Atwasat

اكتشاف أقدم مخططات هندسية في العالم

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 23 مايو 2023, 02:28 مساء
WTV_Frequency

اكتشفت مجموعة من علماء الآثار نقوشا حجرية تُعدّ أقدم مخططات هندسية معروفة حتى الآن، إذ يعود تاريخها إلى تسعة آلاف سنة، تمثل هيكليات مبنية شاسعة مخصصة للصيد في مناطق باتت اليوم مساحات صحراوية في الأردن والمملكة العربية السعودية.

وكان طيارون في عشرينيات القرن الفائت أول مكتشفي هذه المصائد، وأطلقوا عليها تسمية «الطائرات الورقية الصحراوية»، بسبب الشكل الذي تبدو عليه من الجو.

ويوضح عالم الآثار ورسام الخرائط في مختبر «أركيه أوريان» التابع لجامعة (ليون 2)، أوليفييه بارج، هذه المصائد بأنها «مساحات كبيرة تحدّها جدران طويلة تمتد على كيلومترات عدة» وتشبه ذيل الطائرة الورقية. وبمجرد أن يضيق عرض هذه الممرات إلى نحو عشرين مترا، تنفتح «على مساحة مغلقة تبلغ مساحتها نحو هكتار واحد تضم حفرا يبلغ عمقها أمتارا عدة».

تقنية صيد متطورة
ويقول المشارك في إعداد الدراسة التي نُشرت هذا الشهر في مجلة «بروسيدينغز أوف ذي ناشونال أكاديمي أوف ساينسس» الأميركية، إنّ هذه الهيكليات شكلت «تقنية صيد متطورة»، إذ كانت تجمع الحيوانات، ومنها الغزلان، في هذه المصائد، قبل وضعها في الحفر لنحرها».

وتمكّن مشروع «غلوبل كايتس» الذي ينظمه مختبره، من إحصاء ستة آلاف هيكلية مماثلة حتى اليوم، من كازاخستان إلى الأردن.
وفي العام 2015، توصل مجموعة من علماء الآثار التابعين لمختبر «أركيه أوريان» إلى اكتشافين يصفهما أوليفييه بارج بـ«الاستثنائيين» في جبال الخشابية في الأردن، وفي صحراء النفود الكبير التي تقع في المملكة العربية السعودية وتبعد عن الموقع الأوّل نحو 250 كيلومترا شرقا.

واكتُشفت في الأردن لوحة حجرية من الكلس لونها بني فاتح، ويبلغ ارتفاعها نحو متر، بينما اكتشفت في شبه الجزيرة العربية كتلة ضخمة من الحجر الرملي الأسود، وعلى كليهما مخططات محفورة ومُفصلة لـ«طائرات ورقية صحراوية» من قرب. وليست هذه المخططات مجرد رسم تخطيطي بسيط.

حسب عالم الآثار في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى والمشارك في إعداد الدراسة وائل أبوعزيزة. ويضيف العالِم أنه «من الصعب استرجاع مخططات (الطائرات الورقية الصحراوية) بدقة كما هي الحال هنا»، من دون الاستعانة بتقنيات حديثة، لأن رسم مخطط قديم يعني إتقان أحجام العناصر الموجودة فيه ومعرفة مقاساتها الدقيقة. إلا أنّ التحدي يتمثل هنا في أن ما نتعامل معه هو منشآت لا يمكن فهم شكلها الكامل من دون رؤيتها من الجو».

ويقول أوليفييه بارج إن «الطريقة التي وضعت بها هذه المخططات» غير معروفة، لكنّ الدراسة تلاحظ أنها تُظهر أن السكان في تلك الحقبة كانوا يتمتعون «بقدرة ذهنية لم تكن متوقعة على تصور المساحات».

ما لا تعرفة عن فن رسم الخرائط
ويضيف أن الفرضية التي كاتت سائدة حتى اليوم هي أن فن رسم الخرائط وُلد في مرحلة لاحقة وضمن «ثقافة يتقن أصحابها الكتابة وحفظ السجلات، على غرار ثقافة بلاد ما بين النهرين التي تعود إلى خمسة آلاف سنة، أو تلك الخاصة بالعصر البرونزي في أوروبا مع خريطة سان بيليك في بريتاني.

ويدفع ما اكتُشف في الأردن والسعودية إلى إعادة النظر في هذه الفرضية، إذ أقيمت الهيكليات في تضاريس معقدة، من دون اعتماد مخطط رئيسي يُنفَّذ على الأرض. وكان هذا المخطط الهندسي يتيح «نقل المعلومات ومشاركتها بين أشخاص عدة، بهدف تنظيم عمليات صيد الحيوانات»، وفق أبوعزيزة الذي يعتبر أنّ هذه الفرضية هي «الأكثر احتمالا».

ويضاف إلى ذلك بُعد ثقافي تحظى به المخططات التي باتت مؤشرا على إتقان السكان آنذاك التعامل مع المساحات وتقنية صيد معينة، من خلال أفخاخ صمموها بمهارة، مستندين إلى السمات الخاصة بالأرض في تلك المناطق.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
اعتماد مجموعة طوابع تذكارية لمواقع ليبية
اعتماد مجموعة طوابع تذكارية لمواقع ليبية
كتّاب ليبيا يشاركون فى معرض تونس الدولي للكتاب
كتّاب ليبيا يشاركون فى معرض تونس الدولي للكتاب
بيت إسكندر يحتفي بالذكرى الخامسة لتأسيسه
بيت إسكندر يحتفي بالذكرى الخامسة لتأسيسه
نقابة الممثلين المصرية تمنع الإعلام من عزاء «السعدني».. وتعتذر للصحفيين
نقابة الممثلين المصرية تمنع الإعلام من عزاء «السعدني».. وتعتذر ...
انطلاق فعاليات الدورة الـ14 لمهرجان مالمو للسينما العربية في السويد
انطلاق فعاليات الدورة الـ14 لمهرجان مالمو للسينما العربية في ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم