حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من تفاقم انتشار وباء «كورونا المستجد» في ليبيا بسبب الصراع المستمر وغياب الأمن الداخلي والأزمة السياسية والاقتصادية وذلك بمعدل ينذر بالخطر مقارنة بالدول المجاورة.
وكشف تقرير رسمي لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية اليوم الاثنين نشر عبر موقعها الإلكتروني أن جهود البقاء في المنزل لإنقاذ الأرواح تعتبر رفاهية لـ392 ألف ليبي لا يزالون نازحين، نتيجة الحرب الأخيرة في البلاد، وهو ما أدى إلى تسجيل ليبيا أعلى نسبة إصابات في شمال أفريقيا بـ13 مصاب بفيروس كورونا بين كل ألف مواطن. وأضاف أن نقص الخدمات الأساسية واستمرار انقطاع الكهرباء والمياه التي تؤثر على ثلث الشعب الليبي يجعل من المستحيل على الناس ممارسة إجراءات بسيطة ولكنها ضرورية.
وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» إلى أن دعمت الأمم المتحدة تطوير خطط الاستعداد والاستجابة الفورية مع الحكومة الليبية والشركاء بتمويل إجمالي قدره 46.7 مليون دولار منذ بداية انتشار الوباء، مع تعزيز التنسيق بين وكالات الأمم المتحدة ، وكذلك المنظمات غير الحكومية المحلية.
دعم أممي لليبيين
ومضى التقرير في تفصيل بعض النقاط البارزة في جهود الأمم المتحدة للتصدي للفيروس في ليبيا وتأثيره طويل المدى على البلاد مبينا أن منظمة الصحة العالمية زودت المختبر الوطني بأجهزة الحماية الشخصية وأدوات تشخيص «بي سي آر» أيضا. كما دعمت وزارة الصحة والمركز الوطني لمكافحة الأمراض بتقديم أحدث المعلومات عن الفيروس وتحديث الدليل الإرشادي الوطني بشأن الاستعداد.
وحسب «أوتشا» طور مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الإطار الاجتماعي والاقتصادي للاستجابة لكورونا في ليبيا حول خمس ركائز اجتماعية واقتصادية، الركيزة الأولى، الصحة أولاً، والثانية: حماية الناس، والثالثة: الاستجابة الاقتصادية والتعافي، والرابعة: استجابة الاقتصاد الكلي والتعاون متعدد الأطراف، والركيزة الخامسة: التماسك الاجتماعي ومرونة المجتمع، مصممة في المقام الأول لدعم الفئات الأكثر ضعفا في المجتمع، والسعي إلى تعزيز الظروف من أجل التعافي الاجتماعي والاقتصادي السريع الذي يمكن أن يسرع في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في ليبيا.
وخلص مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن الأمم المتحدة ستواصل دعم المؤسسات الصحية الوطنية والمحلية في ليبيا لتعزيز أنظمتها لحماية التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة ، بما في ذلك معالجة وصمة العار والتمييز الناجمين عن انتشار الفيروس.
ووفق آخر إحصائية صادرة عن المركز الوطني لمكافحة الأمراض، فقد بلغ عدد الإصابات بالفيروس في ليبيا إلى 91 ألفا و357 حالة، منها 28 ألفا و590 نشطة، و61 ألفا و453 متعافى، بينما توفي 1314 آخرون منذ بدء انتشار الوباء بالبلاد مارس الماضي.
تعليقات