Atwasat

أي نوع من قائدي السيارات أنت.. بومة أم عصفور؟

القاهرة - بوابة الوسط السبت 19 ديسمبر 2015, 12:47 مساء
WTV_Frequency

يعتقد معظمنا أن عملية قيادة السيارة مجرد حركات نقوم بها للسيطرة على عجلة القيادة وتوجيهها وكذا التحكم في سرعة السيارة أو إيقافها تمامًا، غير أن علم النفس لديه منظور آخر مكون من ثلاثي وهو: الساعة البيولوجية والكحول والخوف، ومن شأن هذا الثلاثي يمكن تحديد مدى جاهزيتك أو ملاءمتك لقيادة سيارتك بأمان.

وبحسب وكالة الأنباء الإسبانية (إفي)، فإن القيادة تختلف من شخص لآخر وفقًا لساعاته البيولوجية، بمعنى إذا كان المرء كائنًا نهاريًا أو ليليًا؟ أو أن تناول المشروبات الكحولية يعزز من حجم الهالات البصرية ليلاً ويجعلها أكثر سطوعًا؟ كل هذه الأمور تناولتها دراسات علمية جديدة بجانب رهاب القيادة.

اليدان تتحكمان في عجلة القيادة والقدمان تضغطان على بدالات السرعة والفرامل والعينان تراقبان الطريق، بينما يتحكم العقل والوعي واللاوعي في كل هذه الأمور.

وأثبت باحثون في جامعة غرناطة (جنوب إسبانيا) أن الساعة البيولوجية للإنسان، بمعنى إذا كان الشخص نهاريًا أو ليليًا، يؤثر الوقت الذي تكون فيه وظائفه الفسيولوجية أكثر نشاطًا بشكل ملحوظ على قدرته على القيادة، وأوضح هؤلاء الباحثون من خلال دراسة نفسية أن الشخص الليلي يكون أقل تركيزًا حين يقود أي مركبة في الصباح الباكر، مقارنة بقدرته على التركيز أثناء ساعات الليل.

ليلي أم نهاري؟
على الرغم من ذلك، أثبتت التجارب أن الأشخاص النهاريين يقودون بشكل أكثر اتزانًا من الأشخاص الليليين، وبطريقة أفضل نسبيًا سواء أثناء ساعات النهار أو الليل.

وحلل باحثو مركز العقل والسلوك بجامعة غرناطة سلوك 29 طالبًا يدرسون بالمركز التعليمي نفسه، بعضهم نهاري والبعض الآخر ليلي.

وأوضح أنخل كوريا توريس الباحث الرئيس لهذه الدراسة أن إيقاعات الساعة البيولوجية تتمثل في التراوح بين المتغيرات البيولوجية التي تنشأ على مدار اليوم خلال فترات منتظمة مثل النعاس والاستيقاظ، مضيفًا: «لقد اعتدنا تشبيه الأشخاص النهاريين بالعصافير والليليين بالبوم».

وأعد الباحثون استطلاعًا للمشاركين الذين خضعوا للدراسة للتعرف على عادات النوم الخاصة بهم، وفي أي ساعات من اليوم يتمتعون بأكبر قدر من الطاقة والنشاط، وبعد ذلك طلبوا من الطلاب النهاريين والليليين أن يقودوا من خلال نظام محاكاة، مرة في الساعة 8:00 صباحًا وأخرى في الثامنة مساء ليقارنوا بين طريقة قيادتهم في الوقت الأفضل بالنسبة إليهم وفي الوقت الأسوأ وفقًا لساعاتهم البيولوجية.

بوم وعصافير
أكد كوريا أن هناك مهن تتطلب الحفاظ على قدر عال من التركيز مثل قائدي المركبات، وبالتالي من الضروري أن تجري شركات النقل هذا النوع من الاختبارات لعامليها للتحقق ما إذا كانوا كائنات نهارية أو ليلية لتحديد ساعات عملهم وفقًا لهذا الأمر.

