وصف مسؤولون سعوديون وحوثيون المحادثات التي أجروها في الرياض على مدى خمسة أيام بأنها «جدية وإيجابية»، معبرين عن تفاؤلهم بإمكانية التوصل إلى خريطة طريق لوضع حرب اليمن على سكّة الحل، رغم عدم الخروج باتفاق واضح، وفق «فرانس برس».
مباحثات موازية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك
وفيما كان وفد الحوثيين يغادر الرياض، بحث وزراء خارجية السعودية والإمارات والولايات المتحدة النزاع اليمني في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ حيث تنعقد الدورة الـ78 للجمعية في المدينة الأميركية، مؤكدين على ضرورة التعاون لدعم جهود السلام في أفقر دول شبه الجزيرة العربية التي تشهد حربًا منذ العام 2014 بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والقوات الحكومية المدعومة من الرياض.

وعاد الوفد الحوثي، مساء الثلاثاء، إلى صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين منذ تسع سنوات، بعد زيارة علنية إلى السعودية التي تقود منذ مارس 2015 تحالفًا عسكريًا يضمّ أيضًا الإمارات يقاتل إلى جانب القوات الحكومية اليمنية، وفق «فرانس برس».

السعودية ترحب بنتائج المباحثات
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان، اليوم الأربعاء، إنها ترحب بالنتائج الإيجابية للنقاشات الجادة بشأن التوصل إلى خارطة طريق لدعم مسار السلام في اليمن.
ومن جهته، قال وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان على منصة «إكس» (تويتر سابقًا) إنه التقى الوفد الحوثي وأكد خلال اللقاء «وقوف المملكة مع اليمن وشعبه الشقيق، وحرصها على تشجيع الأطراف اليمنية للجلوس على طاولة الحوار»، مضيفًا أن بلاده «تتطلع إلى أن تحقّق النقاشات الجادة أهدافها، وأن تجتمع الأطراف اليمنية على الكلمة ووحدة الصف»، بحسب «فرانس برس».
 الحوثيون يصفون المحادثات بالجادة
ومن جهة أخرى قال الحوثيون، إن المحادثات مع المسؤولين السعوديين التي جرت بوساطة عُمانية، كانت إيجابية.

وقال عضو الوفد والمتحدث الرسمي باسم «حركة أنصار الله»، محمد عبدالسلام إن الوفد الحوثي أجرى فور وصوله إلى الرياض لقاءات مكثفة مع الجانب السعودي».

وبحسب عبدالسلام، تمّت خلال هذه اللقاءات مناقشة «بعض الخيارات والبدائل لتجاوز قضايا الخلاف التي وقفت عندها الجولة السابقة»، في إشارة إلى زيارة وفد سعودي لصنعاء في أبريل الماضي، «سنرفعها للقيادة للتشاور».

وقال عضو المكتب السياسي للحركة علي القحوم، إن جولة جديدة من المحادثات ستجري في وقت لم يحدّده، بعدما «اتسمت المفاوضات في السعودية بالجدية والإيجابية والتفاؤل» في تجاوز التعثّر والعقد في الملفات الإنسانية وصرف المرتبات والمعالجات الإنسانية.

أول زيارة علنية.. وفد حوثي يغادر صنعاء متجهًا إلى السعودية

وفي دليل على تبدل الأجواء، ضم الوفد حسين حمود العزي الذي ورد اسمه في عام 2017 على القائمة السعودية للحوثيين المطلوبين مع مكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقاله.

تعاون سعودي إماراتي أميركي
على صعيد آخر، رحّبت وزارة الخارجية الأميركية في بيان بالمحادثات، مؤكدة أن وضع خريطة الطريق لإنهاء الصراع «من خلال عملية سياسية بقيادة يمنية برعاية الأمم المتحدة، لها أهمية قصوى بالنسبة للولايات المتحدة».

وبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيريه السعودي والإماراتي في نيويورك «الحاجة الملحة إلى حلّ دائم للصراع في اليمن، وأولويات أخرى»، وفق ما كتب الوزير الأميركي على منصة «إكس».

ومن جهة أخرى أفادت وكالة أنباء الإماراتية «وام» أن وزراء خارجية الإمارات والسعودية والولايات المتحدة أكدوا على «أهمية التعاون الوثيق بين الدول الثلاث ومجلس القيادة الرئاسي في اليمن لتعزيز جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة».

اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية بالعالم بسبب الصراع
وتسبّب النزاع في اليمن بمقتل وإصابة مئات الآلاف وبأسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

وتراجعت حدة القتال بشكل ملحوظ بعد وقف إطلاق النار الذي توسّطت فيه الأمم المتحدة ودخل حيّز التنفيذ في أبريل 2022، فيما لا تزال هذه الهدنة سارية إلى حدّ كبير حتى بعد انتهاء مفاعيلها في أكتوبر 2022، لكن الأزمة الإنسانية في اليمن تتفاقم، مع تراجع المساعدات الإنسانية بسبب نقص التمويل.