Atwasat

وباء كورونا يحول مدريد الإسبانية إلى مدينة أشباح كغيرها من المدن الأوروبية

القاهرة - بوابة الوسط السبت 14 مارس 2020, 06:28 مساء
WTV_Frequency

بمتاجرها المغلقة وشوارعها وساحاتها المهجورة، باتت مدريد الإسبانية، السبت، مدينة أشباح كغيرها من المدن الأوروبية، في إطار التدابير المتخذة للحد من التفشي السريع لوباء «كورونا المستجد» الذي تخطى عدد المصابين به 5700 في إسبانيا.

قرب ساحة بويرتا دي سول الشهيرة، يغطي باكو هيغيراس وجهه بكمامة ويضع قفازين في يديه. ويقول هذا الموظف في شبكة مطاعم: «هذا أمر مؤسف، إذ أننا معتادون على رؤية الجموع»، وفق «فرانس برس».

وأعلنت منطقة مدريد، الأكثر تضررًا بالوباء في إسبانيا، إغلاق كل المتاجر باستثناء تلك المخصصة للحاجات الأساسية. وباتت إسبانيا ثاني أكثر بلدان أوروبا تضررًا بالفيروس بعد إيطاليا، وتجاوز عدد الحالات فيها 5700، بحسب آخر حصيلة رسمية نشرت ظهر السبت.

بريطانيا تستعد لحظر التجمعات الحاشدة تخوفاً من كورونا

وفي وسط العاصمة الإسبانية الذي يعج عادة بالرواد والمعروف بحاناته الكثيرة، يبدو أثر الوباء المستجد جليًّا. ففي ساحة بلازا مايور والشوارع المتفرعة منها، أُغلقت كل المطاعم التي عادة ما تكون مكتظة بالزبائن. وباستثناء مركبات الشرطة وبعض الموظفين البلديين الذين ينظفون الشوارع، وحدهم بضعة سياح يتنقلون في المكان.

وأمام المقاهي والمطاعم، نُـشرت لافتات كُـتب عليها «مغلق من باب المسؤولية الاجتماعية». وفي الصيدليات التي أبقت أبوابها مفتوحة، شأنها شأن المتاجر الكبرى (السوبرماركت)، يصطف الزبائن في طوابير مع إبقاء مسافة فاصلة كافية فيما يقدم الموظفون سائل تعقيم اليدين بعد دفع ثمن المشتريات.

وتراجع النشاط في المطعم، حيث يعمل باكو هيغيريس بنسبة 80 % هذا الأسبوع قبل الاضطرار إلى الإغلاق، لكنه يسلم بالأمر الواقع مؤكدًا ضرورة «مواجهة ما سيأتي». أما إيلينا غارسيا مانييس فتحدَّت الخوف من الخروج بغية التبرع بالدم في ظل تراجع الكميات المخزنة في بنوك الدم بفعل الوباء، ما دفع بالسلطات إلى توجيه نداء للتبرع.

الأردن يعلق كافة الرحلات الجوية لاحتواء انتشار «كورونا المستجد»

وتقول هذه الموظفة البالغة 25 عاما في بويرتا ديل سول من أمام حافلة للصليب الأحمر: «نحن أربعة أشخاص نعيش معًا في شقة واحدة وعندما علمنا بالنداء، رتبنا أمورنا للمجيء» بغية التبرع بالدم.

سياح خائفون
في أجواء مدينة الأشباح هذه، لا تزال متاجر السوبرماركت تستقطب السكان الحريصين على التموّن بالبضائع المختلفة رغم تأكيد الموزعين عدم وجود أي مشكلة في التموين. وفي بعض الأحيان تفرغ الرفوف من الأطعمة المعلّبة والمعكرونة وأوراق المراحيض.

ويشعر السياح من ناحيتهم بأنهم عالقون في مدينة أغلقت أيضا أبرز متاحفها مثل برادو ومتحف الملكة صوفيا. وتقول زينيا دامياناكي وهي سائحة يونانية وصلت الخميس إلى مدريد مع زوجها وابنتها «لم نكن نتوقع أن يغلق كل شيء بين ليلة وضحاها». وهي تخشى «إغلاق الحدود» وستحاول العودة إلى بلادها الأحد.

وتذكّر هذه المشاهد في مدريد بتلك التي سجلت في مدن أوروبية أخرى في الأيام الأخيرة، خصوصًا في إيطاليا التي عزلت هذا الأسبوع كامل سكانها البالغ عددهم 60 مليون نسمة.

المغرب تسجل 9 حالات إصابة جديدة بـ«كورونا» والحصيلة ترتفع إلى 17 إصابة

وفي ميلانو، يسود صمت مطبق ووحدهم الشرطيون يسيِّرون دوريات في الشوارع للتحقق من التزام سكان العاصمة الاقتصادية الإيطالية بوجوب تقليص تنقلاتهم إلى الحد الأدنى فقط للدوافع المهنية الضرورية أو للظروف القاهرة.

وفي العاصمة الأيرلندية، دبلن، التي تضم عددًا محدودًا من الإصابات مقارنة مع إسبانيا وإيطاليا، يتعامل السكان مع خطر وباء «كورونا» بجدية كبيرة وأخلوا منذ الجمعة الشوارع والمكاتب في محاولة لوقف تفشي الفيروس. كذلك فرغت الحافلات والقطارات من الركاب والقلة المتبقية من المارة في الشوارع تضع كمامات للوقاية.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«الكرملين»: تصريحات ماكرون بشأن إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا خطرة للغاية
«الكرملين»: تصريحات ماكرون بشأن إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا ...
الحكومة الفرنسية بعد قمع الطلاب في معهد العلوم السياسية: الحزم كامل وسيبقى كاملا
الحكومة الفرنسية بعد قمع الطلاب في معهد العلوم السياسية: الحزم ...
للتضامن مع غزة.. تسلسل زمني لأكبر حراك طلابي في أميركا
للتضامن مع غزة.. تسلسل زمني لأكبر حراك طلابي في أميركا
حرية الصحافة في 2024: الضغوط على الإعلام «تتزايد».. والشرق الأوسط «الأخطر»
حرية الصحافة في 2024: الضغوط على الإعلام «تتزايد».. والشرق الأوسط...
واشنطن: روسيا وراء «الهجمات السيبرانية» في أوروبا
واشنطن: روسيا وراء «الهجمات السيبرانية» في أوروبا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم