اعتبر محللون أن إحاطة المبعوث الأممي عبدالله باتيلي تهيئة من أجل الدخول في مرحلة جديدة، يطرح خلالها باتيلي حلا بعيدا عن المسار الذي يهيمن عليه رئيسا مجلس النواب عقيلة صالح والمجلس الأعلى للدولة خالد المشري، في الوقت الذي استبعدوا فيه وجود رابط بين توقيت الإحاطة وزيارة رئيس مجلس النواب المصري فتحي جبالي إلى بنغازي.

وفي مداخلته مع برنامج «وسط الخبر» المذاع على قناة الوسط «WTV» أمس، قال المستشار السابق لمجلس الدولة صلاح البكوش إن باتيلي هاجم «ركيزتين أساسيتين» لمشروع عقيلة والمشري، الأولى رفع شعار أن الحوار «ليبي - ليبي»، محذرا من إخفاء «أجندة معينة» خلف هذا الشعار وهي «إطالة أمد الوضع الراهن» على حساب حقوق الشعب الليبي.

باتيلي يعد مرحلة جديدة
والركيزة الثانية، حسب البكوش، هي مقولة إن «الانتخابات لا تتطلب قوانين فقط، وإنما اتفاقا سياسيا واسعا»، شارحا أن هذا الأمر يعني محاولة باتيلي سلوك طريق آخر للوصول إلى الحل بعيدا عن الذي يقترحه عقيلة والمشري.

وأضاف: «المؤشرات تصب في صالح باتيلي بعد إحاطته، لأنه دفن أسطورة أن مخرجات (6+6) منزهة أو أنها تذهب إلى التنفيذ فورا دون مراجعة، ومن حسن حظه (باتيلي) أنه لم تدعم أي دولة في مجلس الأمن اللجنة بشكل واضح، بما فيها روسيا والصين وفرنسا».

- نص إحاطة المبعوث الأممي أمام مجلس الأمن (19 يونيو 2023)
- أبرز ما جاء في إحاطة باتيلي إلى مجلس الأمن حول تطورات الوضع في ليبيا
- بعد توقيع اتفاقية تعاون.. وفد البرلمان المصري يختتم زيارته لمقر مجلس النواب الليبي
- رئيس مجلس النواب المصري: التدخلات الخارجية تستهدف النيل من وحدة ليبيا وثرواتها

المعنى نفسه رجحه الباحث والقانوني الليبي رمضان التويجر، بالإشارة إلى أن باتيلي «يعد لمرحلة جديدة» بعدما لخص ما يحدث في ليبيا من إيجابيات وسلبيات، لافتا إلى أن بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا وبعض الأطراف الدولية الداعمة لها يجهزون لـ«عملية ما».

وتطرق التويجر، إلى حديث باتيلي عن خطاب الكراهية، كأحد أهم الأسباب التي أدت إلى تعميق الأزمة في ليبيا، مشيدا بتأكيده أن خطاب الكراهية مرفوض من جميع الأطراف الليبية أو النشطاء، حسب مداخلته مع برنامج «وسط الخبر» المذاع على قناة الوسط «WTV».

لا علاقة بين «الإحاطة» و«الزيارة»
بينما رأى رئيس مركز العرب للدراسات المصري محمد فتحي عدم وجود رابط بين توقيت زيارة رئيس مجلس النواب المصري فتحي جبالي إلى ليبيا وإحاطة باتيلي، التي اعتبر أنها «لم تأت بجديد».

وقال فتحي إن باتيلي اكتفى باستعراض المشاورات التي أجراها مع الفاعلين الليبيين، وجدد الحديث عن الحاجة إلى إجراء الانتخابات قبل نهاية العام الجاري، وأورد ملاحظات «عادية» يتحدث عنها الشارع الليبي، دون أن يقدم آفاقا أو أطروحات لحل الأزمة، الأمر الذي عده فتحي مخيبا لآمال الكثيرين الذين كانوا يعولون على باتيلي كونه أول مبعوث أممي أفريقي إلى ليبيا.