حذر تقرير أعدته جريدة «واشنطن تايمز» الأميركية من فشل البرامج الأميركية لتدريب وتسليح قوات ليبية لمحاربة تنظيم «داعش»، مشيرة إلى فشل برامج وزارة الدفاع (بنتاغون) السابقة لتدريب مئات من المقاتلين الليبيين، التي تكلفت ملايين الدولارات.

ولفتت جريدة ، أمس الأحد، إلى إنهاء برامج وزارة الدفاع الأميركية لتدريب وتأهيل مقاتلين ليبيين العام الماضي، إذ لم ينجح في استكمال تلك البرامج سوى 180 مقاتلاً فقط من بين المئات، ولتفادي تكرار هذا الفشل، يتطلب تنفيذ برامج مماثلة دراسة وبحث حذرين خاصة عند اختيار تلك القوات.

وقال الناطق باسم البنتاغون جيف ديفيس إن الحديث عن برامج تدريب وتسليح قوات ليبية «سابق لأوانه» لأنه لم يتم بعد تحديد نطاق تلك البرامج، وما زالت حكومة الوفاق تسعى لتأكيد سلطتها داخل الدولة. وتابع «ما تحتاجه ليبيا هو توحيد الجهود، وهو ما ننتظره».

وحذر المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا جوناثان وينر من استغلال بعض الأطراف المشاركة برامج التدريب لفرض أجندتها الخاصة وتحقيق مصالحها، مؤكدًا أن أي جهود دولية لتدريب وتسليح قوات ليبية يجب أن تكون مرتبطة بتحقيق الاستقرار في ليبيا.

وقال في مناقشة حول ظهور تنظيم «داعش» في واشنطن الأسبوع الماضي، «لا تتحمل ليبيا أو الليبيون الانقسام بين مجموعة من الأطراف تنفذ أجندتها ومصالحها الخاصة، والجميع يعلم ذلك».

المبعوث الأميركي إلى ليبيا جوناثان وينر يحذر من استغلال بعض الأطراف برامج التدريب لفرض أجندتها وتحقيق مصالحها.

ونقلت جريدة عن القائم بأعمال السفارة الليبية في واشنطن وفاء بوقعيقص قولها: «علينا أن نكون حذرين، فلا يمكننا التسرع مرة أخرى»، وعزت فشل برامج التدريب إلى تركيز واشنطن على تدريب مجموعات مسلحة بدلاً من بناء ما تبقى من الجيش الليبي، وغياب مؤسسات قوية تساعد واشنطن والغرب في اختيار القوات المناسبة لتلقي التدريب.

وتابعت «لكن مع إنشاء قوات تابعة لحكومة الوفاق الوطني قرب طرابلس وغرب ليبيا، إضافة إلى قوات الجيش الليبي في الشرق، يجب أن تركز برامج التدريب والتسليح على مساعدة ما نملكه من قوات».

وكانت جريدة «واشنطن بوست» كشفت عن وجود قوات أميركية بالفعل قرب مصراتة وبنغازي، تنفذ دوريات وتجمع معلومات حول مواقع وجود تنظيم «داعش».

وأعلنت الدول المشاركة في مؤتمر فيينا استعدادها تسليح قوات حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج في حربها ضد تنظيم «داعش»، مستبعدين تنفيذ تدخل عسكري داخل ليبيا.

وكشف رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال جوزيف دانفورد الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة وليبيا قد تتوصلان قريبًا إلى اتفاق بشأن إرسال مستشارين أميركيين إلى ليبيا.

وقال «تجري عملية تفاوضية مكثفة، وحتى الآن لم نتمكن من إرسال هذه القوة إلى هناك، بسبب عدم وجود اتفاق بهذا الشأن، ولكن ذلك قد يحدث في أي لحظة من اللحظات». وتأمل الإدارة الأميركية أن تنجح حكومة السراج في توحيد الفصائل المتنافسة، قبل الموافقة على إرسال مزيد من القوات والمستشارين العسكريين.