الثقافية لتحقيق السلام العالمي
وقفة احتجاجية في مصراتة ضد الغلاء والمطالبة بإقالة «الكبير»
وقفة احتجاجية في مصراتة ضد الغلاء والمطالبة بإقالة «الكبير»
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم