Atwasat

هل تسكت دعوة الصدر صوت السلاح في العراق؟

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 30 أغسطس 2022, 02:32 مساء
WTV_Frequency

انسحب أنصار مقتدى الصدر، الثلاثاء، من المنطقة الخضراء في بغداد بعد أن أمهلهم زعيمهم ستين دقيقة لوقف كل الاحتجاجات، منددا باستخدامهم العنف بعد مواجهات بينهم وبين القوى الأمنية وأفراد «الحشد الشعبي» أسفرت عن مقتل 23 منهم خلال 24 ساعة.

وفور بدء الانسحاب، أعلن الجيش رفع حظر التجوّل الذي أعلنه، الإثنين، في البلاد الغارقة في أزمة حادة سياسية واقتصادية منذ الانتخابات النيابية التي جرت في 21 أكتوبر 2021، وفق وكالة «فرانس برس».

وبدأت المواجهات التي استخدمت فيها الأسلحة الآلية والقذائف الصاروخية، الإثنين، بعد نزول أنصار الصدر إلى الشوارع غاضبين، إثر إعلانه اعتزاله السياسة «نهائيا». وتلت ذلك فوضى عارمة تطورت الى اشتباكات. 

الصدر: أمشي مطأطأ الرأس وأعتذر للشعب العراقي
وقال الصدر في مؤتمر صحفي عقده في النجف: «إذا لم ينسحب كل أعضاء التيار الصدري خلال ستين دقيقة من كل مكان، حتى من الاعتصام، أنا أبرأ منهم. بغض النظر من كان البادئ أمس، أمشي مطأطأ الرأس وأعتذر للشعب العراقي الذي هو المتضرر الوحيد مما يحدث».

وأضاف: «أنا أنتقد ثورة التيار الصدري. بئس الثورة هذه. بغض النظر عمن هو البادئ. هذه الثورة ما دام شابها العنف، ليست بثورة». وفور انتهاء ندائه، بدأ أنصاره ينسحبون من المنطقة الخضراء في العاصمة التي تضمّ المؤسسات الرسمية والسفارات وتعتبر محصنة أمنيا. وسكت صوت السلاح، وفق الوكالة الفرنسية.

وقعت المواجهات بين «سرايا السلام» التابعة لمقتدى الصدر من جهة وقوى أمنية وفصائل من «الحشد الشعبي» موالية لإيران تشكل جزءا من القوات العراقية الرسمية. وقتل خلال المواجهات في المنطقة الخضراء 23 من أنصار الصدر بالرصاص، وفق مصدر طبي. وجرح 380 آخرون.

الإطار التنسيقي ينتقد ممارسات أنصار الصدر 
وندّد الإطار التنسيقي، القوة الثانية في البرلمان بعد التيار الصدري والذي يضم ممثلين عن فصائل في الحشد الشعبي وأحزاب أخرى بينها ائتلاف «دولة القانون» برئاسة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، بـ«مهاجمة عناوين الدولة المختلفة، بما فيها مجلس القضاء والقصر الحكومي ومقر مجلس الوزراء وغيره، وتعطيل ومهاجمة مؤسساتِ الدولةِ»، في إشارة الى اقتحام أنصار الصدر هذه المؤسسات في مناطق مختلفة.

وأكد الوقوف «مع الدولة ومؤسساتها»، ودعا «جميع الفعاليات دينية وسياسية واجتماعية إلى التدخل والمبادرة من أجل درء الفتنة، وتغليب لغة العقل والحوار، وتجنيب البلد مزيد الفوضى وإراقة الدماء». كما دعا التيار الصدري «إلى العودة إلى طاولة الحوار والعمل مع إخوانهم من أجل الوصول إلى تفاهماتٍ مشتركة».

- رفع قرار حظر التجول بعد طلب مقتدى الصدر من أنصاره الانسحاب
- في رسالة اعتذار.. مقتدى الصدر يمهل أنصاره 60 دقيقة للانسحاب من الشوارع

ودعت الولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة إلى ضبط النفس. 

فشل الاتفاق على اسم رئيس الحكومة
ويشهد العراق أزمة سياسية حادة منذ انتخابات 2021 بعد فشل أقطاب السياسة العراقية في الاتفاق على اسم رئيس جديد للحكومة، كما فشل البرلمان في انتخاب رئيس جديد.

ويلتقي مقتدى الصدر والإطار التنسيقي على أن حل الأزمة يكمن في تنظيم انتخابات جديدة. لكن الصدر يريد حل البرلمان قبل كل شيء، بينما يريد أنصاره تشكيل حكومة أولا.

وتصدّر التيار الصدري نتائج الانتخابات الأخيرة ليشغل 73 مقعدا (من 329 هو مجموع مقاعد البرلمان)، لكن لم تكن لديه غالبية تمكنه من تشكيل حكومة. وبسبب الفشل في الاتفاق على صيغة حكومية، أعلن الصدر في يونيو استقالة نوابه من البرلمان.

الصدر يعلن اعتزاله السياسة 
ومنذ قرابة الشهر، كان أنصاره يعتصمون قرب البرلمان مطالبين بحلّ مجلس النواب وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة من أجل السير بالبلاد على طريق الإصلاحات.

ويدعو الصدر إلى «إصلاح» أوضاع العراق من أعلى هرم السلطة إلى أسفله وإنهاء «الفساد» الذي تعاني منه مؤسسات البلاد. وغالبا ما يعلن الصدر الذي يتمتع بنفوذ كبير في العراق مواقف مفاجئة يعود ويتراجع عنها أحيانا. وهو لم يتوقف عن التصعيد في الأسابيع الأخيرة؛ فقد خيم أنصاره خارج البرلمان وأغلقوا لفترة وجيزة المنافذ إلى مجلس القضاء الأعلى.

وقال الصدر في بيان مقتضب، الإثنين: «إنني الآن أعلن الاعتزال النهائي» للعمل السياسي. كما أعلن إغلاق جميع المؤسسات المرتبطة بالتيار الصدري «باستثناء المرقد الشريف (لوالده محمد الصدر المتوفى العام 1999)، والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر». 

وردا على سؤال طرح عليه خلال المؤتمر الصحفي الثلاثاء عما سيحصل لاحقا، رفض الصدر الرد قائلا إنه «لا يتعاطى السياسة». وتشوب علاقة الصدر بإيران التي تتمتع بنفوذ كبير في العراق، الضبابية. فهو عاش لفترة طويلة في إيران، لكنه يتمسك في الوقت نفسه بشيء من الاستقلالية على الصعيد الوطني الداخلي.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
وزيرا خارجية مصر وبريطانيا يبحثان جهود التوصل إلى اتفاق للتهدئة في غزة
وزيرا خارجية مصر وبريطانيا يبحثان جهود التوصل إلى اتفاق للتهدئة ...
استقالة مسؤولة كبيرة في الخارجية الأميركية رفضا لاستمرار إمداد إسرائيل بالأسلحة
استقالة مسؤولة كبيرة في الخارجية الأميركية رفضا لاستمرار إمداد ...
شاهد: المقاومة الفلسطينية تقصف تجمعات لجنود الاحتلال في محيط مجمع الشفاء
شاهد: المقاومة الفلسطينية تقصف تجمعات لجنود الاحتلال في محيط مجمع...
«حماس» تنشر رسالة مسجلة لقائد «القسام» محمد ضيف تدعو إلى «الزحف» نحو فلسطين
«حماس» تنشر رسالة مسجلة لقائد «القسام» محمد ضيف تدعو إلى «الزحف» ...
11 شهيدا بقصف إسرائيلي طال 4 منازل في رفح
11 شهيدا بقصف إسرائيلي طال 4 منازل في رفح
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم