احتلت الأوضاع داخل ليبيا مساحة بارزة في تغطية الصحف العربية الصادرة اليوم السبت، والتي ركزت على مستجدات المعارك ضد تنظيم «داعش» في مدينة سرت.

تخفيف حظر السلاح
أوردت جريدة «الحياة» اللندنية استعداد الإدارة الأميركية تخفيف الحظر المفروض من قبل الأمم المتحدة على تصدير السلاح إلى ليبيا لمساعدة حكومة الوفاق الوطني في محاربة «داعش».

ونقلت عن مسؤول بالإدارة الأميركية إنه «إذا أعدت الحكومة الليبية قائمة مفصلة ومتجانسة بما تحتاج إليه لمحاربة تنظيم داعش، واستجابت لكل شروط الاستثناء، فأعتقد بأن أعضاء مجلس الأمن سينظرون ببالغ الجدية في هذا الطلب».

وأضاف: «هناك رغبة صحية جدًا داخل ليبيا في التخلص بأنفسهم من داعش، وأعتقد بأن هذا أمر علينا أن ندعمه ونستجيب له». وفي حال تخفيف حظر الأسلحة سيترتب على رئيس الوزراء فائز السراج تشكيل قوة موالية للحكومة لمحاربة التنظيم.

ولفتت «الحياة» أيضًا إلى زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى السعودية، حيث سيترأس اجتماعين دوليين حول الأزمة الليبية والسورية.

وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي إن «وزير الخارجية ونظيره الإيطالي باولو جنتيلوني سيشاركان في ترؤس الاجتماع حول الأزمة الليبية». وأضاف أن «المشاركين سيبحثون الدعم الدولي لحكومة الوفاق الوطني الجديدة مع التركيز على القضايا الأمنية».
انطلاق معركة تحرير سرت
وأبرزت جريدة «البيان» الإماراتية بدء معركة حكومة الوفاق الوطني ضد تنظيم «داعش» لتحرير مدينة سرت.

وذكرت أن معركة تحرير المدينة ما زالت تجري على أطرافها البعيدة شرقًا وغربًا، في ظل سعي «داعش» لتأمين مواقعه داخل سرت ومنع القوات الحكومية وقوات الجيش الوطني من التقدم.

ونقلت عن مصادر في كتائب مصراتة إنه تم اعتقال 15 مقاتلاً، بينهم تونسيون وتشاديون وصوماليون وجزائريون وليبيون، بعد معارك طاحنة قرب نقطة تفتيش السدادة.

وأكد مصدر عسكري من غرفة عمليات المنطقة أن القوة العسكرية التابعة لهم سيطرت على منطقة «المحمية» قرب بوابة أبوقرين ومنطقة السدادة.
كوماندوز أميركية قرب بنغازي ومصراتة
أما جريدة «الشرق الأوسط» فأبرزت تقريرًا نشرته وسائل إعلام أميركية يفيد بوجود قوات كوماندوز خاصة في ليبيا لحشد دعم تشكيلات مسلحة محلية لمحاربة تنظيم «داعش».

وكشف عسكريون أميركيون عن وجود قوات كاماندوز أميركية في موقعين سريين داخل ليبيا منذ نهاية العام الماضي تعمل على التنسيق مع التشكيلات المسلحة الليبية لمحاربة التنظيم، تحسبًا لزيادة أعداد مقاتلي التنظيم في ظل هزائمهم المتكررة في سورية والعراق.

وقال مسؤولون أميركيون لجريدة «واشنطن بوست» إن 25 جنديًا موجودين قرب مدينتي مصراتة وبنغازي، ينطلقون من سفن عسكرية قرب الساحل الليبي، مضيفًا أن «البنتاغون يعتبرهم قوات اتصالات تمهد لعمليات عسكرية في المستقبل». وكشفت الجريدة أيضًا عن وجود قوات خاصة من فرنسا ودول أوروبية أخرى.

ورأت «واشنطن بوست» أن «جهود البنتاغون لمحاربة (داعش) في ليبيا تواجه المشكلات نفسها التي تواجهها منذ سنوات بسبب الاختلافات والاشتباكات بين التشكيلات المحلية»، في إشارة إلى الاشتباكات الأخيرة بين تشكيلات من مصراتة وقوات الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر.

وحتى الآن اقتصر التحرك الأميركي في ليبيا على تنفيذ عدة غارات جوية ضد مواقع يستخدمها «داعش» كمعسكرات للتدريب.
اتهام عقيلة صالح بتقويض العملية السياسية
وأوردت الجريدة أيضًا قرار وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات ضد رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، لـ«عرقلته التقدم السياسي في ليبيا».

وقال مسؤول أميركي إن «القرار يبعث رسالة واضحة بأن الحكومة الأميركية ستواصل استهداف أولئك الذين يقوضون السلام والأمن والاستقرار في ليبيا». واعتبرت الوزارة أن صالح «عرقل مرارًا تصويت مجلس النواب على تأييد عملية الانتقال السياسي في ليبيا».

ويعني إجراء وزارة الخزانة أن «جميع ممتلكات وأصول صالح الموجودة ضمن الولاية القضائية للولايات المتحدة أو الخاضعة لسيطرة أميركيين قد جمدت»، بحسب «رويترز».

ويعد عقيلة صالح هو ثاني شخصية ليبية تدرج على قوائم العقوبات الأميركية بعد رئيس حكومة الإنقاذ في طرابلس، خليفة الغويل، الذي أدرج على قوائم العقوبات في أبريل الماضي.

وجاء التحرك الأميركي عقب تحرك أوروبي مماثل بحق صالح أبريل الماضي.
مطالب اللوردات البريطاني
ومن جانبها اهتمت جريدة «العرب» اللندنية بتطورات أزمة الهجرة غير الشرعية من السواحل الليبية، وأوردت تقريرًا أصدره مجلس اللوردات البريطاني يعتبر أن عملية «صوفيا» التي أطلقها الاتحاد الأوروبي فشلت في تحقيق أهدافها، مطالبًا المجتمع الدولي بحل جذري لمشكلة «قوارب الموت» التي تغادر ليبيا.

وعزا التقرير، أصدرته لجنة العلاقات الخارجية المعنية بالشؤون الأوروبية بمجلس اللوردات، فشل العملية إلى عدم شمولها المياه الإقليمية الليبية والسواحل الليبية، مما يعيقها عن السيطرة على شبكات المهربين، مضيفًا أن «العمل في البحار المفتوحة فقط لا يمكنه شل شبكات التهريب بشكل فعَّال، وأن عملية صوفيا تسهم بشكل ضئيل جدًا، في تدمير الشبكات».

وشددت اللجنة على ضرورة النظر بشمولية أكبر إلى أزمة تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا، وبالتالي بحث جذور المشاكل التي تؤدي إلى تدفق المهاجرين.

ويحمل الموقف الأوروبي كثيرًا من التناقضات فيما يخص الأزمة، ففي حين أعلنت وزيرة الدفاع الإيطالية عزم حلف شمال الأطلسي نشر قوات في 7 يوليو المقبل داخل المياه الإقليمية الليبية، يقول مسؤولون آخرون إن هذا الأمر لن يتم إلا في صورة قدمت حكومة الوفاق المنبثقة من اتفاق الصخيرات طلبًا لذلك.

واكتفت حكومة الوفاق الوطني بمناشدة الاتحاد الأوروبي مساعدة ليبيا في التصدي لمهربي البشر دون تقديم طلب رسمي.