Atwasat

هل تفك مصافحة السيسي وإردوغان عقدة الأزمة الليبية؟

القاهرة - بوابة الوسط: علاء حموده الأحد 04 ديسمبر 2022, 03:17 مساء
WTV_Frequency

اعتبر محللون أنه من المبكر الحكم على تأثيرات محاولات التقارب بين مصر وتركيا على الأزمة الليبية، في ظل وجود بعض الشروط التي قيل إن القاهرة تضعها في هذا الملف وتعتبرها ذات علاقة بـ«الأمن القومي» المصري.

ويرى أستاذ العلاقات السياسية الدولية بجامعة باريس د. خطار أبودياب، في تصريح إلى «بوابة الوسط»، أنه «لن يكون هناك تأثير فوري لإعادة التواصل المصري - التركي على الملف الليبي، ولا يمكننا تصنيف الوضع على أنه تقارب بين القاهرة وأنقرة، لأننا في بداية مسار عودة الصلات الدبلوماسية إلى مستوى رفيع».

وخلال حفل افتتاح مونديال قطر 2022، (20 نوفمبر الماضي) ظهر الرئيسان، المصري عبد الفتاح السيسي، والتركي رجب طيب إردوغان، في صورة وهما يتصافحان في الدوحة، بعد سنوات من التوتر بين البلدين، أثارت اهتمام وسائل الإعلام على نطاق واسع، فيما وصف بيان للرئاسة المصرية المشهد بأنه بداية جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين.

وفي برنامج حواري تلفزيوني، قال إردوغان إنه تحدث مع السيسي لنحو 30 إلى 45 دقيقة، مضيفًا: «لقد ركزنا المحادثات مع السيد السيسي هناك وقلنا لنتبادل الآن زيارات الوزراء على مستوى منخفض، بعد ذلك دعونا نوسع نطاق هذه المحادثات».

مصر وتركيا.. والملف الليبي
وتبلور الخلاف بين مصر وتركيا حول الملف الليبي بشكل واضح منذ نوفمبر 2018، حين وقعت أنقرة اتفاقية «الصلاحيات البحرية» مع حكومة الوفاق الليبية السابقة برئاسة فائز السراج، وفي أكتوبر الماضي، رفضت مصر واليونان توقيع حكومة الوحدة الوطنية مذكرتي تفاهم مع تركيا في مجال الموارد الهيدروكربونية، للقيام بالاستكشاف والتنقيب عن الغاز والنفط.

- الرئاسة التركية: أول مصافحة بين أردوغان والسيسي في قطر
- مصدران: اجتماعات بين تركيا ومصر بعد مصافحة أردوغان والسيسي 
- الرئاسة المصرية بعد مصافحة إردوغان: بداية لتطوير العلاقات بين الجانبين 
- بعد المصافحة.. إردوغان يأمل «محادثات رفيعة المستوى» مع مصر

وتبدي القاهرة، وفق مراقبين، قلقًا كبيرًا من النفوذ الذي تحظى به تركيا في غرب ليبيا منذ دعمها العسكري لحكومة الوفاق في صد هجوم قوات «القيادة العامة» على العاصمة طرابلس في 2019، فيما عرف بحرب العاصمة طرابلس، وفي تصريح سبق المصافحة بين الرئيسين المصري والتركي، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، في معرض حديثه عن توقف الجولات الاستكشافية مع تركيا: «من الأمور التي تثير القلق عدم خروج القوات الأجنبية من ليبيا حتى الآن وعدم اتخاذ إجراءات حاسمة لتحقيق هذا الهدف»، وفق مقابلة مع قناة العربية (29 أكتوبر 2022).

شروط مصرية
وتوقع د. بشير عبدالفتاح، باحث العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، «تفاهمات تجري بين القاهرة وأنقرة في هذا الشأن لم يحن بعد وقت الإعلان عنها»، موضحًا أن «مصر تضع شروطًا على الجانب التركي مثل سحب المرتزقة والقوات الأجنبية والتوقف عن إبرام اتفاقات تضر بالمصالح المصرية في شرق المتوسط».

وأضاف عبدالفتاح في تصريح إلى «بوابة الوسط» أن «جميع السيناريوهات ممكنة في هذا السياق»، وقال: «سينعكس الوفاء بهذه الشروط بالتأكيد بتأثير إيجابي على الأزمة الليبية إذا ما تم الوفاء بهذه الشروط» لكنه لم يستبعد أيضًا أن «تخل تركيا ببعض هذه الشروط، وتكتفي بخطوة تبادل السفراء».

من جهته، قال خطار أبودياب «الملف الليبي معقد ومتشابك، وهناك العقبة الكأداء المتمثلة بمسألة سحب القوات الأجنبية وحتى اللحظة هناك إصرار تركي على البقاء»، مضيفًا «سيكون الحوار المصري - التركي إيجابيًا إذا كان هناك احترام فعلي للقرارات الدولية ذات الصلة حول ليبيا».

طموحات تركية في المنطقة الشرقية
بيد أن عديد المتابعين للشأن الليبي لا يفصلون التقارب بين تركيا والأطراف الفاعلة في المنطقة الشرقية من البلاد، والطور الجديد في مسار العلاقات المصرية التركية بشأن الملف الليبي.

وبدأ مجلس النواب تنظيم زيارات عديدة إلى تركيا خلال الأشهر الماضية، لتوسيع دائرة التعامل معها، لكن الأخيرة أبقت على تعاملها مع حكومة الدبيبة من خلال توقيع مزيد من مذكرات التفاهم، كما التقى السفير التركي، رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح في 19 من يناير الماضي، قبل أن يجري زيارة إلى بنغازي في 29 من الشهر نفسه مع وفد من رجال الأعمال الأتراك.

وقال جلال حرشاوي، المتخصص في الشؤون الليبية الزميل المشارك في معهد رويال يونايتد للخدمات البحثية لـ«بوابة الوسط»: «باختصار، المصافحة بين الرئيسين السيسي وإردوغان صادقة، لكنها لا تخفف التوترات في ليبيا»، وأضاف «لأسباب لا علاقة لها بالإخوان المسلمين، لا تقبل مصر طموحات تركيا الاقتصادية في شرق ليبيا»، مستبعدًا «الإطاحة بحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة إلا إذ قرر إردوغان ذلك».

وتابع: «ستستمر أنقرة في محاولة إغواء الجهات الفاعلة الأخرى في شرق ليبيا حتى تتمكن من تنمية أنشطتها الاقتصادية في برقة»، مشيرًا إلى ما وصفه «بقلق مصر من النفوذ التركي على أراضي برقة أكثر منها على البحر».

وتحتل تركيا المرتبة الثالثة في قائمة أكبر الدول المصدرة للشرق الليبي، وفق بيانات صادرة عن رئيس مجلس الأعمال التركي - الليبي، مرتضى قرنفل.

وخلال اتصالاته مع المسؤولين في شرق ليبيا، كشف الجانب التركي عن «رغبة في استكمال المشاريع الاقتصادية التركية غير المكتملة في المنطقة، في أقرب وقت ممكن»، وقال رئيس مجلس الأعمال التركي - الليبي إن «ستاد بنغازي وميناءها والمطارات، وبعض المباني الجامعية، تندرج في إطار هذه المشاريع»، مشددًا على أن «الأتراك على استعداد لاستكمال المشاريع غير المنجزة في المنطقة».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«ميدل إيست إيكونوميك»: الدبيبة أزاح عون للمضي قدما في صفقة «توتال - كونوكو»
«ميدل إيست إيكونوميك»: الدبيبة أزاح عون للمضي قدما في صفقة «توتال...
«الأميركية للتنمية» تناقش مع سلطات محلية دعم المشاريع الريادية
«الأميركية للتنمية» تناقش مع سلطات محلية دعم المشاريع الريادية
النيابة العامة تعلن استرداد عقارات مملوكة للدولة في سرت
النيابة العامة تعلن استرداد عقارات مملوكة للدولة في سرت
جريدة «الوسط»: «ستيفاني 2» تباشر سد الفراغ الأممي في ليبيا
جريدة «الوسط»: «ستيفاني 2» تباشر سد الفراغ الأممي في ليبيا
في اليوم الوطني للمرأة الليبية.. «مكاسب نسبية» في معركة الحقوق
في اليوم الوطني للمرأة الليبية.. «مكاسب نسبية» في معركة الحقوق
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم