Atwasat

في سابقة تاريخية.. الرئيس الأميركي يرشح قاضية سوداء للمحكمة العليا

القاهرة - بوابة الوسط السبت 26 فبراير 2022, 06:28 مساء
WTV_Frequency

عين الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، القاضية السوداء كيتانجي براون جاكسون في المحكمة العليا في الولايات المتحدة، ما سيشكل سابقة تاريخية إذا تمكنت من الحصول على تأييد مجلس الشيوخ لتثبيتها في هذا المنصب.

وكتب بايدن في تغريدة: «إنها واحدة من ألمع العقول القانونية في أمتنا، وستكون قاضية استثنائية». ثم قدم القاضية في البيت الأبيض، مشيدًا «بمؤهلاتها الاستثنائية»، وفق «فرانس برس».

وقال بايدن، إلى جانب جاكسون، «لفترة طويلة جدًّا، لم تكن حكوماتنا ومحاكمنا تشبه أميركا. أعتقد أنه آن الأوان لكي تكون لدينا محكمة تعكس كل مواهب وعظمة أمتنا مع مرشحة تملك مؤهلات استثنائية»، مشيدًا بعملها في القطاعين الفدرالي والخاص.

-  بايدن «باقٍ على وعده» تعيين قاضية سوداء في المحكمة العليا
-  بايدن يعلن اعتزامه تعيين «امرأة سوداء» عضوة بالمحكمة العليا للمرة الأولى في التاريخ

ونظرًا للاستقطاب السياسي القوي الراهن في أميركا، فإن جاكسون (51 عامًا) قد تواجه مساءلة خلال جلسة الاستماع لها أمام أعضاء الكونغرس الذين رد بعضهم سلبًا على تعيينها. وقال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، منتقدًا إن «القاضية جاكسون هي الخيار المفضل للمصالح المالية القاتمة لأقصى اليسار».

مؤهلة بشكل استثنائي
في المقابل، أكد البيت الأبيض في بيان أن «القاضية جاكسون مؤهلة بشكل استثنائي»، متحدثًا عن لحظة «تاريخية». من جهته قال الرئيس الأسبق باراك أوباما إن «القاضية جاكسون تشكل أساسًا مصدر إلهام للنساء السود، مثل ابنتّي، يتيح لهن الطموح بأهداف أعلى».

كانت جاكسون ضمن ثلاث قاضيات سود وصلن إلى الخيار النهائي، في ختام عملية اختيار جرت بشكل مدقق لتجنب إفساح المجال أمام التعرض لانتقادات خلال مرحلة التثبيت في الكابيتول.

ونظرًا إلى صعوبة القرار، انخرط الرئيس الديمقراطي شخصيًّا في عملية الاختيار وصولًا إلى إجراء مقابلات مع ثلاث قاضيات على الأقل من بين المرشحات النهائيات.

هو أول تعيين للرئيس الأميركي في المحكمة العليا، ولا يغير في موازين القوى داخل هذه الهيئة العريقة المؤلفة من تسع قضاة، ومهمتها السهر على دستورية القوانين وحسم النقاشات المهمة في المجتمع الأميركي.

تعيين ثلاثة قضاة في المحكمة العليا
وقبل بايدن، حظي دونالد ترامب بفرصة تعيين ثلاثة قضاة في المحكمة العليا، مرسخًا النزعة المحافظة في أعلى هيئة قضائية على مدى عقود على الأرجح. وكانت جاكسون عينت في المحكمة الفدرالية في واشنطن في 2013، وهي محكمة معروفة بأهمية الملفات التي تنظر فيها.

وستحل محل القاضي التقدمي ستيفن براير، الذي سيحال على التقاعد في نهاية يونيو. ستبقى بالتالي أعلى هيئة قضائية أميركية مؤلفة من ستة أعضاء محافظين (بينهم امرأة) وثلاثة تقدميين كلهن نساء.

نشأت كيتانجي براون جاكسون وهي أم لابنتين في فلوريدا ومتزوجة من جراح مشهور. حائزة شهادة من كلية الحقوق في جامعة هارفرد العريقة. لكن ذلك كان نقطة سلبية بالنسبة لبعض الجمهوريين الذين نددوا بالتمثيل المفرط لقضاة من خريجي جامعات خاصة في مقدمها «آيفي ليغ» و«هارفرد» و«يال»، في المحكمة العليا.

وندد السيناتور عن كارولاينا الجنوبية ليندسي غراهام، الجمعة، قائلًا: «فرع يال-هارفرد للمحكمة العليا لا يزال يعمل بشكل كامل»، ملمحًا إلى أن هذا الأمر يخلق هيئة من النخب منفصلة عن واقع الحياة الحقيقية في أميركا.

بايدن يرضخ أمام «اليسار الراديكالي»
واعتبر أن الرئيس بايدن رضخ أمام «اليسار الراديكالي». ويمثل اختيار القاضية فرصة لإدارة بايدن كي تثبت للناخبين السود الذين أنقذوا حملته للانتخابات التمهيدية في 2020، أن بإمكانه تنفيذ وعوده لهم في أعقاب الهزيمة الأخيرة للتشريع المتعلق بحقوق التصويت.

والأميركيون السود من أهم داعمي بايدن، مع تأييد له بنسبة الثلثين وفق استطلاع أجرته شبكة «سي بي إس»، ونشرت نتائجه الأسبوع الماضي. غير أن شعبيته بين صفوف هذه الفئة، التي كانت تبلغ 85 بالمئة في بداية عهده، تراجعت في الأشهر التي تلت تنصيبه، ولم يتمكن بعد من استرجاعها.

وكان بايدن وعد خلال حملته الانتخابية في العام 2020 بأن يُعيِّن قاضية سوداء في المحكمة الأميركية العليا.

وعلى مدى 232 عامًا من وجودها، لم تضم المحكمة العليا في الولايات المتحدة في صفوفها إلا قاضيين من السود، أحدهما كلارنس توماس كان عينه الرئيس الأسبق جورج بوش الأب، ولا يزال عضوًا في المحكمة.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«الكرملين»: تصريحات ماكرون بشأن إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا خطرة للغاية
«الكرملين»: تصريحات ماكرون بشأن إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا ...
الحكومة الفرنسية بعد قمع الطلاب في معهد العلوم السياسية: الحزم كامل وسيبقى كاملا
الحكومة الفرنسية بعد قمع الطلاب في معهد العلوم السياسية: الحزم ...
للتضامن مع غزة.. تسلسل زمني لأكبر حراك طلابي في أميركا
للتضامن مع غزة.. تسلسل زمني لأكبر حراك طلابي في أميركا
حرية الصحافة في 2024: الضغوط على الإعلام «تتزايد».. والشرق الأوسط «الأخطر»
حرية الصحافة في 2024: الضغوط على الإعلام «تتزايد».. والشرق الأوسط...
واشنطن: روسيا وراء «الهجمات السيبرانية» في أوروبا
واشنطن: روسيا وراء «الهجمات السيبرانية» في أوروبا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم