اعتبر رئيس حزب العدالة والبناء، محمد صوان، أن الوقت قد حان «للتوصل إلى نظام حكم محلي لامركزي» و«للحديث عن الثروات وعدالة تقاسمها وعن صيغ التعايش» «للحديث عن المصالحة» التي من شأنها أن تؤمن لليبيين حياة مستقرة، مشددًا على أنه «لا تفريط في وحدة ليبيا».

وقال صوان في تدوينة عبر حسابه على موقع «فيسبوك» شاركتها صفحة حزبه إن «التضحيات الزكية التي بذلها الأجداد والآباء والأبناء كانت دائمًا لأجل طرد المستعمر أو بناء دولة ليبيا الموحدة أو إسقاط الاستبداد ومنع رجوعه أو لمحاربة الإرهاب»، مؤكدًا أنها «تضحيات تستحق منا الإشادة والتخليد بمداد من ذهب».

ورأى صوان أن «الصراعات التي تكبّد مرارتها الشعب الليبي بقتل أبنائه وضياع مقدراته... يتحمل مسؤوليتها القانونية مرتكبوها يوم تقوم الدولة»، مشيرًا إلى أن «هذه الأعمال وحروب النفط لا تستحق هذه الدماء أو الإشادة بها».

وأضاف: «إن كل الوثائق التي أعقبت التضحيات الزكية أكدت على وحدة الشعب الليبي ووحدة ترابه»، لافتًا أنه «من باب صون هذه التضحيات والوفاء لها يجب الوقوف صفًا واحدًا من أجل الحفاظ على هذه الوحدة ورفض أي أصوات تدعو إلى التفريط فيها مهما كانت الإكراهات».

وشدد صوان على ضرورة أن يواجه الليبيون «المرحلة القادمة بشجاعة»، وأن يفتحوا «الملفات المرحّلة»؛ وقال: «حان الوقت للتوصل إلى نظام حكم محلي لامركزي يمنح سلطات واسعة للوحدات الإدارية ويمنع التهميش ويسلم مسؤوليات واسعة للوحدات الإدارية لتنميتها وإدارتها في ظل حكومة مركزية قوية بصلاحيات مرتبطة بالوطن الواحد لا بالوحدات الإدارية».

وبيَّن رئيس حزب العدالة والبناء أن «ليبيا ولدت بعد تضحيات الآباء»، منبهًا إلى أن البلاد الآن «أمام المحطة الثانية للتأسيس بعد عقود الحكم الجبري المستبد، وهي محطة التأسيس الواعي التعاقدي بعد أن أزاحت تضحيات فبراير كل الحواجز».

وتابع: «نحن أمام محطة مهمة للتوافق على بناء الوطن على أساس الشراكة الحقيقية والتراضي والتوافق والتعايش السلمي بعيدًا عن الاستقرار المزيف الذي يتغنى به البعض والذي فرض بالاستبداد والقمع وفرض الآراء».

وأعاد صوان التنبيه قائلاً: «حان الوقت للحديث عن الثروات وعدالة تقاسمها وعن صيغ التعايش التي تؤمّن لنا حياة مستقرة، وحان الوقت للحديث عن المصالحة التي تذهب بعيدًا في أعماق التاريخ لوقف استدعاء محطاته المرّة عند كل منعطف»، وفق ما دون عبر حسابه على «فيسبوك».