Atwasat

تحذير من المخابرات الأميركية يحدد موعد سقوط العاصمة الأفغانية في قبضة «طالبان»

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 11 أغسطس 2021, 08:12 مساء
WTV_Frequency

نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول دفاعي أميركي، الأربعاء، مستشهدًا بتقييم للمخابرات قوله إن مقاتلي حركة «طالبا» قد يعزلون العاصمة الأفغانية، كابل، عن بقية أنحاء البلاد خلال 30 يومًا، وربما يسيطرون عليها في غضون 90 يومًا، وذلك مع سيطرة قوات الحركة على ثامن عاصمة إقليمية في أفغانستان.

وأضاف المسؤول، الذي اشترط عدم كشف هويته، أن التقييم الجديد لمدى قدرة كابل على الصمود يستند إلى المكاسب السريعة التي تحققها «طالبان» في أنحاء البلاد مع مغادرة القوات الأجنبية، بقيادة الولايات المتحدة. وتابع قائلًا: «لكن هذه ليست نتيجة محتومة»، وإن بمقدور قوات الأمن الأفغانية قلب الأمور من خلال إبداء مزيد المقاومة، وفق «رويترز».

11 عاصمة إقليمية
وكان مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي ذكر، أمس الثلاثاء، أن قوات «طالبان» تسيطر الآن على 65% من أفغانستان، وإنها تسيطر أو تهدد بالسيطرة على 11 عاصمة إقليمية.

وقال مصدر أمني غربي، في كابل، إن جميع مداخل المدينة، الواقعة في وادٍ محاط بالجبال، مكتظة بمدنيين فارين من العنف الدائر في مناطق أخرى، مما يجعل من الصعب تحديد ما إذا كان هناك مقاتلون من «طالبان» يدخلون أيضًا إلى المدينة. وأضاف: «المخاوف تتعلق بدخول انتحاريين إلى الأحياء الدبلوماسية بهدف الترويع وشن هجوم وضمان مغادرة الجميع في أقرب فرصة».

انتكاسة
وخسرت الحكومة الأفغانية مدينة فايز أباد عاصمة إقليم بدخشان في الشمال الشرقي، اليوم الأربعاء، في أحدث انتكاسة لها، بينما تواجه صعوبة في إيقاف هجمات «طالبان». وجاءت سيطرة «طالبان» على المدينة في الوقت الذي توجه فيه الرئيس أشرف غني إلى مدينة مزار الشريف، أكبر مدن شمال البلاد لحشد زعماء الميليشيات السابقين للدفاع عنها، بينما تقترب قوات «طالبان» منها.

وقال جواد مجددي، عضو مجلس محلي الإقليم من بدخشان، إن «طالبان» ضربت حصارًا على فايز أباد قبل شن هجوم على المدينة يوم الثلاثاء. وأضاف «مع سقوط فايز أباد بات الشمال الشرقي بأكمله تحت سيطرة طالبان».

-  استسلام «المئات» من عناصر الأمن الأفغانية لـ«طالبان» قرب قندوز
-  طالبان تستولي على تاسع عاصمة ولاية أفغانية

ويقع إقليم بدخشان على الحدود مع طاجيكستان وباكستان والصين. وتحارب «طالبان» لإنزال الهزيمة بالحكومة المدعومة من الولايات المتحدة، وفرض تفسيرها للشريعة الإسلامية من جديد. وقد أثارت سرعة تقدم قواتها صدمة الحكومة وحلفائها.

في سبيل الوطن
وحث الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، القيادات الأفغانية على القتال في سبيل الوطن، وقال إنه غير نادم على قرار سحب القوات، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة أنفقت أكثر من تريليون دولار على مدار 20 عامًا، وفقدت الآلاف من جنودها.

وأضاف أن الولايات المتحدة تقدم دعمًا جويًّا كبيرًا وأغذية ومعدات ومرتبات للقوات الأفغانية. وستكمل الولايات المتحدة سحب قواتها هذا الشهر في مقابل وعود «طالبان» بمنع استخدام أفغانستان في الإرهاب الدولي.

وتعهدت «طالبان» بعدم مهاجمة القوات الأجنبية لدى انسحابها، لكنها لم توافق على وقف لإطلاق النار مع الحكومة. ولم يفض التزام «طالبان» بالمشاركة في محادثات سلام مع الحكومة إلى شيء في ظل تطلعها للنصر العسكري. وقال مصدر أميركي مطلع على تقييمات المخابرات إن آراء قدمت مجموعة من النتائج المحتملة، من سيطرة سريعة لـ«طالبان» ومعركة طويلة، إلى اتفاق محتمل عبر التفاوض بين «طالبان» والحكومة الحالية.

وقال قيادي كبير في «طالبان» لـ«رويترز» إن رئيس المكتب السياسي للحركة، الملا عبد الغني برادر، التقى بالمبعوث الأميركي الخاص بالمصالحة الأفغانية السفير زلماي خليل زاد في الدوحة أمس الثلاثاء. ولم يُكشف النقاب عن تفاصيل الاجتماع.

مناشدة إقليمية
وأثار تقدم «طالبان» مخاوف من عودة السلطة إلى المقاتلين المتشددين الذين خرجوا في مطلع التسعينات من غبار الفوضى التي أشاعتها الحرب الأهلية وسيطروا على معظم البلاد من 1996 إلى 2001، عندما أطاحتهم حملة قادتها الولايات المتحدة من السلطة لإيوائهم زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن.

ويخشى جيل جديد من الأفغان، الذين بلغوا سن الرشد منذ 2001، من أن يتبدد التقدم الذي تحقق في مجالات مثل حقوق النساء وحرية الإعلام. وناشد المسؤولون الأفغان من أجل الضغط على باكستان لوقف تدفق تعزيزات «طالبان» وإمداداتها عبر الحدود. وتنفي باكستان مساندة «طالبان».

 السيطرة التامة
ولم تتمكن «طالبان» مطلقًا خلال حكمها بين 1996 و2001 من السيطرة التامة على الشمال، لكنها مُصممة هذه المرة على إخضاعه قبل تضييق الخناق على العاصمة. وينشد غني حاليًا الدعم من زعماء الميليشيات السابقين الذين همشهم على مدى سنوات خلال محاولته بسط سيطرة حكومته المركزية على الأقاليم المناوئة لسلطته.

وفي الجنوب، قال سكان إن القوات الحكومية تحارب مقاتلي «طالبان» حول مدينة قندهار، وإن آلاف المدنيين من المناطق النائية لاذوا بالمدينة. واستولت «طالبان» على مقاطعات على الحدود مع طاجيكستان وأوزبكستان وإيران وباكستان والصين، مما زاد المخاوف المتعلقة بالأمن الإقليمي.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
بوتين: أي تحالف سياسي وعسكري مغلق في آسيا مضر
بوتين: أي تحالف سياسي وعسكري مغلق في آسيا مضر
روسيا والصين تؤكدان ضرورة تجنب «تصعيد» جديد في أوكرانيا
روسيا والصين تؤكدان ضرورة تجنب «تصعيد» جديد في أوكرانيا
زيلينسكي: الوضع صعب للغاية في خاركيف لكنه تحت السيطرة
زيلينسكي: الوضع صعب للغاية في خاركيف لكنه تحت السيطرة
أوكرانيا تتهم روسيا بـ«اعتقال مدنيين وإعدامهم» في خاركيف
أوكرانيا تتهم روسيا بـ«اعتقال مدنيين وإعدامهم» في خاركيف
«العدل الدولية» تبدأ جلسة استماع بشأن غزة
«العدل الدولية» تبدأ جلسة استماع بشأن غزة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم