Atwasat

تصريح لترامب يفتح باب التساؤل عن تزوير الانتخابات الأميركية المقبلة

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 13 سبتمبر 2020, 04:42 مساء
WTV_Frequency

«لن نخسر هذه الانتخابات إلا إذا كانت مزورة».. سلّط هذا التصريح المفاجئ الصادر عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشهر الماضي إلى جانب محاولاته زرع الشك بشأن نزاهة اقتراع نوفمبر الرئاسي، الضوء على جانب مقلق بشكل متزايد: «هل بإمكان الولايات المتحدة التي تعد بين أقدم ديمقراطيات العالم ضمان انتخابات حرة ومنصفة في 2020»؟

واستعرضت وكالة «فرانس برس» في تقرير لها إمكانية تزوير الانتخابات الأميركية، مشيرة إلى أن نظام التصويت في الولايات المتحدة يواجه أخطر تهديد منذ عقود، تغذيه مقاربة الرئيس التي لا أساس لها والعدد القياسي للأصوات الذي سيتم الإدلاء به عن طريق البريد جرّاء وباء «كوفيد-19»، والقلق بشأن الآلات المتقادمة والاتهامات بقمع الناخبين.

هل تشهد الانتخابات تدخلا أجنبيا؟
وازدادت الأمور تعقيدا جرّاء تكرار التدخلات الأجنبية التي شابت انتخابات 2016، وهو أمر بات أكثر وضوحا مع إعلان وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على عميل روسي نشط اتهم بإثارة نظريات مؤامرة استخدمها البيت الأبيض.

لكن في وقت تتأهب الولايات الأميركية الـ50 لمواجهة أي تدخلات من موسكو أو غيرها، يبدو أن التهديدات الأكبر تأتي من الداخل.

وقالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي راقبت انتخابات على مدى عقود في بلدان من أفغانستان وصولا إلى الولايات المتحدة إن «إجراء هذه الانتخابات سيكون الأصعب في العقود الأخيرة».

وأفادت المنظمة في تقرير في يوليو الماضي بأن «تدابير كوفيد-19 قد تؤثر على مستوى الثقة ونزاهة إدارة الانتخابات وإثارة الشكوك بشأن النتيجة في نهاية المطاف».

ويوجه مركز «كارتر»، غير التابع لأي الحزبين، والذي أسسه الرئيس السابق جيمي كارتر وراقب الانتخابات في 39 بلدا منذ العام 1989، أنظاره لأول مرة نحو الولايات المتحدة.

وكتب جيسون كارتر من المركز أواخر أغسطس أن «الأميركيين يفقدون ثقتهم في العملية الانتخابية بالبلاد، ونعاني من استقطاب عميق، والناس من الجانبين اليمين واليسار قلقون حيال التهديدات لأمن الانتخابات ومصداقية العملية».

وظهرت عدة مؤشرات على مخاطر جديدة محتملة. ومنذ العام 2016، أُغلق أكثر من 1100 مركز اقتراع في تكساس وأريزونا ولويزيانا وغيرها، حسب «مؤتمر القيادة للحقوق المدنية وحقوق الإنسان».

الخلاف حول تمويل خدمة البريد
وازدادت الخلافات بشأن تمويل خدمة البريد الأميركية التي حذرت من أنها ستواجه صعوبات في معالجة العدد القياسي من الأصوات المرسلة عبر البريد.

وفاقمت الطوابير الطويلة للغاية التي شهدتها الانتخابات التمهيدية هذا العام المخاوف بشأن القدرة على معالجة الأصوات بشكل مناسب.

وقد تصعّب العديد من التحديات القانونية مهمة فرز الأصوات في وقتها وتدريب المتطوعين، مما يسهّل رفض الأصوات واعتبارها باطلة.

ونظرا إلى أن العاملين في الانتخابات، وهم عادة متطوعون مسنون، يتوقع أن يلتزم كثير منهم منازلهم جرّاء المخاوف المرتبطة بكورونا المستجد، مما يعني أن الولايات تعمل جاهدة لتدريب ما يكفي من الكوادر على تنظيم الانتخابات.

وأطلقت ولاية جورجيا الثلاثاء الماضي تحقيقا بعد تسجيل نحو ألف حالة تصويت مزدوج في الانتخابات التمهيدية في يونيو والدورة التكميلية التي جرت في أغسطس.

وبدا السيناريو مطابقا لما روّج إليه ترامب نفسه هذا الشهر في كارولاينا الشمالية حيث دعا أنصاره للتصويت أول مرّة عبر البريد وتكرار التصويت في مركز الاقتراع للتأكد من احتساب أصواتهم.

وعلى الرغم من ذلك، «هناك تدابير وقائية فرضت في العديد من المناطق لمنع تزوير الانتخابات»، وفق جون هوداك، من معهد «بروكينغز».

وشدد على أنه بينما يتسبب الوباء في ازدياد عمليات التصويت عبر البريد، إلا أن التأخير المحتمل في تثبيت نتائج الولايات لن يكون مدعاة قلق كما حذر ترامب. وقال «إنه في الواقع مؤشر على أن النظام الانتخابي ناجح».

منع التدخل الفيدرالي
وشعر الأميركيون بالقلق حيال نزاهة الانتخابات على مدى سنوات. وأظهرت دراسة لمركز «بيو» أن الشعب لا يشعر بثقة كبيرة بأن الأنظمة الانتخابية في الولايات المتحدة آمنة من الاختراق أو غير ذلك من التهديدات التكنولوجية.

وأفاد المركز بأن 45% فقط من المستطلعين أشاروا إلى أنهم يشعرون بنوع من الثقة حيال أمان الأنظمة الانتخابية.

ولا يزال الناخبون يذكرون كارثة فلوريدا العام 2000 عندما أوقفت المحكمة العليا عملية إعادة فرز للأصوات خيّمت عليها الفوضى في ظل تقارب النتائج، مما أدى إلى فوز جورج بوش الابن.

وقد تتسلّط الأضواء على فلوريدا مجددا، في وقت يتّهم الديمقراطيون الجمهوريين بمحاولة قمع الناخبين. ومع ذلك، لا يبدو الأستاذ في جامعة «هارفارد» ستيفن أنسولابيهير قلقا بشأن الدعاوى القضائية أو إغلاق مراكز الاقتراع أو غير ذلك من التجاوزات.

وقال أنسولابيهير الذي يتابع الانتخابات الأميركية عن كثب منذ العام 2000 «هناك جزء كبير من هذه الأمور يعد ضمن طبيعة النظام الأميركي».

كل ولاية مسؤولة عن تنيظم الانتخابات فيها
وفي وقت تتحمّل كل ولاية مسؤولية تنظيم الانتخابات لديها، تتجنب الحكومة الفيدرالية التدخل في العمليات الانتخابية.

ويعد هذا النظام اللامركزي سيفا ذا حدّين. وقال أنسولابيهير إنه «قد يصعّب التوصل إلى حلول لكنه يمنع كذلك التدخل على المستوى الفيدرالي» مما يفسح المجال أمام الابتكارات التكنولوجية.

وبالمجمل، أعرب الأستاذ في جامعة هارفارد عن «ثقته العالية» في نزاهة الانتخابات، على الرغم من اللهجة التي يتبناها الرئيس. وأضاف: «حديث ترامب علنا عن جميع هذه الأمور يعني أن الجميع يراقب، وعندما يراقب الجميع، يصعب القيام بأمور سيئة».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
تجدّد الأمطار في جنوب البرازيل مع استمرار الفيضانات
تجدّد الأمطار في جنوب البرازيل مع استمرار الفيضانات
إجلاء المئات من مناطق القتال في خاركيف الأوكرانية
إجلاء المئات من مناطق القتال في خاركيف الأوكرانية
الأمم المتحدة: الفيضانات في أفغانستان تودي بأكثر من 200 شخص
الأمم المتحدة: الفيضانات في أفغانستان تودي بأكثر من 200 شخص
«سي إن إن» تكشف تفاصيل حفلات تعذيب إسرائيلية لأسرى فلسطينيين في مركز اعتقال سري
«سي إن إن» تكشف تفاصيل حفلات تعذيب إسرائيلية لأسرى فلسطينيين في ...
الرئيس الكولومبي يطالب «الجنائية الدولية» بإصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو
الرئيس الكولومبي يطالب «الجنائية الدولية» بإصدار مذكرة اعتقال بحق...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم