Atwasat

ستورا: الرئيس الجزائري اقترح العمل على ذاكرة فترة الاستعمار الفرنسي بكاملها

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 10 يوليو 2022, 03:37 مساء
WTV_Frequency

قال المؤرخ الفرنسي بنجامان ستور إن الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبّون عرض القيام بـ«عمل على الذاكرة» المشتركة طوال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر خلال لقاء معه في العاصمة الجزائرية.

وهذه المقابلة بين تبّون وستورا غير مسبوقة ولا سيما بعد الانتقادات التي وُجِّهت في الجزائر لتقرير رفعه المؤرخ في يناير 2021 إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول ذاكرة الاستعمار وحرب الجزائر، بحسب «فرانس برس».

واستقبل تبون ستورا الذي حمل له رسالة من ماكرون، لأكثر من ساعة الإثنين في العاصمة الجزائرية، عشية احتفالات الذكرى الستين لاستقلال الجزائر.

مناقشة المسائل الجوهرية المتعلقة بالذاكرة
وقال ستورا معلقًا «هذه أول مرة تجري خلالها مناقشة المسائل الجوهرية» المتعلقة بالذاكرة من الجانب الجزائري منذ صدور التقرير.

ولا يوصي التقرير الذي استند إليه الرئيس الفرنسي لوضع سياسته حول الذاكرة المشتركة، لا بتقديم اعتذار ولا بإبداء ندم، وهو ما أثار انتقادات حادة في الجزائر ولا سيما من جمعيات للمقاتلين القدامى.

-  فرنسا: ماكرون يرفع السرية عن أرشيف حقبة الاستعمار الفرنسي للجزائر
-  المؤرخ الفرنسي ستورا: لست ضد «اعتذار» فرنسا للجزائر عن سنوات الاستعمار

وحدثت أزمة بين الجزائر وفرنسا بعدما اعتبر الرئيس الفرنسي في سبتمبر 2021 أن الجزائر أنشأت بعد استقلالها العام 1962 «ريعا للذاكرة» حول حرب الاستقلال، كرسه «النظام السياسي-العسكري».

«حرب احتلال دموية»
يشهد اللقاء بين تبّون وستورا على التقارب الجاري في العلاقات الفرنسية-الجزائرية منذ بضعة أسابيع.

وقال المؤرخ «أعتقد أن هناك إرادة في إحياء، لا أدري إن كانت هذه الكلمة المناسبة، وإنما في مواصلة حوار»، مشيرا إلى «تغيير في النبرة» بين البلدين.

وأضاف أن تبون شرح له «الأهمية الكبرى للعمل على ذاكرة كامل مرحلة الاستعمار» وليس الاقتصار على حرب الجزائر وحدها (1954-1962)، وهو ما يؤيده ستورا نفسه.

وذكّر المؤرخ بأن «حرب احتلال الجزائر كانت طويلة جدا ودموية جدا، واستمرت عمليا نصف قرن» من 1830 إلى 1871.

 «تجريد من الأملاك والهوية»
وترافقت مع «تجريد من الأملاك والهوية»؛ إذ «حين كان الناس يخسرون أرضهم، كانوا يخسرون اسمهم»، ومع إقامة «مستوطنة» بوصول عدد الأوروبيين في نهاية المطاف إلى مليون مقابل تعداد سكاني قدره تسعة ملايين نسمة.

وكلها صدمات لا تزال تبعاتها ماثلة إلى اليوم في نظرة كل من الشعبين إلى الآخر، وهي برأيه «تفسر صعوبة العلاقات الفرنسية الجزائرية».

وأوضح ستورا أن «الناس لا يعرفون ما الذي جرى، إنها مشكلة الانتقال إلى الأجيال الشابة والعمل المشترك».

«استقطاب حول 1962»
لفت ستورا إلى أنه «جرى التركيز بشكل أساسي في الجزائر على حرب التحرير الوطني. حصل استقطاب شديد سواء في فرنسا أو في الجزائر حول حقبة الحرب حصرا، بل حتى نهاية الحرب، بين 1960 و1962».

وترافق هذا التركيز مع «مواجهات بين مجموعات ذاكرة» مختلفة حول المجازر وفرار المستوطنين الأوروبيين الذين يطلق عليهم اسم «الأقدام السوداء»، والصراعات على السلطة داخل الحركة القومية الجزائرية.

وقال «انصب اهتمامنا جميعا على تاريخ 1962» من توقيع اتفاقات إفيان في مارس إلى استقلال الجزائر في 5 يوليو، لكنه اعتبر أنه «لا يمكن أن نبقى أسرى تاريخ واحد هو 1962، علينا توسيع حقل ابحاثنا».

مباحثات مقبلة بين الرئيسين
ولم يتناول تبون خلال اللقاء تصريحات ماكرون التي أثارت جدلا، إذ تساءل حول وجود «أمة جزائرية» قبل الاستعمار الفرنسي.

وقد تشكل مسألة الذاكرة موضوع مباحثات مقبلة بين الرئيسين.

وفي الرسالة التي سلّمها بنجامان ستورا، يدعو ماكرون إلى «تعزيز الروابط الوثيقة بالأساس» بين البلدين وكرّر «التزامه بمواصلة مسيرة الاعتراف بالحقيقة ومصالحة الذاكرات»، مشيرا إلى زيارة للجزائر «قريبا».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الولايات المتحدة توسع عقوباتها ضد روسيا والصين
الولايات المتحدة توسع عقوباتها ضد روسيا والصين
ارتفاع حصيلة ضحايا حرب الإبادة في غزة إلى 34 ألفا و596 شهيدا
ارتفاع حصيلة ضحايا حرب الإبادة في غزة إلى 34 ألفا و596 شهيدا
تسريبات أميركية عن موقف «إسرائيلي» جديد من عودة النازحين لشمال غزة
تسريبات أميركية عن موقف «إسرائيلي» جديد من عودة النازحين لشمال ...
هنية: حماس تدرس مقترح هدنة غزة بـ«روح إيجابية»
هنية: حماس تدرس مقترح هدنة غزة بـ«روح إيجابية»
الأمم المتحدة: غزة كـ«سطح القمر».. تحتاج عقودًا لإعادة البناء
الأمم المتحدة: غزة كـ«سطح القمر».. تحتاج عقودًا لإعادة البناء
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم