عبر مستشار الرئيس الفلسطيني محمود الهباش في تصريح خاص إلى «بوابة الوسط» عن «رفض أي مساعٍ للتطبيع العربي مع إسرائيل قبل حل القضية الفلسطينية وانسحاب الاحتلال من جميع الأراضي العربية المحتلة، وذلك عملا بمبادرة السلام العربية العام 2002».

جاء ذلك تعليقا على لقاء وزيرة الخارجية الموقوفة بحكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» نجلاء المنقوش ووزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين الأسبوع الماضي، والمظاهرات التي اندلعت في مدن ليبية احتجاجا على هذه الخطوة.

ووصف الهباش مظاهرات الشعب الليبي ضد التطبيع بأنها «إحساس شعبي صادق بالغضب نتيجة الشعور بالإجحاف تجاه الشعب الفلسطيني»، معربا عن «اعتزاز فلسطين حكومة وشعبا بمواقف الشعب الليبي الداعمة للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة والرافضة للانصياع لمساعي التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي».

المنقوش تثير غضب الشعب الليبي
وإثر لقاء المنقوش مع وزير خارجية «إسرائيل»، عمت مظاهرات مختلف مناطق البلاد، مما دفع رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» عبدالحميد الدبيبة إلى إيقاف الوزيرة عن العمل وإحالتها إلى التحقيق، في مسعى لتهدئة الشارع الليبي.

وفي حين ذكر بيان وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية أمس الأحد أن اللقاء «عارض غير رسمي وغير مُعَدْ مسبقا، أثناء لقاء مع وزير الخارجية الإيطالي»، نقلت وكالة «رويترز»، اليوم الإثنين، عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه قوله إن الاتفاق عليه جرى مسبقا «على أعلى المستويات» في ليبيا واستمر أكثر من ساعة.

وخالفت خطوة المنقوش القانون الليبي رقم «62» الصادر في العام 1957 بشأن «مقاطعة إسرائيل»، والذي يعاقب بالسجن المطبعين مع الاحتلال إذ تنص مادته السابعة على: «الحبس لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تزيد على 10 سنوات وبغرامة لا تتجاوز حمسة آلاف دينار كعقاب لكل من يعقد اتفاقا مع أي نوع من هيئات أو أشخاص مقيمين في إسرائيل أو منتمين إليها بجنسيتهم أو يعملون لحسابها». وبينما أفاد مصدر أمني في تصريح إلى «بوابة الوسط»، فجر الإثنين، بأن المنقوش غادرت على متن طائرة خاصة نوع «فالكون» تابعة لحكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» إلى تركيا، نفى جهاز الأمن الداخلي مرورها عبر القنوات الرسمية بمطار معيتيقة الدولي.

وسبق للمجلس الرئاسي أن أوقف المنقوش عن العمل «احتياطيا» في العام 2021 للتحقيق فيما نسب إليها من «مخالفات إدارية»، وذلك على خلفية تصريحات نقلتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن المنقوش قالت فيها إن «بلادها يمكن أن تتعاون مع واشنطن لتسليم المواطن الليبي أبوعجيلة محمد مسعود» ما أثار جدلا واسعا في البلاد ونفته وزيرة الخارجية في وقت لاحق.