انطلق معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، الثلاثاء، بعرض مخفض لفعاليات دورته الـ75 خصوصا تلك التي تتناول الأدب العربي بعد الأزمة التي أثارها إلغاء حفل تكريم وتسليم جائزة «ليبيراتو برايس» في 20 أكتوبر للكاتبة الفلسطينية المقيمة في برلين عدنية شبلي عن روايتها «تفصيل ثانوي».

وأعلنت منظمة «ليتبروم» القيّمة على الجائزة الأدبية إنها ألغت حفل توزيع الجوائز الذي كان من المقرر إجراؤه في المعرض «بسبب بدء الحرب»، وذكر الإعلان في البداية أن القرار جرى اتخاذه بالتشاور مع شبلي نفسها، وتبين فيما بعد أن هذا غير صحيح، وفي الأيام التي تلت ذلك، قام مؤلفون ودور نشر كانوا يخططون للحضور أو الظهور علنا في المعرض بإلغاء مشاركتهم احتجاجا على ما يعتبرونه استبعادا للأصوات الفلسطينية من المعرض.

إلغاء فعاليات وندوات
كما أعلنت هيئة الشارقة للكتاب انسحابها في 14 أكتوبر، قائلة: «نظرا للإعلان الأخير من قبل منظمي معرض فرانكفورت للكتاب، فقد قررنا سحب مشاركتنا هذا العام، نحن نؤيد دور الثقافة والكتب لتشجيع الحوار والتفاهم بين الناس»، وأضافت الهيئة «ونحن نعتقد أن هذا الدور أصبح أكثر أهمية الآن من أي وقت مضى».

وألغيت عديد الفعاليات المخطط إقامتها على هامش معرض فرانكفورت للكتاب ومنها الاحتفاء بوكالة الشارقة الأدبية العالمية التي ترعاها (SBA)، والإعلان عن الشارقة كضيف شرف في معرض سالونيك الدولي للكتاب 2024، واستضافة مبادرة «ببلش هير»، وهي مبادرة أطلقتها بدور القاسمي في الشارقة، والعديد من حلقات النقاش التي تركز على التطوير المهني.

كما يتوقع أن يُلغى تنظيم حدث بعنوان «الكتابة العربية الجديدة»، والذي كان من المقرر أن يشارك فيه المؤلفون محمد العطار ورشا عباس وستيلا غايتانو وسعيد الخطيبي وشادي لويس، بعد انسحاب عباس وخطيبي ولويس، وألغيت أيضا ندوة حول الأدب السوري الجديد، نظمتها منظمة «بن (قلم) برلين».

وقال الكاتب المصري محمد العطار في رسالة نشرها على صفحته على «فيسبوك» بخصوص انسحابه من الفعاليات، «قرار انسحابي رفقة الكاتبة السورية والصديقة رشا عباس والتي كانت المحاورة الثانية في الندوة التي جرى إلغاؤها الآن بعد إبلاغنا المُنظمين بقرار انسحابنا».

وأضاف العطار «من المُقلق والمعيب أن تتخلى فعالية ثقافية بحجم معرض فرانكفورت للكتاب عن دورها الأساسي في توفير مناخ قائم على حرية التعبير والنقاش، وخاصة في الأجواء الحالية في ألمانيا التي تشهد تضييق غير مسبوق على كل نشاط أو رأي داعم للقضية الفلسطينية».

وانسحبت أيضا كاثرين هولز المترجمة ووكيلة «10/11» (Teneleven)، وهي وكالة أدبية مختصة في الأدب العربي المعاصر ومشاريع كتب عابرة للثقافات، تعمل في ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والبرتغال، والتي كان مقررا أن تتحدث في لجنة منفصلة نظمتها منظمة «ليتبروم»، وكتبت هولز: «لا أستطيع المشاركة في حلقة نقاش حول الأدب العربي في أوروبا تستضيفها منظمة اختارت منع الجمهور الأوروبي من سماع ما يقوله أحد أكثر الكتاب العرب موهبة الذين أعرفهم عن القضايا الأكثر إلحاحا في مجتمعنا».

- اتحاد الناشرين العرب يدين العدوان على غزة ويقاطع معرض «فرانكفورت»
- مؤسسات وجهات ثقافية ودور نشر تنسحب من معرض «فرانكفورت الدولي للكتاب»

وكان من المقرر أن يتحدث الكاتب المصري هيثم الورداني في حلقة نقاش حول مشروع «ليلى»، الذي يروج للأدب العربي باللغات الأوروبية، وكتب في رسالته بالانسحاب أن «قرار معرض الكتاب بعدم تكريم كتاب مترجم عن العربية يأتي في إطار الأجواء الحالية لتشويه سمعة العاملين في مجال الثقافة المهاجرين في ألمانيا، وخاصة العرب والمسلمين، وسيكون من السخرية بالنسبة لي أن أشارك في حلقة نقاش حول ترجمة الأدب العربي في مثل هذا الموقف».

رسالة يوقع عليها المئات تدين «فرانكفورت»
ووقع عديد الحاضرين في معرض الكتاب على رسالة منشورة على موقع «الأدب العربي» (arab literatureِ)، ونشرت أيضا في صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» التي تنتقد إلغاء حفل توزيع الجوائز، تجاوزت التوقيعات على الرسالة من قبل أكثر من 1200 كاتب ومترجم ووكلاء وناشرين من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك مترجمو شبلي الألمانية والهولندية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية والبرتغالية البرازيلية والسويدية والتركية، وكذلك مترجميها إلى عديد اللغات، وعديد من أشهر وأبرز الكتاب والمثقفين والفنانين والشخصيات العامة.

يشار إلى أنه في وقت متأخر أصدرت منظمة «بوخميسي» بيانا يهدف إلى تهدئة الأجواء، مشيرة إلى أن «معرض الكتاب كان دائما يدور حول الإنسانية».