أرجع إعلاميون وصحفيون ضعف الأعمال المحلية التي أذاعتها شاشات القنوات الليبية في رمضان هذا العام إلى سوء الأوضاع التي تمر بها البلاد وعدم استقرار الوضع الأمني والاقتصادي.
وقال الإعلامي محمد البوسيفي إنه في ظل الظروف التي تعانيها مدينة بنغازي من تأزم وحالة اكتئاب طالت الجميع ليصل إلى الممثلين، إذ ظهر إحباطهم من خلال أعمالهم الفنية الهابطة وعدم وجود رعاة ولا داعمين وبهذا انعكست سلبًا على أدائهم.
والتمس لهم الصحفي محمد كركارة العذر، وقال: «لا نلومهم ولا نعاتبهم لأنهم قدموا وجاهدوا بأعمالهم».
وأضاف: «بصراحة حاولوا أن يقدموا الواقع الليبي وخاصة ما يدور في مدينة بنغازي بكل إمكانياتهم المتواضعة ودون أي دعم فني، وهناك من قدم أعمال بمجهوداته الشخصية، وهناك من صرف على العمل بحر ماله لطرح عمله للمشاهد ويفرح المواطن رغم الظروف التي تشهدها ليبيا خلال هذه الفترة العصيبة».
وتصف الإذاعية صالحة الشريف الأعمال الليبية لهذا العام بأنها «مجرد كارت فني محروق».
وأوضحت الشريف أن إعلاميي وفنانيي بنغازي من جهة يطالبون بأن تعود مؤسسات الدولة إلى بنغازي، ومن جهة أخرى هم صوروا برامجهم ومسلسلاتهم في مدن الشرق، مثل شحات طبرق والبيضاء المرج وتوكرة، وقالت: «أي تناقض هذا».
وتابعت: «جميع المسلسلات التي عرضت هذا العام تعتمد علي الكوميديا الاجتماعية الهابطة، بينما كان من المفترض أن تحمل الأعمال رسالة هادفة».
وتساءلت الشريف: «لماذا السلاح هو مصدر الكوميديا لكل سيناريو وفي المقابل الممثل أو الكاتب لم يوضح كيفية محاربة هذه الظاهرة عن طريق فنه لا أن يستخدمه كمصدر للضحك».
وأضافت: «برامج المسابقات والترفيهية وبرامج الأطفال والطبية لو لم تنقصها المادة ينقصها الأداء المناسب وأغلب الأفكار مكررةو175».
وأبدت الإذاعية نجلاء بن زبلح رضاها عن الأعمال هذا العام. ووصفتها بالجيدة، معللة بأن الإرادة القوية لدى الإعلاميين والفنانين كانت الدافع في استمرار عطائهم رغم كل الظروف التي تمر بها البلاد.
وقال الصحفي عبدالله الزائدي إن مجرد التفكير في مقارنة الأعمال التلفزيونية الدرامية الليبية بأعمال قادمة من القاهرة أو بيروت أو حتى الأردن غير وارد إطلاقًا، بحسب كلامه.
وأضاف الزائدي: «ثمة مشكلة مزمنة في الأعمال التلفزيونية الدرامية الليبية، فما يقدم لا ينتج من خلال شركات مختصة ومنتجين متفرغين ومحترفين في الإنتاج التلفزيوني، بل يعتمد على مبادرات متواضعة غاية التواضع بكتابة نصوص تعتمد على تصوير بأقل الإمكانيات».
وتابع: «حتى عندما كانت هيئة التلفزيون الليبي تدعم الأعمال الدرامية بعقود، كانت أرقامًا تشجيعية إذا أردنا وصفها شاكرين، لكن الواقع أنها كانت عقود يغلب عليها طابع الإنفاق الغبي والغبي جدًا بتسليم مبلغ دون دراسة العمل ماديًا ولا تسويقيًا».
وأوضح الزائدي: «ما نشاهده هو مبادرات من فنانين شغوفين بمجال الدراما يجمعون ما قدر لهم من دعم بسيط لتنفيذه بحماس الفنان لا غير، ففي بلد نفطي لم يؤسس لصناعة درامية كما لم يؤسس لأي صناعة غير النفط لا ننتظر أكثر مما نراه بل نشكر للفنانين جهدهم رغم الواقع المضني الذي يعيشونه».
تعليقات