Atwasat

قبل عشائه مع ماكرون في فرنسا.. لماذا تخلت أوروبا عن موقفها من محمد بن سلمان؟

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 28 يوليو 2022, 12:34 مساء
WTV_Frequency

يقوم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بأول زيارة له لأوروبا منذ اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، فيما يحل ضيفًا على فرنسا ويتناول العشاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء اليوم الخميس، وهي الزيارة التي تثير غضب المدافعين عن حقوق الإنسان.

وحسب وكالة «فرانس برس»، تشكل هذه الزيارة خطوة جديدة لرد الاعتبار لولي العهد بعد أقل من أسبوعين على زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للسعودية التي كرست بشكل قاطع عودة محمد بن سلمان إلى الساحة الدولية، في أجواء الحرب في أوكرانيا وارتفاع أسعار الطاقة.

وزير المال الفرنسي يستقبل بن سلمان 
ووصل بن سلمان الذي بدأ جولته الأوروبية الصغيرة في اليونان، مساء الأربعاء إلى مطار أورلي في باريس، حيث كان في استقباله وزير الاقتصاد والمال الفرنسي برونو لومير، كما ذكر مصدر حكومي.

أما ماكرون الموجود في أفريقيا، فذكرت الرئاسة الفرنسية في بيان أنه سيعود بعد ظهر الخميس وسيستقبل محمد بن سلمان بعد ساعات على عشاء عمل مقرر في الساعة 18:30 بتوقيت غرينتش، في الإليزيه.

وكانت الدول الغربية نبذت محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي ينتقد السلطات، العام 2018 في قنصلية بلده في اسطنبول.

ماكرون رد الاعتبار لولي العهد السعودي مبكرا
وقال كانتان دي بيمودان، الخبير في شؤون المملكة في معهد أبحاث الدراسات الأوروبية والأميركية، ردًا على سؤال لوكالة «فرانس برس» إن ماكرون قام بالجزء الأكبر من أعمال رد الاعتبار بزيارته شخصيًا محمد بن سلمان في الرياض في ديسمبر الماضي.

وأضاف: «لكن هنا وصلنا إلى مستوى آخر. يصل (ولي العهد) إلى فرنسا وماكرون غير موجود. لم يعد محمد بن سلمان مضطرًا للتحرك بحذر كما كان الوضع قبل سنة أو سنتين، بل يتنقل كما يشاء». واعتبر أن «ماكرون بدأ رد الاعتبار وبايدن استكمله وبينهما (بوريس) جونسون الذي زار الرياض أيضًا في مارس الماضي».

وكانت أجهزة الاستخبارات الأميركية أشارت إلى مسؤولية محمد بن سلمان في اغتيال جمال خاشقجي ما أدى إلى تسميم العلاقات بين الرياض وواشنطن، وفق الوكالة الفرنسية.

زيارة بايدن إلى المملكة تثير استياءً حقوقيًا 
وكرست التحية بقبضة اليد التي تبادلها ولي العهد وبايدن في جدة تراجع الرئيس الأميركي عن وعده في حملته الانتخابية بمعاملة المملكة على أنها منبوذة، لكن الخطوة الأولى لمحمد بن سلمان داخل الاتحاد الأوروبي تثير استياء المدافعين عن حقوق الإنسان.

وقالت أنييس كالامار التي قادت تحقيقًا في اغتيال خاشقجي عندما كانت المقررة الخاصة للأمم المتحدة لحالات الإعدام خارج إطار القانون، للوكالة الفرنسية إن زيارة محمد بن سلمان لفرنسا وجو بايدن للسعودية «لا تغير من واقع أن محمد بن سلمان ليس سوى قاتل».

من جهتها، كتبت مديرة منظمة هيومن رايتس ووتش في فرنسا بينيديكت جانرود على تويتر: «يبدو أن محمد بن سلمان يمكن أن يعتمد على إيمانويل ماكرون لرد اعتباره على الساحة الدولية رغم القتل الوحشي للصحفي جمال خاشقجي والقمع القاسي للسلطات السعودية ضد أي انتقاد وجرائم حرب في اليمن».

حظوة بن سلمان لدى زعماء الغرب
وأضافت أن عودة حظوته لدى رؤساء الدول الغربية «تثير صدمة أكبر لأن العديد منهم في ذلك الوقت عبروا عن اشمئزازهم (من عملية القتل) والتزامهم عدم إعادة محمد بن سلمان إلى المجتمع الدولي، وهذا يعني أنهم يتبعون سياسة الكيل بمكيالين».

بعد أقل من أربع سنوات على قضية خاشقجي، تسبب غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير بارتفاع جنوني في أسعار الطاقة.

وسعت الدول الغربية منذ ذلك الحين إلى إقناع السعودية المصدر الرئيسي للخام، بزيادة الإنتاج من أجل التخفيف عن الأسواق والحد من التضخم؛ لكن الرياض تقاوم ضغوط حلفائها مشيرة إلى التزاماتها حيال منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها في «أوبك+»، تحالف الدول النفطية الذي تشارك في قيادته مع موسكو.

دور النفط في التقارب الغربي مع الرياض
وفي مايو الماضي، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود إن المملكة فعلت ما في وسعها لسوق النفط.

وقالت كاميل لونز الباحثة المشاركة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن «الحرب في أوكرانيا أعادت البلدان المنتجة للطاقة إلى الواجهة وهذه الدول تستفيد من ذلك، ما يؤمن لها رافعة سياسية ستستخدمها لإعادة تأكيد أهميتها على المسرح الدولي».

أما بالنسبة إلى الدول الغربية، فهي تتنافس في البراغماتية، وفقا لها. وتابعت أنه في مواجهة «انفجار أسعار الطاقة (...) من الواضح أن حقوق الإنسان في السعودية لم تعد فعلا الأولوية على جدول الأعمال».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الاحتجاجات العالمية لدعم غزة تتواصل وتصف تصريحات بايدن بـ«الانتخابية»
الاحتجاجات العالمية لدعم غزة تتواصل وتصف تصريحات بايدن ...
«القسام» تعلن وفاة أسير إسرائيلي متأثرًا بإصابته في قصف الاحتلال وتدهور حالته الصحية
«القسام» تعلن وفاة أسير إسرائيلي متأثرًا بإصابته في قصف الاحتلال ...
مظاهرات تعم ميادين وشوارع العواصم والمدن الأوروبية دعمًا لغزة (صور)
مظاهرات تعم ميادين وشوارع العواصم والمدن الأوروبية دعمًا لغزة ...
الاحتلال يواصل تهجير سكان رفح تمهيدًا لقصف عدة مناطق
الاحتلال يواصل تهجير سكان رفح تمهيدًا لقصف عدة مناطق
«ليس في رفح».. الاحتلال الإسرائيلي يزعم معرفة مكان يحيى السنوار في غزة
«ليس في رفح».. الاحتلال الإسرائيلي يزعم معرفة مكان يحيى السنوار ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم