أوفد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي صباح اليوم الأحد، الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، لزيارة ضريح الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ووضع إكليل من الزهور على قبره.

وتوافد محبو الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر على ضريحه لإحياء ذكرى وفاته الـ 44، وقراءة الفاتحة ترحمًا عليه وتخليدًا لذكراه، وزار الضريح كلٌ من الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، ومحمد فايق وزير الإعلام الأسبق.

وبهذه المناسبة، صرّحت الدكتورة منى جمال عبدالناصر، قائلة: «أشعر بالفخر لأنني ابنة الزعيم الراحل، فكونه والدي أسعد شيء في حياتي»، وأنه بالرغم من مرور 44 عامًا على رحيل والدها إلا أنها متأكّدة أنَّ الزعيم الراحل سيكون من أهل الجنة، مبرهنة على ذلك بمحبة الشعب المصري له.

وأضافت، خلال كلمة لها أمام ضريح جمال عبدالناصر بمناسبة ذكرى رحيله الـ44، أنّ حرص المئات من المواطنين للتوافد على ضريح الزعيم الراحل وقراءة الفاتحة له ووضع أكاليل الورود دليل على محبة الشعب المصري له.

بين التعليم والعدالة الاجتماعية
يُذكر أن تجربة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ارتبطت منذ بدايتها بالدعوة إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية، بإصدار قانون الإصلاح الزراعي، وإلغاء الإقطاع، وإقرار مجانية التعليم، وتأميم التجارة والصناعة.

وقال أيمن البيلي، الباحث في الشؤون التعليمية إنّ التعليم في عهد الرئيس عبدالناصر كان قائمًا على فكرة العدالة الاجتماعية، حيث كفلت الدولة الحق في التعليم، وكان المنهج الدراسي يستهدف تعميق فكرة الانتماء والتضحية من أجل التنمية الوطنية المستقلة، إلَّا أنّه بحلول عام 1975 اتّجهت الدولة إلى الانفتاح الاقتصادي، ولجأت إلى رفع يدها عن مجانية التعليم، مشيرًا إلى أنّ التعليم الجيد في مصر ليس مجانيًا، خاصة بعد الإجراءات التي اتّخذتها الحكومة لضرب فكرة المجانية.

تذويب الفوارق وانحياز للأغلبية
ورأى حامد جبر عضو الهيئة العليا لحزب الكرامة الشعبي الناصري: «أنّ مفهوم التنمية الشاملة وربطها بقضية العدالة الاجتماعية كان لها مفهوم أساسي لدى الدولة المصرية في فترة الستينات، وكان جمال عبدالناصر يُخطط كيف تكون العدالة الاجتماعية خطة للتنمية الشاملة بالاعتماد على الأعمدة الثلاثة للاقتصاد حسب الأولوية قطاع عام، وتعاوني، ثم قطاع خاص، وبالنظر إلى التاريخ نجد أنّ أولى شركات القطاع الخاص الخليجي التي عملت في السوق المصرية كانت شركة الخرافي الكويتية، التي أقامت مصنعًا لتصنيع الأدوات الكهربائية، وفي ظل الخطة الخمسيّة الأولى أنشأت مصر السد العالي، وشركة الحديد والصلب، ومجمع الألمنيوم في نجع حمادي، وغيرها».

الحياة الكريمة هدف للتنمية
واعتبر الدكتور رائد سلامة الخبير الاقتصادي أنّ المفهوم الواسع للعدالة الاجتماعية الذي تبناه "ناصر الفقراء" منذ قيام ثورة 1952 اتسق مع رؤاها بشأن التنمية المستقلة والمشروعات الوطنية العملاقة، وحتمية التصنيع ودور الدولة الضخم فيه، مضيفًا: "لم يقصر عبدالناصر رؤيته ولا آليات عمله على الحدين الأدنى والأعلى للأجور، ولكن امتدت آليات العمل لتوفير حقوقٍ من صميم العدالة الاجتماعية؛ كالحق في التعليم والصحة والمسكن والملبس المناسب".