الدوري الليبي لكرة القدم الذي يضم عشرين فريقا في مجموعتين، وينتهي كل موسم رياضي بدوري سداسي غير عادل؛ حيث يلتقي الأول في كل مجموعة مع بقية الفرق بغض النظر عن فارق النقاط بينها، مع أن الصحيح هو دخول السداسي الأول بثلاث نقاط والثاني نقطتين والثالث نقطة واحدة، وهذا الدوري يختلف عن كثير من دوريات العالم، فلا جماهير كروية تتابع في مبارياته خوفا من الشغب في ظل تواضع المستوى التحكيمي وبعض القرارات غير الصائبة، وتؤجل مبارياته بمناسبة ودون مناسبة، وتقام مبارياته في ملاعب بعض الأندية، ولا توجد له رابطة تنظم وتشرف على مبارياته، وتتكفل لجنة المسابقات بكل شيء فيه وما زالت لوائحه التنظيمية التي صدرت أيام الهواية تطبق حاليا فيما يسمى الاحتراف.

وأكثر دوري يجري فيه تغيير المدربين، حيث جرى إنهاء عقود 16 مدربا في مرحلة الذهاب، والبقية سوف تأتي مع الأيام، مع أنه يفترض أن تكون هناك معايير عند التعاقد مع المدربين من حيث المؤهل وسنوات الخبرة والنتائج التي حققها كل مدرب في تاريخه الكروي، حتى تعطى لهم الصلاحيات والمدة الكافية للتدريب بغض النظر عن النتائج الوقتية، أما الإقالات لمجرد خسارة الفريق عدة مباريات فإن ذلك أسلوب عقيم أضر باللعبة والأندية التي خسرت الأموال دون أن تحقق أي شيء يذكر لفرق الأندية ولا للمنتخبات الليبية، وكذلك في هذا الدوري لم تستفد الأندية من تجارب بعضها في التعاقد وعند فسخ العقود، بدليل أن هناك مدربا معروفا قام بتدريب 7 أندية في الدوري، وفي كل مرة يطاح به يتلقفه ناد آخر دون معرفة أسباب إلغاء التعاقد.

- خليفة بن صريتي يكتب لـ«بوابة الوسط»: ديربي بنغازي ولندن.. وأيام كرة زمان
- فوضى كروية.. ودعم الأندية دون خطط مستقبلية من وجهة نظر خليفة بن صريتي
- فرحة الجماهير الكروية وحكاية المدينة الرياضية بقلم خليفة بن صريتي

هذا الدوري ليس له إلا الله ليساعده على ما هو فيه من اتحاد عام دون المستوى المطلوب، ولم يعد يملك ما يقدمه للعبة الشعبية الأولى، لكن رزقه الله برئيس حكومة يدفع دون محاسبة أو تسوية مالية، ففي سداسي السنة الماضية منح لكل ناد 3 ملايين دينار، وفي هذا الموسم بعد أن توقفت بعض الأندية عن اللعب حتى الحصول على الدعم قرر صرف 5 ملايين دينار لكل ناد من الأندية العشرين المشاركة في الدوري الممتاز (وعين الحسود فيها عود)؛ لأن بطولة الدوري أو الترشح للسداسي أو الهبوط لم يعد مهما مع مبلغ 5 ملايين دينار.

أخيرا رغم كل شيء نأمل أن يحقق المنتخب الليبي الفوز في مبارياته مع المنتخب التونسي الذي يعاني بدوره أيضا من بعض نقاط الضعف، وليس مستحيلا تحقيق نتيجة إيجابية معه، خاصة بعد تكليف المدرب الليبي حمدي بطاو وفريق عمله؛ لأنه مدرب مجتهد ويحمل فكرا كرويا متطورا، ولديه القدرة على توصيل المعلومة الكروية والتأثير الإيجابي في اللاعبين، وبحكم معرفتي به ونقاشاتي معه عدة مرات أعرف ما يملكه هذا المدرب جيدا، إننا مع المنتخب لأن المنتخب يمثل الوطن والجماهير الكروية، فادعوا معي للمدرب واللاعبين بالتوفيق وأن يحالفهم الحظ علما بأن كرة القدم دائما مليئة بالمفاجآت، فلا أحد من خبراء الكرة في العالم أو الإعلام الرياضي أو مدربي الفريقين كان يتوقع النتيجة التي آلت إليها مباراة ليفربول ومانشستر يوناتيد بالأسبوع الماضي التي انتهت (7-0) لصالح ليفربول في الدوري الإنجليزي، وأكرر تمنياتي للكرة الليبية بإثبات الوجود في مباراتي تونس المقبلتين.