قال رئيس اللجنة المشكلة من ديوان المحاسبة لتقييم أداء المكتب الصحي بالسفارة الليبية بمصر، عبدالرزاق البيباص، إن العلاج في الخارج جاء على حساب العلاج في الداخل، لا يمكن النهوض بالصحة ما لم يجر النهوض بالمستشفيات العامة، ومستشفياتنا لا يمكن النهوض بها إلا بالشراكة مع القطاع الخاص.

وأضاف في تصريحات إلى برنامج «فلوسنا» على قناة الوسط (WTV)، أن الفساد الذي يطال ملف علاج الليبيين في الخارج، تبدأ مسبباته من داخل ليبيا، متمثلة في سوء الإدارة في كل مناحي الحياة، مؤكدًا أن «الإشكالية في الداخل وليست بالخارج»، ووصف ملف علاج الليبيين في مصر بأنه كان «عبارة عن توزيع تركة لمزودي الخدمة»، مضيفًا: «تفاجأنا بكم هائل من التجاوزات».

وتابع البيباص أن اللجنة، التي يرأسها، بدأت عملها بمراجعة تقارير من اللجان السابقة لفحص المال العام ومدى حسن توظيفه، مشيرًا إلى أن لجنته معنية برقابة الأداء ومعرفة «مكمن الخلل ومحاولة إصلاحه»، كما تعمل على تقييم المكتب الصحي بالسفارة المصرية ومزودي الخدمة والدورة المستندية الكاملة «التي اكتشفنا أنها معيبة».

شيكات العلاج تصرف للمريض دون مراجعة مالية أو طبية
وأوضح أن اللجنة عملت على تصنيف مزودي الخدمة في مصر إلى مستويات، الأول منها مستشفيات تابعة للحكومة ولم يكن هناك تعامل كبير معها، بينما كان التعامل مع أغلب المستوى الثاني دون عقود أو تكليفات (نحو 32 مستشفى)».

وأشار إلى أن التعامل كان يجري من خلال توجيه المريض لمزود خدمة، الذي يحدد قيمة تقديرية للعلاج، ثم يعود المريض للسفارة لصرفها بشيك، دون مراجعة مالية أو طبية «هل المريض جرى علاجه فعلًا وطبيعة الخدمة المقدمة له، وهل يحتاج أموالًا أخرى، أم حدث فائض معه...».

- «حكومة الوحدة»: مشروع إصلاح النظام الصحي يتضمن خفض نفقات العلاج بالخارج 30% خلال عام 
- الشنطي في لقاء مع الدبيبة: يجب الاهتمام بملف العلاج بالداخل والخارج
- الدبيبة: ما يحدث في ملف العلاج لا يمكن السكوت عليه

وأوضح أن بعض مزودي الخدمة مجرد ما أن يحصل على الشيك «مثلًا 700 ألف دولار يصرف على المريض 100 أو 150 ألفًا، ويصادر باقي المبلغ بحجة تحويله لسداد المديونية».

وردًا على تساؤل حول ما إذا كانت زيادة الصرف على العلاج في الخارج، تؤدي إلى نتيجة عكسية في الداخل، أكد البيباص قائلًا: «الرؤية حاليًا في علاج الليبيين على الساحة المصرية أن ننفق 38% من قيمة الاعتماد الطبي على جلب الأطقم الطبية المصرية إلى الداخل الليبي، وتدريب الأطقم الطبية الليبية في مصر».

 7 % من وديعة العلاج في مصر فقط تذهب إلى المرضى الليبيين
وفي وقت سابق، كشفت عضوة لجنة تنظيم ملف العلاج بالساحة المصرية، إسراء سعيد، أن الوديعة المخصصة لعلاج المرضى الليبيين في الساحة المصرية، لا يستفيد منها المرضى إلا بنسبة تتراوح بين 7 و8% على أقصى تقدير.

وقالت إسراء سعيد في تصريحات إلى برنامج «فلوسنا» على قناة الوسط (WTV): إن 50% من عائد الوديعة يذهب إلى نفقات العلاج، لكنها أشارت إلى وجود مبالغات وتلاعب في أسعار العلاج في عدد من المستشفيات، مقارنة بالخدمة نفسها في مستشفيات ومراكز صحية أخرى.