تسبب إعلان عدد من الأحزاب السياسية المصرية انسحابها من تحالف «دعم مصر» في حالة من الارتباك في المشهد السياسي تحت قبة البرلمان المصري، فما هو مصير الائتلاف الذى أعلن عن تأسيسه المنسق العام لقائمة «في حب مصر» النائب سامح سيف اليزل؟ وما هو مصير الأحزاب المنسحبة؟ وهل سيؤثر هذا الانقسام على مواقف الفرقاء من التشريعات الضرورية التي تنتظر الإقرار أو الرفض؟.

ونقل تقرير لموقع «أصوات مصرية» اليوم الأربعاء عضو مجلس النواب عن قائمة «في حب مصر»، طارق الخولي إن التحالف لم يتأثر كثيرًا بعد إعلان أحزاب الوفد ومستقبل وطن والمصريين الأحرار انسحابهم منه، ولاسيما أن عدد النواب المستقلين الفائزين في الانتخابات البرلمانية أكثر من الحزبيين.

ولفت الخولي إلى أن التحالف عقد اجتماعًا موسعًا أمس لبحث أسباب الانسحاب، حيث ناقش إعادة ترتيب البيت من الداخل للعمل على عودة الأحزاب المنسحبة مرة أخرى وإضفاء التوافق بشكل أكبر.

وأعرب عن اعتقاده بأن «بعد تعديل اللائحة من الممكن أن تتراجع تلك الأحزاب عن مواقفها الرافضة للتحالف»، مؤكدًا أن التحالف لم يسع للهيمنة كما تسوق الأحزاب المنسحبة خاصة أن هيئة المكتب المتحكمة في القرار تضم عشرة مستقلين وثمانية ممثلين عن الهيئة البرلمانية للأحزاب، وهم من كانوا سيتحكمون في القرارات.

ائتلاف بلا أجندة تشريعية
ومن جانبه قال رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار علاء عابد إن الحزب لن يسعى للدخول في تحالفات وائتلافات موسعة وسيكتفي بهيئته البرلمانية التي تضم 65 نائبًا، لافتًا إلى أن ائتلاف «دعم مصر» به شخصيات محترمة جدًا، إلّا أن «المصريين الأحرار» يختلف معه كثيرًا في فكرة تشكيل ائتلاف داخل برلمان 2015 من الأساس.

وأضاف: «نختلف مع ائتلاف سامح سيف اليزل، نظرًا لعدم وجود مشروعية قانونية له ولا أجندة تشريعية واضحة المعالم، جميع أعضاء البرلمان يسعون لدعم مصر، دون العمل تحت طائلة أي ائتلاف».

وقال عضو مجلس النواب عن حزب الوفد هاني أباظة إن وجود أكثر من تكتل تحت القبة ظاهرة صحية، خاصة أننا نريد وجود معارضة وطنية بناءة، لافتًا إلى أن الوفد يسعى لتشكيل تحالف الأمة المصرية، وتم التنسيق مع أحزاب المؤتمر والشعب الجمهوري للانضمام لائتلاف الأمة المصرية.

وقررت الهيئة العليا لحزب الوفد في اجتماعها الأحد الماضي بالإجماع عدم مشاركة الحزب في أي من الائتلافات القائمة، مؤكدة أن الهيئة البرلمانية للوفد هي فقط التي ستمثل الحزب بمجلس النواب.

وفي السياق ذاته أعلن النائب المستقل هيثم أبو العز الحريري عن عقد اجتماع غدًا الخميس مع عدد من النواب المهتمين بالعدالة الاجتماعية وتحقيق مصالح الطبقات الفقيرة لتشكيل تحالف موحد بهدف الدفاع عن حقوق الفقراء.

وأوضح الحريري في تصريح لـ«أصوات مصرية» أن النواب المهتمين بالعدالة الاجتماعية رفضوا الانضمام لتحالف «دعم مصر» لأنه «بلا أي خط سياسي واضح، كلنا ندعم مصر والقائمون على التحالف (دعم مصر) هدفهم السيطرة على التكتل للهيمنة على اللجان والقرارات ولم يعلنوا عن رؤية».

تحالفات جديدة
أما النائب المستقل محمد طنطاوي فأكد أن هناك تحالفات جديدة ستتشكل تلقائيًا بعد انعقاد البرلمان عن طريق النواب الذين يرفضون التحالفات الحالية، متوقعًا أن تفشل جميع التحالفات الحالية عدا تحالف «دعم مصر»، باعتبارها تحالفات لا تقوم على أرضية مشتركة ولا يجمعهم فكر وبرنامج موحد.

وقال النائب عضو مجلس النواب عن حزب مستقبل وطن خالد مصباح إن الحزب سيعقد اجتماعًا طارئًا، اليوم الأربعاء لحسم موقفه النهائي من الانضمام لتحالف «دعم مصر»، ولاسيما بعد إعلان قيادة التحالف عن تراجعها عن عدد من القرارات التي اتخذتها والتي كانت سببًا في إعلان الحزب عن الانسحاب من التحالف.

وأشار إلى أن السبب الرئيس وراء انسحاب الحزب ليس عدم حصولنا على مناصب في اللجان النوعية بالمجلس، ولكن التهميش والانفراد بالقرار من قبل القائمين على ائتلاف «دعم مصر»، مؤكدًا أن الحزب حريص على تحقيق المصلحة العامة للبلاد من خلال وجود تكتل قوى يدافع عن الدولة المصرية.

رفض الاحتكار
وقال عضو الهيئة العليا للحزب المصري الديمقراطي فريدي البياضي إن الحزب لم يحدد موقفه حتى الآن من الانضمام لأي تحالف انتخابي. وأضاف: «نحاول عمل تكتل مع الأقلية المتماشية مع الحزب، كما لا نوافق على الانضمام لتكتل (دعم مصر)، خاصة أنه يسعى لاحتكار السلطة مما يتعارض مع مصلحة البرلمان والحياة السياسية معًا».

وقال البياضي: إن «الحزب أقرب للانضمام للتحالفات التي تنادي بالعدالة الاجتماعية والحفاظ على حقوق المهمشين»، وعن إمكانية انضمام الحزب لتحالف (الأمة المصرية) الذى سيشكله حزب الوفد أكد البياضي أن كل شيء وارد في حال توافق أهدافه مع أهداف الحزب.