توقعت مؤسسة الخدمات المالية والاستثمارية «غولدمان ساكس» صعود أسعار النفط عالميا إلى 80 دولارا للبرميل خلال الربع الرابع من العام الجاري، فيما ارتفع متوسط السعر الفوري لخام السدرة الليبي بنسبة 16.9 % خلال الربع الأول من العام.

الارتفاع في متوسط سعر خام السدرة وصل إلى 59.2 دولار للبرميل، مقابل 50.6 دولار في الربع نفسه من العام 2020، وذلك بفارق 8.6 دولار، بحسب إحصاءات حديثة لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول «أوابك».

«غولدمان ساكس» من جانبها أشارت إلى أن المبررات لارتفاع أسعار النفط سببها «الارتفاع الكبير في الطلب مع توسع نطاق التحصن من فيروس كوفيد - 19 عبر حملات التلقيح الكبيرة، مع مواجهة إمدادات نفطية لا تتسم بالمرونة»، حسب وكالة «رويترز».

وأضافت أنه مع افتراض عودة الصادرات الإيرانية في يوليو المقبل لا يمنع أسعار برنت من الوصول إلى 80 دولارا بحلول الربع الرابع.

وكانت أسعار النفط هبطت الأسبوع الماضي بعد أن قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن الولايات المتحدة مستعدة لرفع العقوبات عن قطاعات النفط والبنوك والشحن في بلاده.

وعوض الخام بعض تلك الخسائر، الإثنين الماضي، إذ ظهرت عقبة محتملة في مساعي إحياء الاتفاق النووي الإيراني الموقع في 2015. وهي المساعي التي قد تضيف لإمدادات النفط. ومن المقرر استئناف المحادثات بين واشنطن وطهران هذا الأسبوع.

- للاطلاع على العدد 288 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا 

انتعاش بعد ضربة «كورونا»
ورجحت «غولدمان ساكس» أن يكون تعافي الطلب في أسواق الدول المتقدمة معادلا لأثر الضربة التي تلقاها الاستهلاك أخيرا بسبب الجائحة، وما استتبعه ذلك من بطء محتمل في التعافي في جنوب آسيا وأميركا اللاتينية، مشيرة إلى أن الطلب سيزيد 4.6 مليون برميل يوميا حتى نهاية العام.

وفيما يخص الخام الليبي، فقد أكدت «أوابك» في التقرير ربع السنوي للمنظمة على أن متوسط السعر الفوري لسلة خامات «أوابك» زاد بقيمة 16 دولارا للبرميل ليبلغ 60 دولارا مقابل 51.5 دولار في الفترة نفسها.

في حين كان متوسط السعر الفوري لخام برنت القياسي العالمي قد وصل إلى 60.8 دولار للبرميل، مقابل 50.2 دولار، بارتفاع قيمته 16.7 دولار، وكذلك زاد متوسط سعر خام غرب تكساس من 46 دولارا للبرميل، مقابل 57.8 دولار.

أسباب التحسن
وأرجع تقرير «أوابك» هذا التحسن في أسعار النفط الخام، خلال الربع الأول من العام 2021، إلى استمرار التطورات الإيجابية في أساسيات سوق النفط، وأسواق العقود الآجلة الإيجابية.

وعلى جانب الطلب ارتفع استهلاك زيت التدفئة على خلفية الشتاء البارد في أجزاء كبيرة من نصف الكرة الشمالي، خصوصا الولايات المتحدة وأوروبا وشمال آسيا، بالإضافة إلى تزايد الآمال بشأن ارتفاع الطلب العالمي على النفط.

- للاطلاع على العدد 288 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا 

وعلى جانب الإمدادات، جرى تقييد إمدادات النفط الخام العالمية، إذ واصلت دول «أوابك» إظهار مستويات توافق قوية مع تعديلات اتفاق خفض الإنتاج. وأجرت السعودية خفضا إضافيا وطوعيا على إنتاجها بواقع مليون برميل يوميا على مدى شهري فبراير ومارس الماضيين.

بينما تعطلت الإمدادات الأميركية بشكل قياسي؛ بسبب موجة الطقس المتجمد غير المسبوقة، كما تعطلت تدفقات النفط الخام العالمية بشكل موقت؛ بسبب جنوح سفينة حاويات عملاقة في قناة السويس؛ ما أدى إلى تعليق حركة الملاحة بالقناة، وتلقت أسعار النفط الخام دعما من الانخفاض المستمر في المخزونات النفطية لدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

لكن «أوابك» نوهت بأن هذا الارتفاع في الأسعار قد حدت منه قيود الإغلاق في أوروبا، لاحتواء موجة ثالثة من فيروس كورونا المستجد، وتعثر جهود توزيع اللقاحات؛ بسبب أزمة الإمدادات الناجمة عن تأخير الشحنات، وارتفاع صادرات النفط الإيرانية رغم استمرار العقوبات الأميركية.