حلت ليبيا في المركز السابع من بين أكثر دول منطقة الشرق الأوسط تأثراً بالإرهاب، رغم التحسن الملحوظ في الوضع الأمني منذ العام 2019 تقريباً، وفق مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2023.

وحسب المؤشر الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام الدولي، جاءت ليبيا في المركز الـ32 عالمياً، في مؤشر الإرهاب الذي يضم أكثر من 160 دولة، كما جاءت في المرتبة السابعة من بين أكثر دول المنطقة تأثراً بالهجمات الإرهابية خلال العام 2022، مسجلة 4.7 نقطة.

وسجل المؤشر السنوي مستويات عالية من الصراع في الدول بالمنطقة، على رأسها ليبيا وسورية واليمن، حيث سجل الصراع مستواه الأقصى بخمس نقاط، مع رصد تحسن هامشي في مؤشر شدة الصراع الداخلي بالمنطقة بنسبة أقل من 1% مقارنة بالعام 2021. وقادت ليبيا واليمن التدهور الإقليمي في مؤشرات الأمن والسلام على مدار العقد الماضي، حسب المؤشر.

تدهور مؤشرات الحوكمة وحرية الصحافة والشفافية في ليبيا
رصد معهد الاقتصاد والسلام الدولي - ومقره سيدني- تدهور في مؤشرات السلام الإيجابي الثلاثة في ليبيا بين عامي 2012 – 2020، بنسبة تصل إلى 12%، موضحاً أن المؤشرات الأكثر تدهوراً كانت انفتاح الحكومة والشفافية، حيث تراجعت بنسبة 67% منذ العام 2012، إضافة إلى حرية الصحافة التي سجلت تراجعاً بنسبة 35%. وأرجع المؤشر هذا التدهور إلى الصراع المسلح الذي شهدته ليبيا في أعقاب الإطاحة بمعمر القذافي بالعام 2011، وسيطرة مجموعات مسلحة ذات مصالح متباينة على المشهد.

سلام هش في ليبيا رغم هدنة وقف إطلاق النار
ورغم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بالعام 2020، يرى المؤشر الدولي أن السلام في ليبيا لا يزال هشاً إلى الآن، ويرى أن المستقبل أمام ليبيا غير واضح بسبب الانقسامات العميقة بين الطبقة الحاكمة. وأضاف: «حالة انعدام الاستقرار القائمة تجعل من الصعب تحسن وضع الحوكمة، أو تعزيز المرونة الاجتماعية».
وتابع: «رغم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بالعام 2021، لا يزال الوضع السياسي متوتراً، مع وجود حكومتين متنافستين، فضلاً عن تسجيل صدامات عنيفة بشكل دوري، خصوصاً في العاصمة طرابلس».

مسؤولون أميركيون: ليبيا مركز رئيسي في استراتيجية واشنطن لمنع الصراع
مؤشر الإرهاب العالمي: 492 مليون دولار خسائر ليبيا سنويا
فاتورة صادمة من «إسكوا»: الصراع كبد ليبيا خسائر تفوق 576 مليار دولار
ليبيا بين أكثر دول العالم تأثرًا بالإرهاب اقتصاديًا

الإطاحة بالقذافي وتداعياتها على منطقة الساحل
على صعيد آخر، يلفت المؤشر الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام الدولي إلى أن ثورة العام 2011 في ليبيا والإطاحة بالقذافي أثارت سلسلة من الأحداث كان لها تداعياتها على منطقة شمال أفريقيا والساحل.

وأوضح أن الإطاحة بالقذافي مكنت الحركة الانفصالية للطوارق، مع عودة الجنود الطوارق، وكانوا جزءاً من الجيش الليبي، إلى مالي. كما انضمت مجموعات سلفية جهادية لتلعب دوراً هاماً في حركة التمرد التي قادها الطوارق هناك بالعام 2012، وانتهت بسيطرتها على مدن تمبكتو وغاو وكيدال.