أعلنت إدراة مهرجان همسة للآداب والفنون بالقاهرة عن قوائم الفائزين ولجان التحكيم في دورتها الثانية عشرة والتي جاءت هذا العام 2024 باسم الفنان المصري عبدالرحمن أبو زهرة، ونال مبدعو ليبيا جائزتين في فئة النص النثري، فيما تولى ليبي عضوية لجنة تحكيم مسابقة القصة والرواية. 

وأشارت إدراة المهرجان إلى أن السيناريست الليبي أنيس بوجواري، اختير عضوا في لجنة تحكيم القصة القصيرة والرواية لهذا العام، وفاز الكاتب الليبي عبدالسلام عمر عصمان عن نصه النثري «الرافل فى قلق الرغيف والأرض» بالمركز الثاني، بينما احتلت المبدعة الليبية نعمة محمد الفيتوري المركز السادس عن نص «غربة الزحام».

وتواصلت «بوابة الوسط» مع الكاتبة الفيتوري التي أكدت أن مشاركتها في المسابقة هي «المرة الأولى التي أخوض مثل هذه التجربة ولا تستهويني فكرة المسابقات، وكان اشتراكي في مسابقة مهرجان همسة صدفة بحتة من خلال أستاذ عبدالسلام عصمان سنان الأديب الليبي الذي اقترح أن اشارك، فوافقت بعد أن استشرت القاص والشاعر الليبي أستاذي مصطفى جمعة وهو من رشح بقوة النص الذي شاركت به وشجعني كثير».

- توقيع «أنات ذاتي» لنعمة الفيتوري فى معرض القاهرة
- أتيليه الإسكندرية يفتح أبوابه للشعراء الليبيين
- «امرأة على الضفة الأخرى».. عمل جديد للشاعرة نعمة الفيتوري

وأشارت الفيتوري إلى أن النص المشارك في المسابقة «يمثل تجربة حياة بالنسبة لي، وهو من أقرب النصوص لروحي ووجداني ، حاولت من خلاله أن أصور مرحلة مهمة من حياتي المليئة بالتحديات على صعيد العاطفة والمشاعر، والتي لا تخلو من تناقضات وصراعات ونجاحات وإخفاقات، مرحلة قُدر لها أن تشكل ملامح مهمة في شخصيتي كامرأة وكاتبة، وأعتقد أنني اقتربت إلى حدٍ بعيدٍ من نعمة الفيتورى الشاعرة والإنسانة»

اللامكان هاجس لا يغادرك 
وأضاقت أنها من خلال النص «تجسد اغتراب يبحث عن ذات، وسؤال يبحث عن إجابة وسط محيط ربما لا تجد لك فيه مكانا، أو تحاول جاهدا أن تتنفس فيه بصعوبة وتجد نفسك غريبا ولكن شيئا ما أقوى منك يدفعك للانصهار فيه والتعايش معه، تحدٍ ما عليك أن تجتازه بطريقة ما مطلقا العنان للأسئلة أن تتدافع في اللاوعي ولست ملزمًا بالإجابة، غربة يعيشها كثير منا، قد ينجو منها البعض، وقد يتورط البعض الآخر ولا يسترد نفسه إلا بعد فوات الآوان، رغم الزحام من حولك فإن إحساس الوحدة يكون طاغيا، واللامكان يكون هاجسا لا يغادرك».

وعن الواقع السردي الليبي وخصوصا القصة الليبية قالت الفيتوري «القصة الليبية في الحقيقة عالم زاخر لم يكتشف بعد، والساحة الثقافية الليبية زاخرة بكتاب ومبدعين في مجال القصة خصوصا استطاعوا بإنتاجهم الأدبي وإبداعهم ان يتحصلوا على مراتب متقدمة».

وتابعت «كما نجح المبدعون الليبيون في الوصول بإبداعهم الروائي إلى قوائم البوكر العربية وغيرها، والأسماء عديدة أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الكاتب محمد النعاس الفائز بجائزة البوكر العربية العام 2022 عن روايته خبز على طاولة الخال ميلاد والكاتبة نجوى بن شتوان التي وصلت روايتها كونشيرتو قورينا إلى القائمة القصيرة للبوكر العربية العام2024»

وأكدت «ولا تذكر الرواية الليبية دون ذكر الروائي الكبير إبراهيم الكوني، وكذلك عائشة إبراهيم وعائشة الأصفر وهما من العناصر النسائية التي نفخر بها».

وختمت الأديبة نعمة الفيتوري بأنه «مع الوقت ستتضح ملامح كثيرة للمشهد الثقافي الليبي الزاخر عندما يتحصل على الرعاية المناسبة لكشف وجهه المشرق، فالقصة والرواية الليبية تتقدم بخطى ثابتة وتثبت نفسها على الساحة الثقافية العربية».

نعمة الفيتوري، مترجمة ومنسقة علاقات عامة، وكاتبة ومترجمة قانونية أيضا، وعملت مديرة تنفيذية لمنتدى أدبي للأدباء الليبيين والعالم العربي، يدعم الهواة وتشجيع الأقلام المميزة والنشر لهم.

وصدرت لها عدة دواوين: «أنات ذاتي»، و«عنفوان»، و«تقاسيم امرأة»، والمجموعة القصصية «يوميات سحن»، إضافة إلى ترجمة عديد نصوصها إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والأمازيغية. 

يذكر أن حفل توزيع جوائز مهرجان همسة الدولي يقام في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر المقبل وتنقله وسائل الإعلام المقروءة والمرئية، ويحضره نخبة من فناني مصر والوطن العربى، ويجري اختيار مبدع من كل دولة فى كل المجالات لتكريمه فى المهرجان.

ويشترك فى اختيار المبدعين العرب ممثلو المجلة فى كل دولة من خلال السيرة الذاتية لكل مبدع ومبدعة.

ويقام على هامش المهرجان حفل غنائى كبير يحييه براعم ومواهب «همسة» وندوات شعرية وزيارات لأجمل المعالم المصرية لضيوف المهرجان يشاركهم الفائزون ونخبة من مبدعى مصر فى شتى الفنون.