انسحبت جبهة «النصرة» ذراع تنظيم القاعدة في سورية من خطوط مواجهة مع تنظيم «داعش» شمال حلب، وتركتها لمقاتلين معارضين آخرين؛ لتخرج بذلك من منطقة بشمال سورية تريد تركيا أن تقيم فيها منطقة عازلة.
وقالت الجبهة: «أمام هذا المشهد الحالي لم يكن أمامنا إلا الانسحاب وترك نقاط رباطنا مع الخوارج في الريف الشمالي لحلب؛ ليتولاها أي فصيل مقاتل في هذه المناطق». وأضاف البيان أن «قرار المعركة الآن لم يكن خيارًا استراتيجيًا نابعًا عن إرادة حرة للفصائل المقاتلة، بل هدفها الأول هو أمن تركيا القومي».
قالت جبهة النصرة إنها ستبقي على الخطوط الأمامية مع «داعش» في مناطق أخرى بينها محافظة حماة وجبال القلمون على الحدود مع لبنان. وأشارت مصادر في المعارضة إلى أن جبهة النصرة سلمت قريتين في شمال حلب لتحالف مجموعات مسلحة تعمل في المنطقة تحت اسم الجبهة الشامية.
وصعّدت النصرة ومجموعات مسلحة أخرى، اليوم الإثنين، الهجوم على عدد من المواقع التي لا تزال السيطرة فيها للحكومة في محافطة إدلب بشمال غرب البلاد. وانتقد بيان للنصرة صدر أمس الأحد خطة أميركية تركية لطرد تنظيم «داعش» من منطقة الحدود السورية التركية، لافتًا إلى أن الهدف هو خدمة «أمن تركيا القومي» وليس قتال الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت «النصرة»، بحسب وكالة «رويترز»، إن تركيا تعمل لمنع تشكيل دولة كردية في شمال سورية وإن الحكومة التركية والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش» هدفهما تحويل دفة القتال حسب أولوياتهما.
وجبهة النصرة واحدة من أقوى الفصائل المسلحة التي تقاتل في الحرب الأهلية الدائرة في سورية منذ أربع سنوات، والتي تقول تقديرات إنها خلّفت حتى الآن قرابة ربع مليون قتيل وقلّصت بدرجة كبيرة سيطرة الأسد على مدن في غرب سورية.
تعليقات