اهتمت الصحافة العالمية في استعراضها آخر مستجدات الأوضاع في ليبيا خلال الأسبوع الماضي، بتنامي نفوذ تنظيم «داعش» في البلاد، وما يشكله من مخاطر قد تكون عواقبها وخيمة على أوروبا نفسها.

«داعش» ليبيا وسورية
وركزت جريدة «هافينغتون بوست» الأميركية في تقرير لها على معلومات تؤكد تواصل فرع تنظيم «داعش» في ليبيا بدرجة كبيرة مع قيادات التنظيم الرئيسة في سورية، ودللت الجريدة على ذلك بتوجه قيادات من «داعش» إلى ليبيا للإشراف على إنشاء فرع له داخل الأراضي الليبية.ونقلت الجريدة عن الباحث في «معهد الحرب» الأميركي هارلين جامبهير قوله: إن «ليبيا هي الدولة الأنسب لتوفير قاعدة يستخدمها «داعش» حال نجحت قوات التحالف الدولي في طرده من العراق وسورية».

كما أشار التقرير إلى أهمية الدور الذي تمثله ليبيا في مستقبل تنظيم «داعش»، رغم ضعف التغطية الإعلامية والدولية للأحداث بها مقارنة بما يحدث في سورية والعراق، مضيفًا أن «(داعش) لا يرغب في التوصل إلى سلام داخل ليبيا».

زيارة هولاند الجزائر
ومن جانبها اهتمت الصحف الفرنسية بزيارة أجراها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الجزائر الاثنين لمناقشة «الأمن في منطقة الساحل»، وخاصة الأوضاع في ليبيا.

وجاء بجريدة «لموند» إن الزيارة -وهي الثانية للرئيس الفرنسي منذ توليه السلطة قبل ثلاث سنوات- تأتي في وقت باتت فيه الجزائر حليفًا مميزًا لا غنى عنه في ظل تدهور الوضع الأمني في منطقة الساحل.ففي شهر يناير العام 2013 فتحت الجزائر مجالها الجوي وقدمت الدعم المخابراتي لفرنسا خلال عملية «سرفال» العسكرية التي أطلقت في شمال مالي ضد التنظيمات الجهادية، ومنذ ذلك الحين أصبحت الدبلوماسية الجزائرية في الخط الأول فيما يخص عملية السلام بين حكومة باماكو والمتمردين الطوارق في الشمال.

ونقلت جريدة «ليبراسيون» عن باحثين فرنسيين كثر يجمعون على شيء واحد وهو أن الجزائر تمثل «عامل استقرار للخارج»، فهي التي تحمي تونس من الفوضى الحاصلة في ليبيا.

واعتبر الباحثون أن الزيارة تشكل «دفعة دبلوماسية من باريس للنظام الجزائري، ولكنها لا تمثل أي شيء بالنسبة للجزائريين».

تجار البشر و«داعش»
كما كشفت جريدة «ديلي ميرور» البريطانية عن وجود تعاون بين صاحب أكبر شبكة لتهريب المهاجرين عبر ليبيا وتنظيم «داعش»، إذ يقوم بدفع الملايين إلى التنظيم مقابل الحماية.

وذكرت الجريدة أن شخصًا من إريتريا يسمى ميريد ميضاني، ويبلغ من العمر 34 عامًا وملقب بـ «الجنرال» يسيطر على أكبر شبكة تهريب في ليبيا، وجمع مليار جنيه إسترليني خلال عامين، ووصفته الجريدة بأنه «الأب الروحي لتجارة تهريب المهاجرين داخل ليبيا».وأشارت إلى أنه يقوم بدفع الملايين سنويًا للتنظيم مقابل توفير الحماية لعملياته، بواقع 1500 جنيه إسترليني عن كل قارب يغادر السواحل الليبية متجهًا إلى إيطاليا، وجمع ملايين الدولارات من التجارة التي وصفتها الجريدة بـ «تجارة الموت».

ونقلت الجريدة البريطانية عن مصادر لم تعلن عنها أن «عصابة الجنرال» تدفع أموالاً أخرى لـ «داعش» للسماح للمهاجرين من سورية بالمرور خلال طرق التهريب الرئيسة في مصر وسيناء، وتدفع رشى للجماعات الموالية للتنظيم في أفريقيا للسماح للمهاجرين بالهروب من مناطق النزاعات العرقية، ولفتت الجريدة إلى أن «داعش» يسيطر على طرق التهريب الرئيسة بين آسيا وأفريقيا.

وقال المصدر: «يمر المهاجرون خلال ممرات على طول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يحكمها المتشددون، الذين يحصلون على الأموال مقابل وصول المهاجرين إلى ليبيا، لا يكتفي أبو بكر البغدادي بالحصول على أموال مقابل الحماية، لكنه يسيطر على تجارة تهريب البشر».

بلمختار والغارة الأميركية
وأما جريدة «واشنطن بوست» الأميركية فتناولت أنباء مقتل الجزائري مختار بلمختار زعيم جماعة ما يسمى «المرابطون» في غارة أميركية بطائرة دون طيار، وقالت إنَّ مقتل بلمختار لن يعالج الأزمات المتنامية التي تشهدها ليبيا، وأكدت أنَّ الحلَّ السياسي هو الحل الوحيد للقضاء على الخطر الإرهابي ووقف تدفق المهاجرين.وأضافت الجريدة في افتتاحيتها الثلاثاء، أنَّ الضربات التي استهدفت بلمختار وزعيم تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» ناصر الوحيشي إنما دليل آخر على عدم فاعلية الاستراتيجية الأميركية «المحدودة» لمواجهة الإرهاب في ليبيا واليمن والصومال، إذ أنَّها اقتصرت على تنفيذ ضربات بطائرات دون طيار دون الاهتمام بمساعدة تلك الدول في بناء نظام حكم مستقر، ونتيجة لذلك تحوَّلت الدول الثلاث إلى مركز لتجنيد مقاتلين لتنظيمات مثل «القاعدة» و«داعش» وزيادة العنف والفوضى.

ونفت جماعة «المرابطون» الناشطة في الصحراء الكبرى الخميس، وجود زعيمها المطلوب دوليًا المختار بلمختار في مدينة إجدابيا الليبية.

وهاجم بيان صادر عن الجماعة الإرهابية ونقلته جريدة «الأخبار إنفو» الموريتانية، كلاً من البرلمان والقائد العام للجيش الليبي والحكومة الموقتة التي أعلنت في أعقاب الضربة الأميركية أنها جاءت «بالتشاور مع الحكومة للقيام بهذه العملية التي تساهم في القضاء على الإرهاب المتواجد على الأراضي الليبية».