يعد المثقف المتمرد رمسيس يونان، مؤسس الفن السريالي في مصر. إنه باختصار شديد مثابر حقيقي في دروب الفن والفكر، من مؤلفاته في هذا المجال «غاية الرسم العصري».

العام 1938 كتب مسرحية «كاليغولا» (فصلا الجحيم)، مشيرا خلالها إلى أيام الاستبداد الفاشي في ألمانيا بقيادة هتلر، والفاشية الإيطالية بقيادة موسوليني، وإسبانيا بقيادة فرانكو. وعرضت على خشبة المسرح العام 1944. كل ذلك وهو لم يتجاوز عقده الثالث، له دراسات كثيرة في النقد الأدبي.

رائد السيريالية في مصر
|«لقد أوقد رمسيس يونان الشمعة الأولى في مسيرة التنوير في الشرق، منطلقا بحكم طبيعته المتمردة على السكون، الرافضة للخضوع لمنظومات القداسة الفكرية، أحد مؤسسي جماعة الفن والحرية التي لعبت دورا رائدا في فتح آفاق الفكر التشكيلي على عوامل ورؤى جديدة، أوقدت جذور الجدل والحوار، وأحالت صمت الأكاديمية الرهيب إلى دوي صارخ بحرية الفنان وفرديته، وأيضا مسؤوليته الثقافية تجاه وطنه وعصره، فكان من رواد مفجري الطاقات الإبداعية في مختلف الاتجاهات، إنه من الجيل الذي تخطى العطاء التشكيلي المرتبط بأذيال القرن التاسع عشر، بتأثيراته، التي لم تتوافق مع ذاتها وألوان القرن العشرين بتياراته المتدفقة والمتنوعة.

حرر مجلة «المجلة الجديدة» التي نشر فيها بيان الفن والحرية الأول بين العامين 1943 و1945. وبسبب أفكاره وعمله الدؤوب من أجلها اعتقل في 11 يوليو 1946 خلال حكم إسماعيل صدقي باشا، وأفرج عنه بعد أسابيع.

غاية الرسام العصري
يونان عبر حياته الإبداعية عدد من مذاهب الفن التشكيلي خلال القرن العشرين، ففي بداية نشاطه الفني والفكري من العام 1938 حتى 1946 كان مأخوذا بالسريالية، وكانت رحلته منذ البداية، وهي التي تبلورت في كتابه «غاية الرسام العصري»، وبدعوته إلى التمرد على الرواد، أملا في فتح أبواب التجديد على مصراعيها، وهو أول فنان عربي يتعرض للاتجاهات التي ظهرت في الفن الغربي بعد المذهب التأثيري وحشية وتكعيبة وتعبيرية.

حرر مجلة «المجلة الجديدة» التي نشر فيها بيان الفن والحرية الأول بين العامين 1943 و1945. وخلال هذه الفترة نشر ترجماته العربية الخاصة لأعمال ومقالات «كاليغولا» لألبير كامو، و«طبيب ريفي» لفرانز كافكا، و«موسم في الجحيم» لآرثررامبو. وفي العام 1947 غادر مصر إلى باريس بعد حل منظمة الفن والحرية وقضائه فترة قصيرة في السجن. وأقام فيها تسع سنوات، وفي تلك المدة عمل «سكرتير تحرير لقسم اللغة العربية في هيئة الإذاعة الفرنسية». وفي العام ذاته شارك في المعارض السريالية الدولية في باريس وبراغ، ووقع على البيان الجماعي الذي نشره السرياليون الباريسيون بعنوان «بالفرنسية: Rupture Inaugurale»‏.

من أوائل الفنانين العرب الذين اهتموا بالتكعيبة والوحشية والتعبيرية
يعد رمسيس يونان من أوائل الفنانين العرب الذين اهتموا بالتكعيبة والوحشية والتعبيرية، ثم تحمس للسريالية واختار منها، خصوصا تلك التي تعبر وتركز على خيالات العقل الباطن ونزواته، وأقام لها بإبداعه معارض. ولد رمسيس يونان سنة 1913 بالمنيا، وتوفاه الله يوم 24- 12- 1966.

هذا المقال بتلخيص من أرشيف الراشخ