استعرض رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، المهندس مصطفى صنع الله، التحديات التي تواجه قطاع النفط الليبي، مؤكدا أن لدى المؤسسة خططا لإطلاق عدد من المشاريع الاستثمارية للنهوض وتطوير القطاع على مختلف الأصعدة.

جاء ذلك خلال مشاركة صنع الله عبر الفيديو كونفرانس من مقر المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس، اليوم الأربعاء، في أعمال «منتدى ليبيا للاستثمار» الذي نظمه مجلس الأعمال الليبي البريطاني ومجلة «بتروليوم ايكونوميست» بمشاركة ممثلي شركات النفط العالمية وشركات الخدمات ومكاتب المحاماة، والعديد من الجهات الدولية الأخرى.

وقالت المؤسسة الوطنية للنفط عبر صفحتها على «فيسبوك» إن صنع الله أجاب على العديد من الأسئلة المتعلقة بالصناعة النفطية في ليبيا خلال مشاركته في فعاليات «منتدى ليبيا للاستثمار»، مقدما شرحا وافيا عن آخر التطورات في قطاع النفط والغاز الليبي طوال السنوات الماضية وحتى الوقت الحاضر.

وأضافت أن إدارات الاستكشاف وتطوير الاحتياطي والصيانة والمشاريع قدمت أيضا خلال فعاليات المنتدى «عروضا مرئية عن المؤملات الواعدة بليبيا، ومردودها الإيجابي على الاقتصاد الوطني».

تحديات قطاع النفط في ليبيا
وتحدث صنع الله عن التحديات التي يواجهها قطاع النفط الليبي، مؤكدا في كلمته أن القطاع «واجه العديد من الانتكاسات في السنوات القليلة الماضية، مما أدى إلى إغلاق العديد من حقول النفط والغاز ومحطات التصدير، وانخفاض شديد في الإنتاج اليومي لفترة طويلة من الزمن».

وأوضح أن إنتاج ليبيا من النفط الخام «انخفض بشكل متكرر إلى 100 ألف برميل في اليوم، أي 7% من طاقتنا الإنتاجية»، كما «تسبب الإغلاق المطول لمنشآت الإنتاج والتصدير في حدوث تآكل مفرط وتلف للمعدات وخزانات التخزين وخطوط الأنابيب، مما حد من قدرتنا عندما تم إعادة تشغيل هذه المرافق تدريجيا».

وأضافت: «علاوة على ذلك، تم تخريب عدد من حقول النفط (الغاني، الظهرة، مبروك، زلة) وتدميرها فعليا من قبل المخربين»، مشيرا إلى أن هذه الحقول «تحتاج إلى ميزانيات لتأهيلها ولإعادتها إلى وضع التشغيل من جديد».

ولفت صنع الله إلى المؤسسة الوطنية للنفط والشركات التابعة لها وشركائها: «كانت دائمًا على مستوى التحدي، وتمكنا من إعادة إنتاجنا مرارًا وتكرارًا إلى أكثر من مليون برميل في اليوم»، مشيدا بشجاعة وتضحيات العاملين بالقطاع في جميع الحقول والموانئ والمواقع النفطية.

وأكد أيضا أن المؤسسة الوطنية للنفط «لديها خطط لإطلاق عدد من المشاريع التي ستسهم بشكل كبير في تحقيق أهداف المؤسسة الاستراتيجية للنهوض بالقطاع وتطويره على جميع الأصعدة».

خطط تطوير حقول النفط والغاز في ليبيا
وذكر صنع الله أن «لدى المؤسسة خططا طويلة المدى لكي يصل إنتاج النفط إلى معدلات 2.1 مليون برميل في اليوم، و4.1 مليار قدم مكعب في اليوم من الغاز بالحقول البرية والبحرية».

كما تطرق رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط خلال حديثه لخطط تطوير حقول الغاز المكتشفة لتلبية الطلب المتزايد على الغاز واستخلاص الوقود السائل المستخدم حاليا لتوليد الطاقة وتوجيهه للتصدير، بالإضافة إلى دراسات المكامن وخطط تطوير الحقول والدراسات الهندسية الجارية لعدد من اكتشافات الغاز في البر والبحر.

وأوضح صنع الله أن خطط التطوير تتضمن «الحمادة NC7، العطشان NC200، والتركيبين A&E في المنطقة D (القطع البحرية)، ومشروع استخدام الغاز في حقل البوري (GUP)، والحقل الغازي عروس البحر، واستخدام الغاز (السرير - مسلة، الفارغ المرحلة الثانية).

كما أكد صنع الله حرص المؤسسة الوطنية للنفط على الاستفادة من «الطاقات المتجددة لتلبية جزء من الطاقة اللازمة لتشغيل المنشآت النفطية، من خلال الاستفادة من التطور الكبير الحاصل في التقنيات المتجددة»، و«الحد من انبعاثات الكربون».

عائدات النفط والغاز تمثل 95% من دخل الصادرات الليبية
وذكر صنع الله أن «عائدات النفط والغاز حاليا 95% من دخل الصادرات الليبية»، مؤكدا أن المؤسسة «تبذل جهودًا كبيرة لضمان استثمار موارد النفط والغاز في البلاد بحكمة واستدامة، وتحويلها إلى دخل والحكومة في أمس الحاجة إليه لتنمية البلاد ولتحسين رفاهية المواطنين الليبيين».

وقال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط خلال حديثه أمام «منتدى ليبيا للاستثمار» إنه «لن يكون من الممكن إعادة بناء وتوسيع وتحديث البنية التحتية المتضررة إلا من خلال هذا الدخل»، مبينا أن المشاريع الكبيرة «ستتطلب المشاركة في استثمارات ضخمة بمشاركة ومساعدة المستثمرين الأجانب».

صنع الله يبدي تفاؤله بمستقبل قطاع النفط والغاز في ليبيا
وأبدى صنع الله تفهمه لـ«أن أي شراكة ناجحة وطويلة الأمد يجب أن تقوم على علاقة مربحة للجانبين»، مذكرا بأن «هذا لا يمكن أن يحدث إلا في بيئة من الأمن والاستقرار»، لكنه أكد تفاؤله «جدا» بشأن آخر التطورات السياسية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، آملا بأن يكون المستقبل أفضل.

واختتم صنع الله حديثه بالقول: «إن مستقبل قطاع النفط والغاز في ليبيا بلا شك مشرق وواعد ويوفر فرصًا ممتازة للمستثمرين الأجانب ومقدمي الخدمات، وإن حضوركم هنا اليوم يزيد من تفاؤلنا».