أعلنت مكتبة «الملك إدريس الأول» بمدينة درنة مشروع لوحة «فسيفساء درنة» عبر تعاقدها مع «دار الجم» التونسية لصناعة الفسيفساء.

وجرى توقيع عقد المشروع من قبل عضو اللجنة التأسيسية للمكتبة الباحث يوسف الحبوش، ومدير «دار الجم» التونسية، رضا بن الحبيب حفيظ، لتنفيذ وتركيب لوحة «فسيفساء درنة». 

وقال عضو اللجنة التأسيسية للمكتبة، الباحث يوسف الحبوش، إن مشروع لوحة «فسيفساء درنة» يأتي في إطار «ترسيخ القيم الجمالية المعمارية واستعادة الموروث التاريخي والهوية المكانية والوطنية لبلادنا».

 ولفت عضو اللجنة التأسيسية لمكتبة «الملك إدريس الأول»، إلى أن  لوحة «فسيفساء درنة» ستشغل البهو الرئيسي لقصر الزهور مقر المكتبة، معتبرًا أن «هذا العمل سابقة فنية في مجال المعمار الوطني الليبي في العصر الحديث».

وتأسست مكتبة «الملك إدريس الأول» إثر مبادرة لأهالي مدينة درنة، في شهر أبريل من سنة 2011، حين تقدموا بعريضة مذيلة بتوقيعاتهم إلى المجلس المحلي يطالبون فيها بتحويل «قصر الزهور» إلى مكتبة تسمى «مكتبة الملك إدريس الأول»، وأصدر المجلس فورًا قراره بتخصيص المبنى لإنشاء هذه المعلم وأيضًا بتشكيل لجنة تأسيسية تطوعية له.

ومبنى «قصر الزهور» شُيد في العهد الإيطالي وجرى تخصيصه بعد الاستقلال كقصر من ضمن القصور الملكية، وحظي سنة 1956 بافتتاح الدورة البرلمانية الثانية فيه، وفي ربيع سنة 1964 تسلمته المربية الفاضلة فتحية عاشور مديرة تعليم منطقة درنة إثر مبادرة من الملك الصالح قضت بمنحه إلى مديرية التعليم للرفع من شأن العلم وأهله، مثلما خصص قبله قصر المنار في بنغازي ليكون نواة الجامعة الليبية، وقصر الغدير ليكون مقرًا للكلية العسكرية الملكية.

ولم تكد اللجنة التأسيسية مدعومة بالمبادرات الخيرية تباشر أعمال الصيانة والتجهيز حتى توقفت جهودها لمدة قاربت 6 سنوات بفعل الظروف التي عانتها المدينة، حيث تعرض المبنى للعبث خلال هذه المدة بكثير مما جرى إنجازه، وبعد أن بدأت مدينة درنة تستعيد دورها في منظومة الوطن ها هي الجهود التطوعية والخيرية والرسمية تنطلق من جديد لاستكمال إنجاز هذا الصرح.