وحذر الخبير من أن « الوقت نفسه من اليوم قد يكون جيدًا أو سيئًا للقيام بأنشطة معينة وفقًا لساعاتنا البيولوجية، على الرغم من أن هناك أوقاتًا تعتبر سيئة بالنسبة للجميع، مثل وقت القيلولة أو الفترة ما بين الساعة الثالثة والخامسة فجرًا».

تناول المشروبات الكحولية يؤثر سلبًا بشكل ملحوظ على الرؤية أثناء ساعات الليل

وأثبتت دراسة أخرى أجرتها الجامعة أن تناول المشروبات الكحولية يؤثر سلبًا بشكل ملحوظ على الرؤية أثناء ساعات الليل، نظرًا لأنه يعزز من حجم الهالات البصرية لكشافات السيارات وأعمدة الإنارة وغيرها من وحدات الإضاءة المنتشرة على الطرق، وذلك بسبب تأثير الكحول على الطبقة الدمعية الموجودة على سطح العين.

وأوضحت هذه الدراسة أن «هذا الضعف في الرؤية يكون له تأثير أكبر إذا تخطت نسبة الكحول في الدم 0.25 ملليغرام لكل لتر، وهو المعدل القانوني الذي تنصح به منظمة الصحة العالمية» لقائدي المركبات.

وأكد الباحثون أنه في ظل ارتفاع نسبة الكحول في الدم وما ينتج عنه من رؤية الهالات البصرية أكثر سطوعًا قد يصعب على القائد رؤية شخص يعبر الطريق، أو التفريق بين الإشارات المرورية المختلفة أو قد يؤدي إلى إصابته بنوع من العمى اللحظي بسبب كشافات سيارة أخرى.

علاج نفسي
يمكن الآن علاج رهاب القيادة بواسطة أسلوب جديد يجمع بين تقنيات العلاج النفسي والتعرض لظروف معاكسة أثناء القيادة من خلال نظام محاكاة يشبه الواقع، حسبما أوضح الطبيب النفسي إجناثيو كالبو، المسؤول عن هذا المشروع.

ويقول أحد المشاركين في الدراسة: إن «هذا الخوف غير المبرر من القيادة، والذي يتعلق بشكل أساسي بنوعية الطريق أو أحوال المرور أو الطقس أو السرعة أو الأنفاق، وهي أمور ليست خطيرة بذاتها، يمكن أن يكون لها تأثير على نسبة تصل إلى 30% من قائدي السيارات في الكثير من اللحظات».

ويضيف أنه من خلال اعتماد هذا النظام الجديد «يمكن خلق ظروف وأجواء تحاكي الواقع تحت إشراف خبراء نفسيين حتي يتعرض الشخص بشكل تدريجي وافتراضي دون وجود خطر حقيقي للأشياء التي يخشاها حتى يصل إلى المراحل الأكثر تعقيدًا بالنسبة إليه، الهدف من ذلك هو مساعدة الشخص على مواجهة مخاوفه من خلال التقنيات المكتسبة».

وأشار إلى أن الشخص الذي يعاني رهاب القيادة يودع بداخل سيارة تحاكي الواقع وملحق بها ثلاث شاشات عالية الوضوح لمنحه شعورًا بأنه يقود في العالم الحقيقي.

أي نوع من قائدي السيارات أنت.. بومة أم عصفور؟
أي نوع من قائدي السيارات أنت.. بومة أم عصفور؟

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
إضافات جديدة في «موديل 3 بيرفورمانس» لأداء أفضل
إضافات جديدة في «موديل 3 بيرفورمانس» لأداء أفضل
«جيب» تكشف موعد إصدار «غلادياتور 4xe» بمحرك هجين
«جيب» تكشف موعد إصدار «غلادياتور 4xe» بمحرك هجين
«بي إم دبليو» تختبر النسخة الجديدة من «M5 PHEV»
«بي إم دبليو» تختبر النسخة الجديدة من «M5 PHEV»
نسخة صينية مقلدة من شاحنة ماسك المثيرة للجدل
نسخة صينية مقلدة من شاحنة ماسك المثيرة للجدل
«أكيورا» تتجه للتحول الكامل إلى السيارات الكهربائية بحلول 2040
«أكيورا» تتجه للتحول الكامل إلى السيارات الكهربائية بحلول 2040
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم