اعتقلت السلطات البريطانية مواطنا مصري الجنسية، لتورطه في إدارة شبكة لتهريب آلاف المهاجرين في البحر المتوسط من ليبيا وشمال أفريقيا إلى إيطاليا.

وقد جرى اعتقال المصري (40 عامًا) في هونسلو، غرب العاصمة البريطانية لندن، الأسبوع الماضي، ويجري حاليًا استجوابه بتهمة تسهيل الهجرة غير المشروعة عبر البحر المتوسط، كما نقل الموقع الإلكتروني لـ«مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد»، أمس الجمعة.

ويعتقد المحققون في الوكالة الوطنية للجريمة في بريطانيا أن المتهم كان يعمل مع شبكات تهريب البشر في شمال أفريقيا، لإطلاق مراكب تحمل مئات المهاجرين. ويُعتقد أيضا أنه من تولى عملية التواصل مع المهربين خلال عملية العبور في البحر المتوسط.

كما يعتقد المحققون أن المتهم مرتبط بعدد كبير من عمليات العبور غير الشرعية من شمال أفريقيا إلى إيطاليا خلال العام الماضي.

بعد غرق مهاجرين قبالة اليونان.. إسلام آباد تفكك لغز مسار وصول الباكستانيين إلى ليبيا
الدبيبة: العمليات ضد عصابات تهريب المهاجرين منسجمة مع متطلبات حفظ أمن ليبيا ودول جوارها
إيطاليا تنظم مؤتمرا دوليا لمكافحة الهجرة من شمال أفريقيا

المتهم يدير أنشطته من داخل بريطانيا
في هذا الصدد، قال كبير المحققين في الوكالة الوطنية للجريمة، دارين بار: «نعتقد أن هذا الرجل كان يدير أنشطته من داخل بريطانيا، وهو العقل المدبر وراء تهريب آلاف المهاجرين».

وأضاف: «هذا النوع من المراكب التي تستخدمها شبكات الجريمة المنظمة في عبور البحر مجرد أفخاخ للموت، وللأسف لقى العشرات حتفهم بعد حوادث في البحر المتوسط، مما يكشف مستوى الخطر».

عمليات الإنقاذ تتواصل في البحر المتوسط
وتتواصل عمليات إنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط. ففي أكتوبر الماضي، أنقذ خفر السواحل الإيطالي أكثر من 640 مهاجراً من مركب خشبي انطلق من ليبيا، بالإضافة إلى 265 مهاجراً جرى إنقاذهم في ديسمبر، كانوا على متن مركب للصيد انطلق من بنغازي.

وفي أبريل الماضي، انتشلت عمليتان للبحث والإنقاذ أكثر من ألف مهاجر، بعد نداءات استغاثة في البحر المتوسط.

وقد حذرت بعثة الدعم التابعة للأمم المتحدة بليبيا، في وقت سابق، مما وصفته بـ«أهوال لا يمكن تخيلها» تواجه اللاجئين والمهاجرين عند محاولة عبور البحر المتوسط، بما في ذلك القتل والتعذيب والاحتجاز التعسفي والعنف الجنسي والاستغلال من جهات فاعلة حكومية وغير حكومية في ليبيا.

وقال مدير بعثة منظمة الهجرة الدولية في ليبيا، عثمان البلبيسي، في تقرير سابق: «الانتهاكات موجودة على طول المسار الذي يسلكه المهاجرون، وتبدأ في بعض الأحيان في دولة المنشأ، وتتبعهم أينما تحركوا».

وتظهر بيانات المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 27 ألف مهاجر في عداد المفقودين منذ العام 2014 في البحر المتوسط، بينما لقى أكثر من 400 مهاجر حتفهم في الفترة بين يناير ومارس من العام الجاري، وهي الفترة الأكثر دموية منذ العام 2017.

لحظة اعتقال السلطات البريطانية متهما في إدارة شبكة لتهريب البشر في البحر المتوسط. (جريدة ديلي ميل البريطانية)