Atwasat

«الشيوخ الأميركي» يحاكم ترامب بشأن أحداث الكابيتول الثلاثاء

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 07 فبراير 2021, 03:26 مساء
WTV_Frequency

بعد عام على تمرير مجلس النواب قرار عزله الأول، يجد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب نفسه محور محاكمة ثانية غير مسبوقة تبدأ الثلاثاء في مجلس الشيوخ الذي سيتعيّن على أعضائه تحديد إن كان قد حرّض بالفعل على هجوم دام استهدف مقرّ الكابيتول.

وسيختبر أعضاء مجلس الشيوخ سابقة مثيرة للجدل عندما يجتمعون لاتّخاذ قرار بشأن عزل رئيس لم يعد في منصبه، ولا يزال يشكّل مركز ثقل في حزبه ولو من دون السلطة التي كان يمنحه إياها البيت الأبيض، وفق «فرانس برس».

اقتحام الكونغرس
وتتركز إجراءات الأسبوع المقبل على الفوضى التي شهدها السادس من يناير عندما اقتحم المئات من أنصار ترامب مقر الكونغرس واصطدموا مع الشرطة محاولين منع انعقاد جلسة رسمية للمصادقة على فوز جو بايدن في الانتخابات.

-  مجلس الشيوخ الأميركي يتسلم رسميا قرار اتهام ترامب تمهيدا لمحاكمته
-  محاكمة ترامب في مجلس الشيوخ الأميركي تبدأ 8 فبراير

ووصف التحرّك الذي يعتبره نواب ديمقراطيون محاولة انقلاب على أيدي إرهابيين من الداخل، بأنه أخطر هجوم على الديمقراطية الأميركية منذ الحرب الأهلية في ستينات القرن التاسع عشر.

وأثار الاعتداء الذعر في أوساط أعضاء الكونغرس، الذين كان المشاركون فيه يستهدفونهم، كما أشعل غضب كثيرين، ما دفع الديمقراطيين لبدء إجراءات عزل ترامب تزامناً مع انقضاء عهده الرئاسي.

«التحريض على التمرد»
وفي 13 يناير، وجه مجلس النواب له تهمة «التحريض على التمرد» ليكون ترامب الرئيس الأميركي الوحيد الذي يعزل مرتين. ولم يسبق أن دين أي رئيس أميركي من قبل خلال محاكمة لعزله.

ويهدف الديمقراطيون عبر المحاكمة إلى حظر ترامب من تولي أي منصب فيدرالي في المستقبل، في حال تمكنوا من تحقيق هدف إدانته.

وغطت شبكات الإعلام الأميركية الهجوم على الكابيتول بالبث المباشر وهناك آلاف الصور والتسجيلات المصورة عن الوقائع، بما فيها تلك التي أظهرت بعض المشاركين وهم يصرون على أن ترامب «يريدنا هنا».

ويشير معارضو ترامب إلى أنه لعب دورا في الهجوم عبر انتهاك قسمه وتحريض أنصاره. لكن الملياردير الجمهوري وحلفاءه يشددون على أن المحاكمة بحد ذاتها غير دستورية إذ بإمكان مجلس الشيوخ إدانة رئيس في منصبه وإزاحته من السلطة، لكن لا يمكنه القيام بذلك تجاه مواطن عادي.

الانتقادات اللاذعة
وستسمح هذه المقاربة لفريق الدفاع عنه وأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين بتجنّب مهمة الدفاع عن التغريدات والانتقادات اللاذعة الصادرة عن ترامب قبيل أعمال العنف.

وأصرّت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي التي شكّلت فريقا من تسعة ديمقراطيين لإدارة إجراءات العزل وتوجيه التهم لترامب، على ضرورة إجراء المحاكمة، معتبرة أن الفشل في إدانته سيضر بالديمقراطية الأميركية.

وصرحت للصحفيين الخميس «سنرى إذا سيكون مجلس الشيوخ مجلس شجاعة أو جبن».

«برميل متفجرات»
وستحتاج إدانة ترامب إلى أصوات أكثر من ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، ما يعني أنه سيتعين على 17 جمهوريا الانشقاق عن صفوف باقي أعضاء الحزب والانضمام إلى جميع الديمقراطيين البالغ عددهم 50 سيناتورا، في سيناريو يبدو مستبعدا في الوقت الراهن.

لكن بينما لا يزال ترامب يحتفظ بدعم قوي من قاعدته الانتخابية، إلا أن الهجوم قد يكون خفض مستوى شعبيته، وهو أمر لا يصب في مصلحة الرئيس السابق البالغ 74 عاما، والذي تروق له فكرة الترشّح مجددا للرئاسة في 2024.

ولا ينوي الديمقراطيون الذين يديرون إجراءات عملية العزل الالتزام بالنظريات القانونية فحسب خلال الجلسة. وتكشف مذكرة تلخّص مرافعاتهم النبرة التي سيلجؤون إليها، إذ اتهموا ترامب بـ«تحضير برميل متفجرات وإشعال عود ثقاب ومن ثم البحث عن الفائدة الشخصية من الفوضى التي أعقبت ذلك».

«القتال بشراسة»
كما أشاروا إلى نيّتهم استخدام العديد من تصريحات ترامب العلنية ضده، بما فيها الخطاب الذي أدلى به في السادس من يناير قبيل الاعتداء أمام حشد من أنصاره قرب البيت الأبيض حيث دعاهم إلى «إظهار قوتهم». وقال ترامب حينها «لن تستعيدوا بلدنا قط إذا كنتم ضعفاء»، داعيا إياهم إلى «القتال بشراسة».

وأما محامو الدفاع عنه فركّزوا في بيانهم على نقطتين هما أن المحاكمة «صورية» إذ لا يمكن إزاحة ترامب من منصب لم يعد فيه، وأن الهدف من خطابه كان التشكيك في نتائج الانتخابات بينما لا تندرج تصريحاته في السادس من يناير إلا في إطار حرية التعبير التي يحميها الدستور.

ولا يزال من الواجب تحديد ملامح المحاكمة، التي ستحتاج إلى موافقة غالبية أعضاء مجلس الشيوخ.

مذكرة استدعاء
وبينما لم يشر الديمقراطيون إلى ماهية الأدلة التي سيستخدمونها أو الشهود الذين سيستدعونهم، على غرار ضباط شرطة الكابيتول، رفض فريق الرئيس السابق دعوتهم لترامب للإدلاء بشهادته.

وتشير تقارير إعلامية إلى أن الديمقراطيين لا يفكّرون في إصدار مذكرة استدعاء بحقه لإجباره على الحضور. من جهتهم، لا يرغب الجمهوريون الذين يبدو أنهم منقسمون حيال مستقبل الحزب، بمناقشة مسألة المحاكمة المثيرة للجدل طويلا.

كما أن العديد من الديمقراطيين يفضلون طي الصفحة سريعا لإفساح المجال أمام الكونغرس لإقرار مقترحات لبايدن تحظى بأولوية على غرار خطة إنقاذ اقتصادي ضخمة لمواجهة تداعيات كوفيد-19.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«الكرملين»: تصريحات ماكرون بشأن إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا خطرة للغاية
«الكرملين»: تصريحات ماكرون بشأن إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا ...
الحكومة الفرنسية بعد قمع الطلاب في معهد العلوم السياسية: الحزم كامل وسيبقى كاملا
الحكومة الفرنسية بعد قمع الطلاب في معهد العلوم السياسية: الحزم ...
للتضامن مع غزة.. تسلسل زمني لأكبر حراك طلابي في أميركا
للتضامن مع غزة.. تسلسل زمني لأكبر حراك طلابي في أميركا
حرية الصحافة في 2024: الضغوط على الإعلام «تتزايد».. والشرق الأوسط «الأخطر»
حرية الصحافة في 2024: الضغوط على الإعلام «تتزايد».. والشرق الأوسط...
واشنطن: روسيا وراء «الهجمات السيبرانية» في أوروبا
واشنطن: روسيا وراء «الهجمات السيبرانية» في أوروبا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم