Atwasat

ماكرون يواجه انتقادات بعد حديثه عن الأسلحة النووية والدفاع الأوروبي

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 28 أبريل 2024, 06:05 مساء
القاهرة - بوابة الوسط

تعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لسيل من الانتقادات من المعارضة التي اتهمته بـ«التنازل» عن السيادة الوطنية بعد اقتراحه إدراج الأسلحة النووية في المناقشة الجارية حول السياسة الدفاعية الأوروبية المشتركة. 

وغداة خطابه حول مستقبل أوروبا في جامعة السوربون، التقى ماكرون بعشرات الشباب في ستراسبورغ الجمعة في مقابلة نظمتها الجرائد الإقليمية لمجموعة «إبرا» ونشرت فحواها مساء السبت.

وتساءل أحد محاوريه «هل فرنسا مستعدة إذن لإضفاء الطابع الأوروبي على قدرتها على الردع النووي؟». اعتمد إيمانويل ماكرون في رده على ما قاله في خطابه الخميس عن إنشاء استراتيجية دفاع أوروبي. ثم أشار إلى نشر دروع مضادة للصواريخ وأسلحة بعيدة المدى وكذلك أسلحة نووية.

وقال «العقيدة الفرنسية تنص على أنه يمكننا استخدامها عندما تتعرض مصالحنا الحيوية للتهديد. لقد قلت بالفعل إن هناك بعدًا أوروبيًا لهذه المصالح الحيوية».

 الدفاع المضاد للصواريخ والأسلحة البعيدة المدى والسلاح النووي
وأضاف ماكرون «أنا أؤيد إطلاق هذا النقاش الذي يجب أن يشمل بالتالي الدفاع المضاد للصواريخ، والأسلحة البعيدة المدى، والسلاح النووي لدى الدول التي تملكه أو التي لديها سلاح نووي أميركي على أراضيها. دعونا نضع كل شيء على الطاولة وننظر إلى ما يحمينا حقا بطريقة موثوق بها». 

لكن رئيس قائمة حزب الجمهوريين في الانتخابات الأوروبية المقررة في التاسع من يونيو، فرانسوا كزافييه بيلامي، ندد بهذه التصريحات «الفائقة الخطورة»، معتبرا أنها «تمس عصب السيادة الفرنسية». وأضاف غاضبًا في مقابلة مع عدد من وسائل الإعلام المحلية «لا ينبغي لرئيس دولة فرنسي أن يقول ذلك».

-  ماكرون يدعو إلى «قرض أوروبي» للاستثمار في التسليح
-  ماكرون يحث أوروبا على وضع استراتيجية دفاعية «ذات مصداقية»

منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أصبحت فرنسا الدولة العضو الوحيدة التي تمتلك قدرة الردع النووي. ومع ذلك، فإن الحوار حول القضايا الأمنية مستمر مع لندن، وخاصة داخل المجموعة السياسية الأوروبية، وهو المنتدى الذي جرى إنشاؤه حديثا بمبادرة من الرئيس الفرنسي.

ضربة جديدة لمصداقية الردع النووي الفرنسي
في خطابه في جامعة السوربون، تناول ماكرون مسألة الأسلحة النووية الفرنسية. وقال إن «الردع النووي يقع في الواقع في قلب استراتيجية الدفاع الفرنسية، وبالتالي فهو في جوهره عنصر أساسي في الدفاع عن القارة الأوروبية»، مكررًا بعض ما قاله في خطاب رئيسي حول الردع في فبراير 2020.

ومثل اليمين، قال حزب فرنسا الأبية اليساري الراديكالي الأحد في بيان أصدرته كتلته البرلمانية إن ماكرون «وجه للتو ضربة جديدة لمصداقية الردع النووي الفرنسي». وقالت رئيسة الكتلة ماتيلد بانو في تصريح لعدد من وسائل الإعلام إن «العقيدة النووية الفرنسية هي أننا لا نؤمن بالمظلة، ولن نشعل نزاعًا نوويًا لصالح دول أخرى».

ورد رئيس الحركة الديمقراطية فرانسوا بايرو، حليف إيمانويل ماكرون، بأن المصالح الحيوية لفرنسا وأوروبا يمكن أن تتداخل في بعض الأحيان. وتساءل في مقابلة مع قناة إل سي إيه «تخيلوا تهديدًا مميتًا ضد ألمانيا، هل تعتقد أننا سنكون آمنين؟ هل تعتقدون أن مصالحنا الحيوية لن تتأثر بهذا التهديد؟».

«ماكرون أصبح خطرًا وطنيًا»
في أقصى اليمين، أكد عضو البرلمان الأوروبي عن حزب التجمع الوطني، تييري مارياني، عبر منصة إكس أن «ماكرون أصبح خطرًا وطنيًا». واحتج قائلًا «بعد الأسلحة النووية، سيأتي مقعد فرنسا الدائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والذي سيجري التنازل عنه أيضا للاتحاد الأوروبي».

وعلى النقيض منه، اعتبرت رئيسة قائمة حزب الخضر في الانتخابات الأوروبية ماري توسان المؤيدة لـ«فدرالية أوروبية»، في تصريح لقناة «فرانس 3» أن ذلك يعني «تشارك هذه القوة التي هي السلاح الفرنسي، وبالتالي الطاقة النووية أيضا».

تدعو فرنسا منذ فترة طويلة إلى بناء استراتيجية دفاعية أوروبية، غير أنها واجهت في كثير من الأحيان إحجامًا من شركائها الذين اعتبروا أن مظلة حلف شمال الأطلسي (ناتو) أكثر أمانًا.