Atwasat

فيضانات باكستان تشرد 16 مليون طفل

القاهرة - بوابة الوسط السبت 03 سبتمبر 2022, 01:20 مساء
WTV_Frequency

في باكستان، تستلقي طفلة حديثة الولادة مقمطة بإحكام ولم تُمنح اسمًا بعد داخل خيمة وفرتها هيئات الإغاثة لعائلتها، من دون أن تتأثر بالفوضى المحيطة الناجمة عن الفيضانات في شمال غرب البلاد.

وتتنقل الوالدة هاجرة بيبي بين مكان استلقاء طفلتها، التي بالكاد أكملت أيامها العشرة الأولى ومنزلها الذي تحاول أن تزيل منه كميات الوحل الكبيرة التي تصل إلى كاحليها. ودفع هذا الفيضان العائلة بداية للجوء إلى أحد الشوارع الرئيسية.

وتقول هاجرة «اصطحبتها الى الشارع عندما كانت بالكاد تبلغ أربعة أيام... كانت صغيرة جدًا»، وفق «فرانس برس».

وتتابع «كانت مريضة (...) وحرارتها مرتفعة»، مضيفةً «كانت طفلتي تعاني مشاكل كبيرة بسبب الحر».

- الفيضانات تفتك بباكستان والملايين في انتظار الإنقاذ (فيديو)

وتظهر مشاهد مماثلة في مختلف أنحاء باكستان حيث غمرت الفيضانات الناجمة عن الأمطار الموسمية ثلث مساحة البلاد، وألحقت أضرارًا بأكثر من 33 مليون شخص.

وتشير الـ«يونيسف» إلى أن نحو 16 مليون طفل تضرروا من الفيضانات وأن 3.4 مليون شخص يحتاجون مساعدات إنسانية.

واحتاجت هاجرة التي لا تزال متعبة من عملية الولادة مساعدةً لتتمكن من تسلق منحدر شديد بعدما وردت أخبار تفيد بأن نهر كابول يوشك على الفيضان نتيجة الأمطار الغزيرة المتساقطة شمال البلاد.

النوم في الشارع
وكانت الحرارة السائدة في قريتها الواقعة قرب شارسادا مرتفعة جدًا. واضطر أفراد عائلتها للنوم في الشارع الرئيسي لأيام عدة من دون مروحة ولا ماء ولا أي وسيلة تطرد البعوض.

وعندما بدأ مستوى المياه الذي كان يصل إلى الكتف يتدنى، بدا المنزل المؤلف من ثلاث غرف مغطى بكميات كبيرة من الوحل.

وتقول هاجرة التي تأمل في أن يعاين أحد الأطباء أسرتها المكونة من 15 فردًا «كل ما نتمناه هو تصليح منزلنا»، مضيفةً أن «رؤية الأطفال يستلقون في الخيمة أمر مؤلم».

وعلى غرار ما هو شائع في المناطق الريفية الباكستانية، لم يسجل يوم ولادة الطفلة، إلا أن هاجرة تعتقد أن ابنتها ولدت قبل أربعة أيام من حدوث الفيضان وتبلغ حاليًا 10 أيام.

انتشار الأمراض
وفيما تجهل هاجرة عمرها تعتقد أنها تبلغ الثامنة عشرة. وتشير من دون أن تظهر أي تأثر إلى أنها كانت تبلغ 12 سنة تقريبًا عندما وضعت طفلها الأول.

ونقلت الأسرة حاليًا خيمتها إلى مكان جاف خارج المنزل، فيما يتشارك الأطفال أسرةً مصنوعة من الحبال.

وتعيش العائلة في ظروف يسهل فيها انتشار أي مرض بين أفرادها. وبما أن مضخة الماء معطلة، لم يستحم الوالدان بالماء النظيف منذ نحو أسبوع. أما الأطفال، فيسبحون في البركة نفسها التي تشكلت جراء الفيضان وتغتسل فيها الجواميس وتتبول.

ويقول الزوج نافذ أفضل الذي فقد وظيفته كعامل زراعي بسبب الكارثة «إن الفيضان انتهى لكن المياه الناجمة عنه كانت قذرة وموحلة جدًا، إذ يعاني الأطفال جميعهم طفحًا جلديًا فيما تتدهور صحتهم».

وتظهر على أقدام الوالدين تقرحات كَبُر حجمها ثلاث مرات في غضون يومين فقط. وفيما يبرز الاحمرار والدموع في عيني أحد الأبناء الصغار، أصيب آخر بالحمى.

أما الرضيعة فتحممها والدتها باستخدام عبوات قليلة من المياه المعدنية تلقتها الأسرة من مركز تبرعات يتعين على الرجال المشي ساعات عدة يوميًا للوصول إليه، إذ أدى الفيضان إلى قطع طرق حيوية عدة.

وتقول هاجرة متنهدةً وهي تحتضن طفلتها «لم أفقد الأمل بعد، لكن هذه الرضيعة صغيرة جدًا لدرجة أن عودتها إلى المنزل هو الأفضل لها».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
سابقة عالمية: قرد يستخدم نبتة كضمادة لجروحه
سابقة عالمية: قرد يستخدم نبتة كضمادة لجروحه
إلغاء جائزة مصارعة الثيران تثير نزالا سياسيا في إسبانيا
إلغاء جائزة مصارعة الثيران تثير نزالا سياسيا في إسبانيا
البحث عن حمار وحشي هارب منذ نحو أسبوع في الولايات المتحدة (فيديو)
البحث عن حمار وحشي هارب منذ نحو أسبوع في الولايات المتحدة (فيديو)
أعلى محكمة في نيبال تأمر بالحدّ من عدد متسلقي الجبال
أعلى محكمة في نيبال تأمر بالحدّ من عدد متسلقي الجبال
«وول ستريت جورنال» تنقل مقرها الإقليمي من هونغ كونغ إلى سنغافورة
«وول ستريت جورنال» تنقل مقرها الإقليمي من هونغ كونغ إلى سنغافورة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم