أصرت الدولة الليبية على ضرورة سريان قرار أصدرته محكمة مالطية بالإفراج لصالحها عن أكثر من 94 مليون يورو محتفظ بها في حسابات بنك «أوف فاليتا»، وأن الاستئناف الذي قدمه ورثة معمر القذافي ومن بينهم أرملته صفية فركاش يجب رفضه.

وقدم الاستئناف من قبل المحامي المالطي لويس كاسار بوليسينو نيابة عن محامي ورثة القذافي، وأرملته صفية فركاش وفق ما نقلت جريدة «مالطا توداي» المحلية أمس الخميس، وذلك موازاة مع زيارة قادت رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة ومسؤولين كبارا موالين له إلى مالطا.

أمر قضائي بالإفراج عن الأموال لصالح الحكومة الليبية
ويجادل ورثة القذافي بأن الأموال تعد أموالا خاصة وليست مسروقة من الدولة الليبية، ومع ذلك، أمر القاضي نيفيل كاميليري في يونيو الماضي بالإفراج عن الأموال لصالح الحكومة.
وفي رده على استئناف ورثة القذافي، نفى محامي ممثل الدولة الليبية، مزاعمهم بأن المحاكم المالطية تفتقر إلى الاختصاص القضائي، وأصر على أن المعتصم القذافي انتهك القانون الليبي وقرار المحكمة بإعادة الأموال إلى ليبيا كان قرارا صحيحا.

- أرملة القذافي تطعن في قرار محكمة مالطية بإعادة أموال إلى ليبيا
- تقرير أممي: عمليات نقل أموال كبرى من شركة يشتبه بأنها واجهة للمعتصم القذافي
- فريق أممي يفحص 3 حسابات مصرفية كان يملكها المعتصم القذافي
- «الأموال المجمدة» محور لقاء وكيل «الخارجية» مع السفير المالطي

حيثيات قضية الأموال الليبية في مالطا
حيثيات القصة تعود إلى إقدام مصرف «بنك أوف فاليتا» المالطي، على الكشف عن ودائع وحسابات مصرفية امتلكها المعتصم بالله القذافي بلغت 94 مليون يورو، وذلك وفقا لما نقلته في حينه جريدة «مالطا توداي» منتصف العام 2016. وقالت إن حسابات المعتصم بالله، كان يديرها أمين صندوق حزب العمل السابق، جو ساموت، الذي واجه تهما بإنشاء شركات وهمية لمساعدة رجال أعمال ليبيين في الحصول على تأشيرات إقامة بمالطا. بينما أوضح مصرف «بنك أوف فاليتا» في أوراق قدمها للمحكمة، بناءً على دعوى قضائية رفعها النائب العام المستشار الصديق الصور، أن ساموت ساعد المعتصم في إنشاء شركة تحت اسم «كابيتال ريسورس» في يونيو 2010. ووقتها قال الصور إن النيابة العامة تكشّف لها استيلاء على أموال عمومية كانت مودعة في حسابات مجلس الأمن الوطني حيث تم غسلها من قبل الموظفين العموميين المعنيين بإدارتها خلال العام 2010، مشيرا إلى أن سلطة التحقيق الليبية أصدرت قرارا يقضي بتتبع هذه الأموال.

أرملة القذافي تطعن على الحكم القضائي بشأن أموال المعتصم
والمعتصم بالله يعد الابن الثالث للقذافي من زوجته الثانية صفية فركاش، وكان مسؤولا كبيرا بالجيش، وشغل منصب مستشار الأمن القومي في ليبيا، من العام 2008 حتى 2011 قبل أن يُقتل في معركة سرت على يد المحتجين. وخلالها عثروا بحوزة المعتصم، عندما قُتل على عديد من البطاقات الائتمانية الصادرة عن مصرف «بنك أوف فاليتا» بصفته مالكا لشركة مسجلة في مالطا.

وطعنت أرملة القذافي، صفية فركاش في قرار أصدرته محكمة في مالطا يقضي بإعادة الأموال إلى ليبيا، رغم أن من أودعها هو المعتصم بالله، بحجة أن محاكم مالطا غير مختصة بالنظر في القضية.