Atwasat

الحرب تخطف فرحة العيد من الليبيين

البيضاء – بوابة الوسط: يزيد الحبل - الصغير الحداد السبت 18 يوليو 2015, 01:29 مساء
WTV_Frequency

استقبل الليبيون عيد الفطر لهذا العام في أجواء تبدو غريبة عن أي عيد مضى، حيث تشهد البلاد اشتباكات مسلحة في عدة مناطق متفرِّقة مع ازدياد معاناة المواطنين اليومية خصوصًا الأسر النازحة، إضافة إلى حالة الانقسام التي تشهدها الدولة رغم الوصول إلى اتفاق سياسي برعاية أممية في مساعٍ لحلٍّ الأزمة الليبية.

في غضون ذلك أجرت «بوابة الوسط» استطلاعًا لآراء بعض المواطنين حول أجواء عيد الفطر، حيث قال أحمد الزروق: «رغم أنَّ أجواء العيد تغيب عن مدينة بنغازي، والقصف لم يتوقف حتى وقت صلاة العيد، فإنني وجدت بنغازي تعكس روح التفاؤل والإصرار على مستقبل أفضل».

ويقول أحمد زيدان: «إنَّ فرحة العيد لم تغب رغم الظروف التي تمرُّ بها البلاد، إذ ساد نمط الفرح والسرور مع الأسرة والأقرباء والجيران، وكانت الزيارات في أجواء من التصافح والتسامح».

بينما يرى قاسم القطعاني أنَّ عيد الفطر هذا العام هو الثالث على التوالي بلا «نكهة» بحسب وصفه، حيث «نصطنع فيه الابتسامة لمجرد أنَّه العيد. ما بين العيد والعيد فقدنا وجوهًا كانت لنا عيدًا، واليوم نحن بدونها فكيف لنا أن نفرح بالعيد؟!. أيضًا الظروف السيئة التي يمرُّ بها المواطنون كانت أحد أسباب غياب فرحة العيد، ومع ذلك لا يمكن أن نمنع الأمل من التسلل إلى قلوبنا في العيد ولو كان قد تجسَّد في بسمة طفل».

وختم القطعاني بالقول: «لعل هذا العيد يكون خاتمة لأعيادنا الحزينة الماضية وفاتحة لخير البلاد وأهلها».

وقال مواطن من مدينة سرت، طلب عدم ذكر اسمه، إنَّه لم يتذوق طعم فرحة العيد التي عهدها في السابق، وأضاف: «ظروف البلاد اعتدت عليها منذ سنوات، التي تزداد سوءًا إلا أنَّ هذا العيد يعد أمرًا استثنائيًّا في ظلِّ غياب الفرح وسيطرة البؤس والحزن في مدينتي جراء سيطرة تنظيم داعش عليها وتضييق الخناق على الناس».

وقال الناشط السياسي صلاح بونباء: «رغم الآلام والجراح يظل الليبيون مصرِّين على الاحتفال بعيد الفطر على آمل أن يستعيد هذا الوطن عافيته ويعم الأمن والأمان والاستقرار».

فيما يرى أحمد الميار «أجواء العيد ليست جيدة، فبدأ العيد بقصف عشوائي لمدينه بنغازي وسقوط بعض القذائف على مسجد بمنطقة بوهديمة، وكذلك الاشتباكات الموجودة في بنغازي ودرنة، فما تراه المدنيتان يوميًّا لا يمكن أن يبعث لباقي سكان الوطن الواحد أجواء الفرحة والبهجة».

ويقول عبد الله من البيضاء إنَّه اشتاق للعيد، «حين كنت صغيرًا كنا أنا وإخوتي نفرح بملابسنا الجديدة نرتديها ونخرج لنزور كل بيت نعرفه ولا نعرفه كانت جيوبنا تمتلئ بالحلوى، كنا صغارًا نفرح بالعيد حق فرحة ولا تكدر صفو ابتساماتنا هموم؛ رائحة الحياة كانت أطيب والقلوب كانت تستشعر العيد حقيقة لا تصنعًا. كنت أُحس الفرح على وجه أمي الذي ما عرفته يومًا عابسًا، أشعر ضحكة أبي التي لم تفارقه أبدًا، أستمع لنبض إخوتي وهم فرحون متهللة أساريرهم، يا الله كم أشتاق العيد والفرح وكل شيء جميل قضت عليه الأيام».

ويرى محمد إمحاوش أنه «رغم كل ما حصل بالأمس وما يحصل اليوم وما سيحصل غدًا صور معايدة الليبيين لبعضهم البعض لمناسبة حلول عيد الفطر مرتدين زيهم التقليدي تبعث في النفس الطمأنينة وتبيِّن المعدن الحقيقي لأبناء الوطن الواحد».

وقال عبد الله دومه من بنغازي: «إنَّ أجواء العيد لهذا العام استثنائية لأهالي بنغازي، فموجة النزوح جعلت الأسرة الواحدة غير باقية مع بعضها وتعتبر مواقع التواصل الاجتماعي الوسيلة الوحيدة التي تجمعهم».

 

تاورغاء مأساة مستمرة

وتغلَّب الحزن على مشاعر النازحين من مدينة تاورغاء في مدينة بني وليد، الذين أعربوا عن سخطهم وأسفهم للأوضاع الأمنية والحياتية القاسية التي تعيشها ليبيا.

وقد استغل النازحون صبيحة اليوم الأول من عيد الفطر للابتهال والدعاء إلى الله لينقذ بلادهم ومدينتهم ويعيد الأمن والاطمئنان إليه حتى تتسنى لهم العودة إلى مدينتهم ومنازلهم.

يقول أحد النازحين ويدعى إبراهيم جبر: «نحن مجبورون أن نعيش على طبيعتنا، نحن شعب مسالم، نحن مجبرون أن نعيد للأطفال ومن أجلهم، مجبرين على الفرح ولو أنَّ الجرح كبيرٌ لأجل بسمة الأطفال».

ويرى محمد عبدالله أنه «لا يستطيع أن بهنئ أحدًا لكثرة الأحزان، وقال اعتذرت طبعًا عن تبادل التهاني بالعيد، وأبلغت أصدقائي بذلك لأنني حزين على حال مدينتنا الذي أصبح لا يسر أحدًا، كل الأشياء تجعلنا نتألم ونتوقع الأسوأ، فلماذا التهاني والتبريكات فالحاضر مؤلمٌ والمستقبل مخيفٌ ومجهولٌ؟!».

من جانبه تمنى الطفل خالد عبد الحكيم أن تحمل الأيام المقبلة اخبارًا سارة لنحيا العيد الذي ننشد، الذي يعيد الفرحة والبهجة إلى أطفال تاورغاء.

أما علي التاورغي فقال: «من حقي الآن فقط أن أقول: (عيد بأية حال عدت يا عيد)، وما كنت أقول ذلك في السابق كل تفكيرنا وهمنا في إنقاذ بلدنا والعودة إلى منازلنا وعندها يكون لكل شيء طعم فلا عيد بلا وطن».

 

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
تنتج 80 طنًا في الساعة.. آلة أميركية لإعادة تدوير مخلفات البناء في أبوسليم
تنتج 80 طنًا في الساعة.. آلة أميركية لإعادة تدوير مخلفات البناء ...
شاهد على «الوسط» الحلقة «20» من «مئوية ليبيا».. الخطاب القوي والتفاعل
شاهد على «الوسط» الحلقة «20» من «مئوية ليبيا».. الخطاب القوي ...
تعاون ليبي للاستفادة من تجربة ماليزيا في التمويل المصرفي الإسلامي
تعاون ليبي للاستفادة من تجربة ماليزيا في التمويل المصرفي الإسلامي
مقترح بإنشاء مستشفى ميداني ومخيم للنازحين السودانيين على الحدود مع ليبيا
مقترح بإنشاء مستشفى ميداني ومخيم للنازحين السودانيين على الحدود ...
ورشة عمل لتمكين القيادات النسائية بالوزارات في طرابلس
ورشة عمل لتمكين القيادات النسائية بالوزارات في طرابلس
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم