يؤكد العلماء أن تضرر الدماغ يمكن أن يتسبب في حدوث الكثير من أنواع الخلل الوظيفي، ما بين فقدان كامل للوعي (كما يحدث في الغيبوبة) إلى التوهان، وعدم القدرة على الانتباه (كما يحدث في الهذيان)، إلى ضعف واحدة أو أكثر من الوظائف النوعية الكثيرة التي تُسهم في التجربة الواعية.
وقد يكون فقدان التوازن علامة مبكرة على حدوث تغيرات في الدماغ وتدهور وظيفي، حتى في الأشخاص الأصحاء.
- السكتة الصغرى.. علامات أولية تشي بالسكتة الدماغية الكبرى
وهناك طريقتان يمكن أن تحدث فيهما السكتة الدماغية. في كثير من الأحيان، عندما تستقر جلطة دموية في أحد شرايين الدماغ، ما يحجب تدفق الدم. وفي بعض الحالات، تتشكل الجلطة داخل الوريد لأن اللويحة المليئة بالكوليسترول انفتحت، وفق «روسيا اليوم».
ويعتقد الباحثون أن اختبارا مدته 20 ثانية يمكن أن يكشف الكثير عن دماغ الشخص، وينبئ بخطر الإصابة بسكتة دماغية.
الوقوف على ساق واحدة
ووجدت الأبحاث المنشورة في مجلة «Stroke» أن الذين يقفون على ساق واحدة لمدة تقل عن 20 ثانية هم الأكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية أو تلف في الدماغ. وظهرت النتائج من دراسة يابانية شملت ما يقارب من 1400 شخص.
ووجد الباحثون أن الذين يعانون إعاقات إدراكية خفيفة، وخاصة أولئك المصابين بمرض ألزهايمر، كانوا عرضة لعدم الاستقرار أثناء الوقوف على ساق واحدة.
وفي العام 2009، وجد باحثون في ورقة بحثية نُشرت في مجلة «Alzheimer's Disease»، أن التوازن غير الطبيعي في ساق واحدة «هو علامة على الخرف الأكثر تقدما ويتنبأ بمعدل أعلى من التدهور المعرفي». وما لم يحددوه بعد، هو ما إذا كان الاستقرار الضعيف مرتبطا بآفات في الدماغ.
ولهذا، قاموا بقياس وقت الوقوف على ساق واحدة مع فتح العينين كمؤشر على استقرار الوضع، على أي من الساقين. ومنح المشاركون محاولتين، وقام الفريق بقياس الفاصل الزمني للوقت المستغرق في رفع الساق مرتين، مع السماح بحد أقصى 60 ثانية.
وجرى استخدام أفضل المحاولتين للتحليل الإحصائي. وجرى أخذ جميع القياسات من المشاركين وهم حفاة القدمين مع وضع الذراعين على جانب الجسم.
أقل من 20 ثانية
وأظهرت النتائج أن وقت الوقوف على ساق واحدة الذي يقل عن 20 ثانية كان «مرتبطا بشكل كبير بمرض الأوعية الدموية الدماغية الصغيرة على ما يبدو لدى السكان الأصحاء بشكل عام من الأفراد في منتصف العمر إلى كبار السن».
ووجد الفريق أيضا أن نحو ثلث المشاركين الذين يعانون من أكثر من آفتين في أدمغتهم يعانون من مشكلة في التوازن.
وعند النظر إلى المرضى الذين يعانون من آفة واحدة فقط في الدماغ، وجد 16% من المشاركين صعوبة في التوازن.
وتعني الآفة أن أنسجة المخ تظهر تلفا من الإصابة أو المرض، وتسبب أعراضا واسعة النطاق بما في ذلك الضعف أو الاضطراب في الحواس المتعددة.
وتشرح مؤسسة «كليفلاند كلينك» أن السكتات الدماغية هي أحد أكثر أسباب آفات الدماغ شيوعا.
وتضيف: «يمكنك في كثير من الأحيان منع السكتة الدماغية أو على الأقل تأخيرها عند الإصابة بسكتة دماغية أو الحد من شدتها».
ووفقا للهيئة الصحية، فإن بعض أنواع آفات الدماغ ستشفى من تلقاء نفسها، لكن البعض الآخر قد يصبح دائما أو يحدث لأسباب لا يمكن علاجها.
تعليقات