Atwasat

اختفاء دوري «الرديف» الليبي يزيد الظواهر السلبية

طرابلس - بوابة الوسط الجمعة 18 أغسطس 2023, 07:30 صباحا
WTV_Frequency

بعد أن حققت نجاحات مقبولة في اللعبة الشعبية الأولى داخل البلاد، اختفت فكرة دوري «الرديف» من كرة القدم الليبية، لتترك تساؤلات حول: لماذا الاختفاء؟ وهل بالإمكان الظهور مجددا؟، خصوصا أن إقامة هذا الدوري أتاحت الفرصة أمام اللاعبين الشبان الذين لم يأخذوا فرصتهم ضمن صفوف الفريق الأول لفرقهم المحلية، وشجعهم ودربهم على خوض المباريات التنافسية الرسمية من خلال الدوري الجديد، وكانت هذه الفكرة لتطوير مستواهم وعدم بقائهم على مقاعد البدلاء بعيدا عن أجواء الملاعب ومنافساتها، ولإطلاق العنان لقدراتهم وإمكاناتهم الفنية.

المغربي: إمكان العودة وارد في أي وقت ممكن
من جهته، أفاد رئيس الاتحاد الفرعي لكرة القدم بطرابلس عبدالمولى المغربي، في تصريح خاص إلى جريدة «الوسط»، بأن مسابقة «الرديف» لم تقم منذ سنوات، وإمكان عودتها وارد في أي وقت ممكن، وهى تتيح الفرصة لعدد كبير من اللاعبين في المشاركة، ويجوز للاتحاد الليبي لكرة القدم استحداث أي مسابقة تحت أي مسمى في أي وقت.

- للاطلاع على العدد 404 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

بينما تختلف آراء المهتمين بكرة القدم الليبية حول موضوعات كروية عدة، منها دوري «الرديف» الذي أقيم لفترة قبل أن يختفي، وهناك تساؤلات تطرح عن أسباب غيابه أو عدم إقامته بشكل منتظم؟. لذا استطلعت جريدة «الوسط» آراء بعض المتابعين للنشاط الكروي، للبحث في أسباب غيابه، وهل هناك أفكار لتطوير نظام المسابقات؟.

الصحفي امحمد إبراهيم: قلة الملاعب عائق كبير أمام الفكرة
الصحفي المخضرم امحمد إبراهيم يرى أن قلة الملاعب عائق كبير أمام عودته من جديد، وكذلك مكافآت الحكام، وهو ما يزيد من الالتزام المالي على اتحاد الكرة، داعيا إلى تخفيض قائمة اللاعبين بكل فريق في الدوري الممتاز، كي يتمكن بقية اللاعبين من المشاركة في دوري «الرديف» في حالة إقامته من جديد، ولافتا إلى أنه كان سابقا يسمي «دوري الاحتياط»، وكان يمنح فرصا جيدة لبروز كثير من اللاعبين.

لاعب الأهلي طرابلس السابق أبوبكر: مشاكل اتحاد الكرة أكبر
لاعب الأهلي طرابلس الدولي السابق أبوبكر بن إبراهيم قال: «لا أرى أي مبرر لعودة دوري الرديف في الوقت الحالي بسبب المشاكل الأكبر والأعمق في كرة القدم الليبية»، مؤكدا أهميته، لكن سبب صعوبة عودته يرجع إلى أن منظومة كرة القدم الليبية بحاجة لإعادة بناء قبل إعادة هذا الدوري، لأن هناك أشخاصا غير مرغوب في وجودهم باتحاد الكرة أفسدوا اللعبة، وغير مستوعبين أهمية تطوير المسابقات والبطولات، حيث لم نلاحظ طرقا حديثة لتطوير نظام المسابقات أو طلب مقترحات من أهل اللعبة. وأكد ابن إبراهيم أنه سعيد بصدور قانون عام الرياضة بعد سنتين من إعداده، قائلا: «هو عندي أهم من دوري الرديف، لأنه سينظم مجال الرياضة».

محمد بالطه: ظلم كبير يقع على كثير اللاعبين
أما الصحفي محمد بالطه فيري أهمية دوري «الرديف»، مطالبا بعودته، ومؤكدا أن ظلما كبيرا يقع على كثير من اللاعبين بسبب وجودهم في قائمة كل فريق بالدوري الممتاز لكرة القدم، ولكن لا تعطي لهم فرصة جيدة للعب، وداعيا مجلس إدارة الاتحاد الليبي لكرة القدم إلى إعادة هذا الدوري من جديد.

فترة السبعينات تشهد انطلاق الفكرة وسط نجاحات
لاقت فكرة دوري «الرديف» نجاحا كبيرا عند انطلاقها خلال فترة السبعينات، عندما استحدث الاتحاد الليبي لكرة القدم فكرة إقامة دوري الاحتياط أو الفريق الثاني أو الرديف، حيث كشفت بروز مواهب جديدة كادت تضيع بسبب الإهمال، واستفادت منها فرقهم الأولى، بعدما نجحوا من خلال تألقهم في دوري الاحتياط في إثبات جدارتهم ضمن تشكيلة فرقهم الأساسية وحتى المنتخبات الدولية فيما بعد، فكان دوري الاحتياط بوابة الانطلاق للكثير من النجوم الذين كاد يطويهم النسيان والإهمال، وكان دوري الاحتياط من أنجح الدوريات والمسابقات المحلية، ويحظى باهتمام جماهيري وإعلامي كبير، وكانت تقام مبارياته قبل المباريات الرسمية لبطولة الدوري الليبي الممتاز، دوري الأضواء، ليسلط على لاعبيه الأضواء، ويعودهم على اللعب في هذه الأجواء وأمام جماهير غفيرة.

استمرت الفكرة سنوات ومواسم طويلة، ثم اختفت وتوارت عن الأنظار، وبالتالي ضاع جيل كان يمكن أن ينال فرصته ويبرز لو استمر هذا الدوري. وخلال السنوات القليلة الماضية، حاول الاتحاد الليبي لكرة القدم إعادة إحياء هذه الفكرة من جديد، وأقام دوري يحمل اسم دوري «الرديف»، واستمر هو الآخر عدة مواسم، ومثَّل بارقة أمل جديدة للمواهب الشابة المظلومة، لكنه لم تُكتب له الاستمرارية، ليضيع جيل آخر مر بفترة فراغ سلبية دون أن ينال فرصته الكافية في اللعب، لإثبات جدارته.

وبعد نجاح تجارب دوري «الرديف»، يطمح الجميع لعودة هذه التجربة وتكرارها من جديد، خاصة أمام فائض وتكدس اللاعبين الذين تزخر بهم فرق الأندية المحلية دون أن تستفيد منهم أمام توجه الأندية للاهتمام باللاعب المحلي الجاهز والمحترف، ليضيع هذا الجيل وسط هذا الزخم والضجيج.

الإسباني ريمون كاتالا يخفق في تجربته مع المنتخبات
كلف الاتحاد الليبي لكرة القدم الإسباني ريمون كاتالا بمهام المدير الفني للاتحاد، بهدف إدارة المنتخب الأول مع الإشراف على المنتخبات السنية، وأهمها منتخب «الرديف»، فضلا عن وضع أساسيات تكوين المنتخبات الليبية، للمشاركة في الاستحقاقات الدولية والأفريقية والعربية، إلا أن الأفكار جميعا ذهبت أدراج الرياح، فلم يكن هناك أي تطوير، وغادر «فرسان المتوسط» التصفيات المؤهلة لنهائيات الأمم الأفريقية بساحل العاج سريعا، مع عدم التعاقد مع مدرب جديد للمنتخب الذي له استحقاقات بتصفيات كأس العالم، بعد الخروج من التصفيات القارية.

سجل المدربين الأجانب والوطنيين في المنتخبات
أصبح كل عام المنتخب بمدرب جديد، بداية من الإيطالي برسليني إلى كارلوس بيلاردو والراحل محمد الخمسي والإيطالي فرانشيسكو سكوليو والمصري محسن صالح وأبوبكر باني وفوزي العيساوي ومحمد الخمسي مرة ثانية والصربي إيليا بتكوفيتش والراحل الخمسي مرة ثالثة والتونسي فوزي البنزرتي وماركوس باكيتا والمدرب الوطني عبدالحفيظ أربيش ومواطنه جلال الدامجة والجزائري عادل عمروش والوطني عمر المريمي وأبوبكر باني وفوزي العيساوي مرة ثانية وجلال الدمجة مرة ثانية وفوزي البنزراتي مرة أخرى والوطني علي المرجيني وزوران فيليبوفيتش ومرة أخرى الإسباني خافيير كليمنتي والفرنسي كورنثن مارتينيز، وأخيرا المدرب الوطني حمدي بطاو الذي قدم استقالته، والمنتخب حاليا دون مدرب، حيث أصبح بفضل سياسات الاتحاد العام حقل تجارب لهذا الكم الهائل من المدربين في الفترة من 1999 إلى العام الحالي، فلم يحقق أي إنجازات عدا بطولة أمم أفريقيا للمحليين (الشان) العام 2014 مع الإسباني خافيير كليمنتي.

- للاطلاع على العدد 404 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

الخلل يكمن ليس في المدربين فقط، بل في منظومة اتحاد الكرة الذي لم يضع أي إستراتيجيات للمنتخبات السنية، على الرغم من وجود العديد من المواهب، لكن لا يوجد من يصقل هذه المواهب، لضعف العديد من المدربين الوطنيين الذين قادوا المنتخبات السنية للشباب والأولمبي والأشبال والآمال، ولم يحققوا أي انجاز يذكر على الرغم من المشاركة في العديد من التصفيات، ولكن كان الخروج المبكر والمغادرة العنوان الأبرز لها، فلم يتعامل الاتحاد الليبي بحرفية مع المنتخبات السنية، على الرغم من وضع مدير فني أجنبي على رأس المنتخبات الإسباني ريمون، حيث لم يجلب لها مدربا محترفا يدرب الفئات السنية على الرغم من أن الاتحاد نجح في إقامة مسابقات في الدرجة الممتازة والأولى والثانية والثالثة التي تزخر بالمواهب، وهى في حاجة إلى إدارة حكيمة فقط تأخذ بها وتضع لها برنامجا طويل المدي، لخلق منتخبات تقارع منتخبات شمال أفريقيا والعربية.

تصريحات كاتالا حول الفئات وتطوير مستواها
تحدث الإسباني كاتالا عن أفكار الاتحاد من أجل الاهتمام بالفئات السنية. وقال في تصريحات إعلامية سابقة: «بعد اجتماعي مع اتحاد الكرة ومع الأندية من أجل دوري الرديف، للأسف الأندية رُفضت فكرة الدوري الرديف، لقلة الإمكانات، وأتمنى من الشارع الوقوف مع الفكرة التي طرحتها، وهي إقامة دوري الرديف، للاهتمام بهذه الفئات وتطوير مستواها».

وأضاف: «بالنسبة لمواليد 2003، فإن دوري الأواسط كان مستواه قويا جيدا، لكن لم يتعاقد أي نادٍ من الدوري الممتاز مع لاعبيه، لهذا قمنا بضم 5 لاعبين من فئة الأواسط بمنتخب تحت 20 عاما، 3 منهم يلعبون، واثنان على دكة البدلاء، وكان هذا أفضل حل لمواليد 2003. بالنسبة لمواليد 2006، وهم أصغر سن بفئة الأواسط، فلن يستطيعوا أن يلعبوا كثيرا، ولذلك نطلب من الأندية تشكيل فريق أواسط «ب»، ودعم فريق الدرجة الأولى».

لاعب الأهلي طرابلس الدولي السابق أبوبكر بن إبراهيم (يمين) ورئيس الاتحاد الفرعي لكرة القدم بطرابلس عبدالمولى المغربي، (أرشيفية: الإنترنت)
لاعب الأهلي طرابلس الدولي السابق أبوبكر بن إبراهيم (يمين) ورئيس الاتحاد الفرعي لكرة القدم بطرابلس عبدالمولى المغربي، (أرشيفية: الإنترنت)
لقطة من إحدى مباريات فرق الشباب، (أرشيفية: الإنترنت)
لقطة من إحدى مباريات فرق الشباب، (أرشيفية: الإنترنت)
الإسباني ريمون كاتالا (وسط) كلفه الاتحاد الليبي لكرة القدم بمهام المدير الفني للاتحاد إدارة المنتخب الأول مع الإشراف على المنتخبات السنية، وأهمها منتخب «الرديف»، فضلا عن وضع أساسيات تكوين المنتخبات الليبية. (أرشيفية: الإنترنت)
الإسباني ريمون كاتالا (وسط) كلفه الاتحاد الليبي لكرة القدم بمهام المدير الفني للاتحاد إدارة المنتخب الأول مع الإشراف على المنتخبات السنية، وأهمها منتخب «الرديف»، فضلا عن وضع أساسيات تكوين المنتخبات الليبية. (أرشيفية: الإنترنت)
لقطة من إحدى مباريات فرق الشباب، (أرشيفية: الإنترنت)
لقطة من إحدى مباريات فرق الشباب، (أرشيفية: الإنترنت)
كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
صالح الجدي يتوج بكأس وذهبية التايكواندو ببطولة الجامعات الماليزية
صالح الجدي يتوج بكأس وذهبية التايكواندو ببطولة الجامعات الماليزية
الصديق أبوهديمة يطالب بتوسيع دائرة الحوارات الرياضية
الصديق أبوهديمة يطالب بتوسيع دائرة الحوارات الرياضية
لجنة المسابقات ترفض طعن النصر على نتيجة مباراة «ديربي» بنغازي
لجنة المسابقات ترفض طعن النصر على نتيجة مباراة «ديربي» بنغازي
النصر يرفض قرار لجنة المسابقات بشأن «ديربي بنغازي» ويقرر الاستئناف
النصر يرفض قرار لجنة المسابقات بشأن «ديربي بنغازي» ويقرر ...
مصراتة تحتضن نهائيات دوري وكأس الكرة الطائرة
مصراتة تحتضن نهائيات دوري وكأس الكرة الطائرة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم