أكد الكاتب والمؤرخ سالم الكبتي انتهاءه من طبع مجموعة من كتبه أثناء وجوده في مدينة بيروت: «كنت هناك. في بيروت، وكان الخاطر والعقل وكل شيء.. هنا في بنغازي. كنت منشطرًا نصفين. كان الحزن والقلق. كان التاريخ معي. والقلق معي أيضًا. كانت بيروت.. دامت حربها الأهلية فترة قاربت عشرين سنة.. وكانت بنغازي.. هل أواصل؟ أنجزت بحمد الله طبع كتب ستكون قريبًا أمام أعين القراء. بيروت والكتب.. والحزن لم تقتلع بنغازي في كل الأحوال من قلبي وخاطري وعقلي».

وأضاف الكبتي: «تقع الإصدارات الجديدة في نطاق اهتمامي بالتوثيق لتاريخنا السياسي والفكري والثقافي والاجتماعي، خاصة المجهول منه، كتاب (أحمد الشريف) يأتي حاملًا التسلسل رقم ثلاثة في المجهول من تاريخ ليبيا وكان الكتاب الأول عن ليبيا (مسيرة الاستقلال) والثاني عن (إدريس السنوسي الملك والأمير). ثم الكتاب الآخر (عبدالرحمن بدوي في بنغازي.. المحاضرة الضائعة).

تحدثت فيه عن وجوده في بنغازي أستاذًا للفلسفة ورئيسًا لقسمها في الجامعة الليبية بكلية الآداب خلال أعوام 1967 – 1973، حيث تم تسفيره بعد إلقاء القبض عليه واعتقاله أيام القذافي وثورته الثقافية، الكتاب نُشرت فيه محاضرة نادرة ضاعت منه وحوارٌ نادرٌ أيضًا. الكتابان من نشر دار الساقية في بنغازي».

وتابع الكبتي: «الكتاب الثالث قمت بتحقيقه وتقديمه في طبعة مزيدة لدراسة الصادق النيهوم الذي تمر الذكرى العشرون لرحيله في نوفمبر المقبل. وهي الحديث عن المرأة والديانات كان قد نشرها في صحيفة الحقيقة العام 1966. وتتكون من 22 فصلاً».

وأشار الكبتي إلى أن «هذه الجهود تندرج في انصرافي الكامل للكتابة والتحقيق وجمع ما يتصل بتاريخنا المعاصر الذي يتم للأسف تجاهله وطمسه وعدم الاهتمام به ودراسته واتصال الأجيال به. تاريخ الوطن فيه جوانبٌ إيجابية ومشرقة وعلينا الاستفادة منه. تاريخنا الذي صنعه المخلصون فقط».