Atwasat

جريدة «الوسط»: المساران الأمني والسياسي في تقرير لغوتيريس وإحاطة جديدة لباتيلي

طرابلس - بوابة الوسط الجمعة 14 أبريل 2023, 09:15 صباحا
WTV_Frequency

تحتم حساسية موقع الجنوب الليبي على المستوى الجيواستراتيجي على القادة العسكريين من شرق البلاد إلى غربها بمعية الأمم المتحدة، إشراكه دون تأخير في مسار التسوية السياسية، لإنجاح خطة تأمين انتخابات شاملة، خاصة ما تعلق بإنشاء قوة عسكرية مشتركة، وهو التوجه العام الذي يحاول المبعوث الأممي عبد الله باتيلي تفعيله بعد عيد الفطر موازاةً مع عودة الملف الليبي إلى مجلس الأمن الدولي الثلاثاء المقبل.

وقبيل أيام من إحاطة باتيلي، سلط الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الضوء في تقريره الذي سلمه إلى مجلس الأمن على «استمرار الجمود السياسي في ليبيا في ظل إحباط تطلعات الشعب الليبي وحقه في اختيار قادته وممثليه من خلال انتخابات حرة ونزيهة وشفافة وشاملة للجميع».

وحسب التقرير ذاته أشار غوتيريس إلى خلاصة ما كشفته المشاورات التي أجراها باتيلي من «شعور بالإحباط في أوساط الليبيين إزاء استمرار المأزق السياسي»، إلى جانب تزايد الشكوك بشأن إمكانية التوصل إلى توافق حول إيجاد مسار عملي لإجراء الانتخابات، ما دفع المبعوث الأممي إلى مقترح الفريق رفيع المستوى للانتخابات بهدف التوصل إلى إنهاء الجمود السياسي، فيما «طالبت أطراف سياسية وممثلو المجتمع المدني وفعاليات شبابية ونسائية وأعيان وقبائل بأن يكون لهم مسار حوار أكثر شمولاً للجميع ويتجاوز العملية المؤسسية التي يضطلع بها مجلسا النواب والدولة».

إشراك الجنوب في الحل السياسي والأمني
وفي رأي متابعين للشأن الليبي يجب أن تشمل المساعي اللاحقة لمنع انفراد الهيئتين التشريعيتين بتقرير مصير الليبيين، الانفتاح أكثر على القيادات العسكرية والتشكيلات المسلحة، واستعادة دور المجتمع المدني، والأكثر أهمية الالتفات إلى الجنوب الذي يشترك في ثلث معادلة الحل السياسي والأمني بعد حصر الصراع بين طرابلس وبرقة، الأمر الذي أوقع المنطقة في استباحة لأراضيها وللحدود من طرف عصابات تهريب البشر والمهاجرين والاتجار بالأسلحة والمخدرات، والمرتزقة من مختلف الجنسيات، وهي ظواهر انعكست سلبًا على شمال البلاد وفرضت ضغوطًا أوروبية على الحكومات المتعاقبة آخرها تداعيات إعلان ايطاليا حالة الطوارئ ستة أشهر لوقف تدفقات الهجرة القادمة من ليبيا وتونس.

للاطلاع على العدد 386 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

ومن هذا الباب تركزت جولة المبعوث الأممي، عبدالله باتيلي، إلى ليبيا إلى الجنوب قبل يومين، بعدما التقى مع القيادات العسكرية والأمنية بالجنوب بالمجلس البلدي سبها، واستمع إلى وجهات النظر فيما يتعلق بالجانب العسكري والأمني، وقال باتيلي إنه «تقرر مع لجنة (5+5) العسكرية أن نعود إلى هنا بعد شهر رمضان، ونعمل معكم حول كيفية إدماج الجنوب وفزان في كل ما نقوم به».

وشدد باتيلي على ضرورة مشاركة فزان بشكل ملائم في أعمال إعادة البناء وضرورة أن يتمكن أبناؤها من «التمتع بالخيرات التي تزخر بها أرضهم وتمكينهم اقتصادياً واجتماعياً للتمتع الكامل بالمواطنة المتساوية»، بحسب تغريدة له على منصة تويتر.

ونقل المعوث الأممي عن ممثلين لفئات مجتمعية التقاها في سبها، شعورهم بالإحباط من المراحل الانتقالية «اللامتناهية» مطالبة بوضع حد للتهميش الذي تعانيه المنطقة الجنوبية، وتوزيع أكثر عدلًا للموارد، وكذلك إشراك فزان بصورة ملائمة في مختلف مسارات الحوار لدعم العملية الانتخابية.

ترقب لتشكيل القوة العسكرية المشتركة
وينتظر بعد نتائج زيارة باتيلي الاستطلاعية واجتماع سبها الكشف عن أصداء ملف تشكيل القوة العسكرية المشتركة التي يراد لها نشر عناصرها في مناطق حيوية في الجنوب لتأمينها والعملية الانتخابية، كأول مبادرة في طريق توحيد المؤسسات العسكرية. ففي كلمته باجتماع بنغازي، عبّر باتيلي عن أمله في أن يهيئ تعاون القادة العسكريين «الظروف اللازمة لإحلال السلام والاستقرار في ليبيا».

وغير المسألة الأمنية، يفترض أن تكون المحطة المفصلية الأخرى تهيئةً للانتخابات حسم أزمة السلطة التنفيذية بعد أن بات متداولًا فكرة دمج الحكومتين، إذ صرح باتيلي بأن «المحاولات الجادة لتوحيد المؤسسات الليبية، لا تستثني السلطة التنفيذية لكن يتوجب مقاربة توحيد الحكومة في هذا الوقت الحساس، بكثير من الواقعية والحذر لأن ذلك قد يخلق تعقيدات سياسية وإجرائية، بل حتى قانونية ودستورية، ليبيا في غنى عنها» وفق تصريحات لجريدة «الشرق الأوسط».

للاطلاع على العدد 386 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

لكن عبدالحميد الدبيبة وفتحي باشاغا، المعنيين بهذا، لم يبديا استعدادهما للتخلي عن موقعهما، حيث أكد الأخير أنه «باقٍ في منصبه إلى أن تتفق الأطراف الليبية كافة على قوانين انتخابية يُرحب بها دوليًا، والبدء في الإعلان عن مواعيد محددة للاستحقاق الانتخابي».

الدبيبة يغازل قوات القيادة العامة
في وقت كان الدبيبة بصفته وزير الدفاع في حكومته يغازل الجيش الليبي في شرق البلاد خلال اجتماع برئاسة الأركان العامة، حضره رئيس الأركان محمد الحداد مع وزير المالية خالد المبروك، مؤكدًا أن الوزارة أنجزت كافة الإجراءات المالية المتعلقة بتسوية أوضاع منتسبي المؤسسة العسكرية، وتنفيذ جدول المرتبات الموحد لكافة التابعين لوزارة الدفاع، وفق قوله.

في هذه الأثناء وعلى مستوى المسار السياسي، قررت لجنة «6 + 6» التي تضم ممثلي مجلسي النواب والأعلى للدولة والمسؤولة عن وضع القوانين الانتخابية الاجتماع مطلع الأسبوع المقبل لتحديد مقر وآلية عملها، حيث أعلن رئيس اللجنة بمجلس الدولة عمر أبو ليفة في تصريح له «أنها ستبدأ عملها رسميًا عقب عيد الفطر المبارك باختيار ناطق باسمها».

وفي سياق متصل ينتظر أن يقدم المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبدالله باتيلي إحاطة جديدة أمام مجلس الأمن، يفصل فيها نتاج لقاءاته واتصالاته التي أجراها مع مختلف الأطراف في ليبيا منذ تقديمه إحاطته السابقة فبراير الماضي، والتي طرح خلالها خطته لتهيئة المناخ السياسي والأمني لإجراء انتخابات دعا إليها قبل نهاية العام 2023.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«الخطاب القوي والتفاعل».. قناة «الوسط» تبث الحلقة (20) من «مئوية ليبيا» الجمعة
«الخطاب القوي والتفاعل».. قناة «الوسط» تبث الحلقة (20) من «مئوية ...
«ميدل إيست إيكونوميك»: الدبيبة أزاح عون للمضي قدما في صفقة «توتال - كونوكو»
«ميدل إيست إيكونوميك»: الدبيبة أزاح عون للمضي قدما في صفقة «توتال...
«الأميركية للتنمية» تناقش مع سلطات محلية دعم المشاريع الريادية
«الأميركية للتنمية» تناقش مع سلطات محلية دعم المشاريع الريادية
النيابة العامة تعلن استرداد عقارات مملوكة للدولة في سرت
النيابة العامة تعلن استرداد عقارات مملوكة للدولة في سرت
جريدة «الوسط»: «ستيفاني 2» تباشر سد الفراغ الأممي في ليبيا
جريدة «الوسط»: «ستيفاني 2» تباشر سد الفراغ الأممي في ليبيا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم