Atwasat

الرواحل تتضور جوعا في البتراء الأثرية

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 11 يونيو 2021, 11:50 صباحا
alwasat radio

جراء توقف السياحة بسبب جائحة «كوفيد-19»، فقد مئات الأردنيين من أصحاب الحيوانات الناقلة للسياح في البتراء الشهيرة دخلهم الرئيسي.

وبات يتعذر عليهم إطعام عشرات الحمير والبغال والخيول المتضورة جوعا، وفق «فرانس برس»، الخميس.

ويقف عبدالرحمن علي (15 عاما) في عيادة بيطرية قرب المدينة الوردية المنحوتة في الصخر في جنوب الأردن منتظرا الحصول على علف مجاني لحماريه، إذ بالكاد يستطيع إطعامهما مع توقف السياحة في المدينة الأثرية (230 كلم جنوب عمان).

ويقول الفتى الأسمر البشوش الذي ارتدى قميصا أزرق وبنطالا زيتي اللون وقبعة زرقاء لـ«فرانس برس»: «قبل كورونا لم يكن أحد دون عمل، البدو في البتراء كانوا يحصلون على النقود ويطعمون حيواناتهم. لكن مع كورونا أصبحنا مضطرين لأن نأتي إلى هذه العيادة للحصول على علف وعلاج مجانا».

عيادة واسطبل
وتضم العيادة التي أسستها منظمة «بيتا» الأميركية غير الربحية في قرية أم صيحون بالقرب من البتراء اسطبلا لمبيت الخيول والحمير والبغال التي تحتاج إلى رعاية.

واختيرت البتراء التي كانت عاصمة للأنباط ما قبل الميلاد، العام 2007 كواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة، وهي الوجهة المفضلة للسياح الأجانب من زوار المملكة.

في نوفمبر 2019، احتفلت البتراء بالزائر رقم مليون لها في عام واحد. وانخفض عدد زوار البتراء العام 2020 إلى 252728 بسبب القيود المفروضة لاحتواء أزمة «كوفيد-19» وتداعيات الوباء على الاقتصاد.

إغلاق وعودة
وأغلقت المدينة في مارس 2020. وعاد الأردن في الأول من مايو الماضي إلى استقبال السياح. ويزور المدينة بين 150 و200 سائح في اليوم الواحد مقارنة بأكثر من 3000 العام 2019، وفقا لرئيس سلطة إقليم البتراء سليمان الفرجات.

ويضيف: «نحو 80% من سكان إقليم البتراء (نحو 35 ألفا) كانوا قبل الجائحة يعتمدون بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على السياحة كمصدر دخل ثابت لهم وتوقف هذا الدخل مع توقف السياحة».

وهناك نحو 200 دليل سياحي من أبناء البتراء، ويستفيد نحو أربعة آلاف شخص من نقل السياح بواسطة 700 إلى 800 من الحمير والبغال والجمال والخيول.

ويقول عبدالرحمن: «في الأيام الجيدة كنت أحصل يوميا على ما بين 100 و200 دينار (140 إلى 280 دولارا)، أما الأيام الضعيفة فـ20 دينارا (28 دولارا) بالكاد تكفي لشراء الشعير».

وحاليا لا يرتاد عبدالرحمن المدرسة بل يتابع الدراسة عن بعد ويعمل ليساعد والدته. فوالده متوفى بينما يعيش هو ووالدته وشقيقاه الصغيران مع أخواله.

ويضيف: «كنت أحصل على المال فأشتري العلف، لكن توقفت السياحة فتوقف كل شيء. لا أحد يستطيع شراء العلف أو الأدوية. من معه القليل من النقود يصرفها على نفسه».

ويقول الفرجات: «ليس أصحاب الحيوانات فقط من تضرر إنما أيضا أصحاب الفنادق والمطاعم ومحلات بيع التحف الشرقية حيث فقد مئات الموظفين عملهم».

وضربت جائحة «كورونا» قطاع السياحة الأردني الذي كان يسهم بين 12 و14 في المئة من إجمالي الناتج المحلي، وانخفض الدخل السياحي من 5.8 مليار دولار العام 2019 إلى مليار واحد العام 2020، وفقا للأرقام الرسمية.

عند باب العيادة الحديدي الكبير، وقف أيضا محمد البدول (23 عاما) مع حماره، وقد ارتدى زيا عربيا بني اللون وسترة عسكرية وطاقية سوداء. ويقول: «قبل كورونا، كان لدي وأسرتي سبعة حمير ونشتغل في البتراء. الآن لدينا فقط حمار واحد بالكاد أستطيع إطعامه».

ويشير إلى أن عدد أفراد أسرته سبعة، ويعمل هو وأشقاؤه الثلاثة وهم أصغر منه سنا. وتقدم عيادة «بيتا» الرعاية للحيوانات العاملة خصوصا تلك التي تعاني أوضاعا صحية سيئة نتيجة سوء تغذية.

ويقول جراح الخيول المصري حسن شطة الذي يدير العيادة التي افتتحت في يناير 2020: «الناس هنا يعتمدون على حيواناتهم للعمل في السياحة، ومع توقفها فقدوا مصدر دخلهم فلم تعد لديهم القدرة على رعايتها وإطعامها».

ويوضح شطة أنه منذ نحو ثمانية أشهر «بدأنا نرى حالات سوء تغذية كثيرة ونرى حميرا وخيولا نحيلة جدا. دفعنا هذا إلى إطلاق برنامج تغذية لدعم الحمير والخيول والجمال والبغال».

إنقاذ الحيونات
تستقبل العيادة وهي الوحيدة العاملة والمجانية حاليا ما بين 10 و15 حالة يوميا، بحسب شطة. ويشير إلى أن البرنامج «أنقذ نحو 250 حيوانا خلال فترة توقف السياحة، لأن الناس ليس لديهم القدرة المادية على إطعام أو علاج حيواناتهم».

ويروي شطة بينما يعاين جرحا في ساق فرس رمادية تدعى «سلوى»، أن البرنامج استطاع متابعة حالات كانت تعاني نتيجة الجوع وأحضرت إلى العيادة وقُدِّم لها الغذاء والماء والعلاج اللازم فتعافت.

وتعالج العيادة بالإضافة إلى سوء التغذية، الجروح الناجمة عن السرج، أو السقوط أو إساءة المعاملة. ويؤكد الفرجات أن هناك مشروعا لاستبدال بالرواحل سيارات كهربائية.

ويتحدث عن مشروع لـ«تشغيل 20 سيارة كهربائية بحلول الأول من يوليو في البتراء، لتعود بالفائدة على أصحاب الرواحل». إذ سيوظف بعض هؤلاء لقيادة تلك السيارات. كما سيقتطع من قيمة تذكرة دخول السائح البالغة 50 دينارا (70 دولارا) ثمانية دنانير (11 دولارا) لأصحاب الرواحل. في العام 2019، تجاوزت قيمة تذاكر الدخول إلى البتراء 50 مليون دينار (70 مليون دولار).

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
فعاليات الدورة السادسة من «مهرجان أيام فلسطين الثقافية» في لبنان
فعاليات الدورة السادسة من «مهرجان أيام فلسطين الثقافية» في لبنان
المعلم محمد مسعود فشيكة
المعلم محمد مسعود فشيكة
أحدث أفلام «ذي هانغر غايمز» يحافظ على صدارة شباك التذاكر في أميركا الشمالية
أحدث أفلام «ذي هانغر غايمز» يحافظ على صدارة شباك التذاكر في ...
ريتا أورا تحتفل بعيد ميلادها في بلدها الأم كوسوفو
ريتا أورا تحتفل بعيد ميلادها في بلدها الأم كوسوفو
«نوستالجيا عبدالمنعم بن ناجي» في ضيافة بيت اسكندر للفنون
«نوستالجيا عبدالمنعم بن ناجي» في ضيافة بيت اسكندر للفنون
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم