Atwasat

بهجة رمضان تتبخر على نار الحرب والغلاء والوباء

القاهرة - بوابة الوسط السبت 25 أبريل 2020, 02:45 مساء
WTV_Frequency

عام جديد يحمل شهر رمضان إلى شوارع وبيوت الليبيين، وسط أصوات بنادق لا تنتهي، وأزمات تلد أخرى، وتمنيات ودعوات تطلقها حناجر الشيوخ، تنادي بالحلول وترجو أن يعود السلم والأمان، حتى يستعيد الناس حياتهم التي افتقدوها طويلا. لكن ما بين التمنيات والواقع الماثل، تكمن المأساة، فحلول الشهر الفضيل، في ظل أزمة فيروس «كورونا المستجد»، فاقم معاناة المواطنين، حيث رصدت «الوسط» ارتفاعا شديدا في أسعار الخضار والفواكه واللحوم الحمراء والبيضاء، والمواد الغذائية، إلى درجة وصفها البعض بأنها «موجة غلاء لم يسبق لها مثيل»، ومع تفاوت هنا أو هناك، لم يختلف الأمر كثيرا ما بين مدينة وأخرى أو منطقة وأخرى.

خضراوات مرتفعة جدا
في سبها، تقول ليلى المغربي، مواطنة، إن «أسعار الخضار هذا العام مرتفعة جدا، ومبالغ فيها رغم أن بعضها يتم إنتاجه في مزارع المدينة، وهذه الأسعار لم نشهدها في الأعوام الماضية، ولا في شهر رمضان من العام السابق. أصبح المرء لا يستطيع شراء تشكيلة فواكه لأبنائه، وحتى الخضراوات الورقية، التي تعد الأساس في إعداد طعام رمضان أسعارها مرتفعة في ظل غياب السيولة، كما أن جائحة فيروس كورونا زادت الطين بلة».

أما المواطن علي صالح، فيقول: «لا يعقل ارتفاع الأسعار بهذا الشكل. اليوم وقبل يومين من شهر رمضان المبارك سعر الليمون تسعة دينارات بعد أن كان ثلاثة دينارات إلى جانب ارتفاع أسعار الطماطم والبطاطا والبصل، وهناك استغلال واضح من أصحاب المحلات وباعة الخضراوات ولا يوجد تدخل أو مراقبة أسعار من قبل الجهات الحكومية المختصة».

لمطالعة العدد الجديد من جريدة «الوسط» انقر هنا

في المقابل، قال صاحب محل خضار، يدعى سالم صالح، إن مشكلة ارتفاع الأسعار «تعود إلى المزارع الذي يعاني من عدة مشاكل، وهي ارتفاع أسعار البذور وأجرة العمال إلى جانب الأسمدة وقطع غيار المعدات الزراعية، وكذلك انقطاع التيار الكهربائي مما يضطره إلى شراء الوقود من السوق السوداء لتشغيل المواد حتى لا تتلف المحاصيل الزراعية».

المشكلة نفسها بدت متكررة في أسواق اللحوم الحمراء والبيضاء، حيث تقول فاطمة محمد: «ارتفع سعر اللحوم بشكل كبير، فقبل جائحة فيروس كورونا المستجد كانت بعض الأنواع من اللحم عشرين دينارا، والآن سبعة وعشرين للكيلو الواحد، ووصل لحم البقر إلى خمسة وأربعين دينارا، وهذا سعر جنوني لا يستطيع المواطن تحمله، حتى الدجاج والأسماك ارتفعت أسعارها».

مربي المواشي.. السبب
من جانبه، قال محمد علي، وهو صاحب محل لبيع اللحوم الحمراء والبيضاء: «الأسعار ارتفعت، هذا صحيح، لكن السبب يعود إلى مربي المواشي نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف وكذلك الموردين من الخارج للحوم رفعوا أسعارهم، ومن الطبيعي أن يقوم البائع بدوره بزيادة السعر من أجل سداد أجور العمال وإيجار المحل وغيره، وأتوقع ارتفاعا في الأسعار خلال شهر رمضان».
وتقول آمنة علي، موظفة، إن لشهر رمضان عند الليبيين مكانة خاصة، وطقوسا متنوعة، خصوصا بالنسبة للطعام. وأضافت: «تتنوع الأكلات والأصناف المتعددة التي تعتمد على الخضراوات واللحوم، ولكن ارتفاع أسعار اللحوم والخضار ربما سيحرم الليبيين هذا العام من بعض الأصناف».

لمطالعة العدد الجديد من جريدة «الوسط» انقر هنا

أما الموظفة عائشة معتوق فتقول: «رغم كل أشكال المعاناة يستعد المواطن السبهاوي لاستقبال شهر رمضان من خلال إعداد بعض المشاريب التي تعد موادها في البيوت مثل الروينة والقصب إلى جانب الزميته، وقد شهدت المطاحن ازدحاما شديدا لطحن الشعير والقمح، وكذلك مواد العصائر، حيث يتم تجهيز خبز التنور وخبز الثريد وبعض من مشتقات القمح والشعير، مثل الهريسة والدشيشة والسميدة».

وحرمت إجراءات التصدي لفيروس «كورونا المستجد»، شباب البلاد، من الأنشطة الثقافية والرياضية، حيث أعلنت بلدية طبرق منع إقامة النشاطات الرياضية والثقافية المتنوعة خلال شهر رمضان المبارك؛ وذلك كإجراء احترازي لتفادي تفشي الوباء. وأصدر رئيس المجلس التسييري للبلدية، فرج بوالخطابية، السبت، تعليماته العاجلة لمنع أي نشاطات رمضانية أيا كان نوعها من رياضية واجتماعية أو فنية، والتي تشهد تجمع أعداد كبيرة من المتابعين، خلال شهر رمضان.

بلدية طبرق تحذر
وحذر بوالخطابية، المخالفين لهذه التعليمات بالعقوبات القانونية منها المساهمة في نشر الأمراض والفيروسات، ومنها فيروس «كورونا المستجد». وتعتاد المدن الليبية، سنويا، تنظيم أنشطة رياضية مكثفة، خلال شهر رمضان، وكذلك تنظيم سهرات ثقافية ليلية داخل الأندية، وأشهرها تنظيم دوريات الكرة الخماسية.
ورأى تقرير لـ«فرانس برس» أن شهر رمضان سيكون في ليبيا مثل غيرها من البلدان المسلمة في الشرق الأوسط بلا طعم كعادته السنوية، خصوصا مع الإجراءات المتخذة للحد من مظاهر التجمعات الاحتفالية بالشهر، ضمن الإجراءات الوقائية من المرض. ورصدت الوكالة مظاهر الحد من الاحتفالات المصاحبة للشهر، فقد تم إلغاء ولائم الإفطار مع العائلة وتعليق الصلاة في المساجد، لا سيما في مناطق القتال.

لمطالعة العدد الجديد من جريدة «الوسط» انقر هنا

ولطالما تجمعت العائلات وقت الإفطار خلال الشهر بعد يوم من الصيام من شروق الشمس حتى غروبها، لكن مع تفشي فيروس «كورونا المستجد»، تبدو عادات شهر رمضان بعيدة المنال. وبالنسبة للكثير من العالقين في منازلهم بمناطق القتال، فإن شهر رمضان ما زال فرصة للعبادة وفعل الخير، حسب المواطنة الليبية كريمة منير، البالغة 54 عاما، حيث تقول: «بالنسبة لي، فإن رمضان جاء مبكرا هذا العام. خلال أوقات الصيام هناك منع التجول ما يعني ساعات عمل أقل، وهذا يشبه رمضان». وأضافت: «رمضان دائما يتعلق بفعل الخير وهذا العام يوجد الكثير من المحتاجين، خصوصا من (النازحين) من الحرب».

صلاة تراويح ممنوعة وأزمة سيولة
ويبدو أن صلاة التراويح التي تؤدى جماعة في المساجد كل ليلة خلال الشهر، ستكون ممنوعة مع إغلاق المساجد في كل المنطقة في مسعى لوقف تفشي المرض. ومع استمرار أزمة السيولة، لا تختلف مشكلات الموسم الرمضاني الجديد عن غيره من مشكلات الأعوام السابقة، حيث يكرر سكان العاصمة طرابلس، الشكوى من نفس أشكال المعاناة التي يعيشونها عاما بعد عام.

يجلس محمد النويري «69 عاما» على كرسي صغير داخل سوق الرشيد الذائع الصيت وسط العاصمة طرابلس، حيث ينصب يوميا طاولته الخشبية لعرض بعض البهارات والثوم المغلف، مصدر رزقه وأهل بيته، مترقبا قبل أيام من بدء شهر رمضان، الزبائن الذين أنهكتهم سنوات من الأزمات والحروب. ويقول محمد النويري وهو يغلف الثوم بأكياس: «أصابني الإرهاق وغيري كثيرون مثلي. نقاوم عاما تلو آخر في ظروف استثنائية والحرب تتربص بنا، كلما نشعر ببصيص أمل، يطفو للسطح صراع عسكري بين الليبيين».

ومما يزيد من معاناة الليبيين، استمرار حرب العاصمة التي انطلقت شرارتها في أبريل من العام الماضي بين قوات القيادة العامة، التي يقودها المشير خليفة حفتر، وقوات حكومة الوفاق الوطني.
ويقول النويري: «أنا فخور بإطعام أولادي من الحلال. منذ سنوات، أواظب على القدوم هنا، لإعالة أسرتي المكونة من عشرة أفراد (...)، لدي أولاد في الجامعة وابنة معاقة بدنيا»، مضيفا: «أنا مصاب بالسكري وأشتري دوائي بشق الأنفس».

سوق البقوليات
وتتجول منال خيري «45 عاما» داخل سوق البقوليات، مشيرة إلى أنها تأتي كل عام إلى هذا المكان لشراء بعض الحمص والعدس ومستلزمات رمضانية خاصة. وغالبا ما تشهد هذه السوق زحمة في مثل هذه الأوقات، لكن الحال تغير بفعل الظروف الاقتصادية التي تمر بها ليبيا، وصعوبة الحصول على السيولة النقدية من المصارف.
وتشكو منال، وهي أم لأربعة أطفال من ارتفاع الأسعار: «ثلاثة أيام أمضيت خلالها ساعات أمام المصرف»، مشيرة إلى أنها تمكنت فقط من سحب 500 دينار (360 دولارا)».
وتقول إن هذا المبلغ لا يكفي لسد احتياجات عائلتها سوى الأسبوع الأول من شهر رمضان. وترفع يدها صوب السماء قائلة: «أرجو من الله أن يجمع شمل الليبيين، لأننا الآن نقتل بعضنا وثروات بلدنا تسرق في وضح النهار».

ويشير التاجر عبدالله الشايبي إلى أن المعارك التي يشهدها محيط طرابلس «باتت مزعجة ومقلقة، وجعلت آلاف الناس يتركون منازلهم». ويقول: «ألاحظ أن شريحة واسعة من الليبيين عاجزة عن شراء أبسط مقومات الحياة، بعض العائلات تعد تأمين وجبات الطعام إنجازا، وهو أمر لم نعتد عليه في بلاد غنية بالنفط». ويضيف بينما يقف أمام محل لبيع التمور: «بلادنا مشهورة عالميا بإنتاج التمر، نجد أنفسنا عاجزين عن شرائه بعد ارتفاع ثمنه ضعفين». ثم يتساءل: «هل يمكن تخيل مائدة الليبيين في رمضان خالية من التمر الذي يمثل رمزية وروحية وقت الإفطار؟». وتعجز المصارف التجارية الخاصة والحكومية عن توفير السيولة النقدية للمواطنين، على الرغم من برنامج إصلاحات اقتصادية أقرته حكومة الوفاق العام الماضي.

أضرار النزوح
وتسببت المعارك الدائرة عند أطراف طرابلس بحركة نزوح كبيرة، جزء كبير منها في اتجاه الأحياء الداخلية للعاصمة، ما فاقم معاناة السكان مع قرب حلول شهر رمضان. ويقول مالك الذي قصد السوق لشراء حاجياته: «الحرب أخرجت آلافا من سكان جنوب طرابلس من منازلهم، وغادر معظمهم مسرعين دون التمكن من أخذ حاجاتهم الأساسية، ما جعل الأعباء المالية تثقل كاهلهم. مع رمضان سيواجهون أوقاتا قاسية لتأمين حتى وجبة الإفطار». ورأى أن رمضان هذه السنة «سيكون الأشد والأقسى» منذ أعوام على سكان طرابلس.
وفتحت حكومة الوفاق مدارس عامة لاستضافة عدد كبير من النازحين، فيما فضل غيرهم النزول عند أقارب لهم، أو يقيمون في مخيمات مستحدثة. في السياق نفسه، يبادر كثيرون من أهل الخير بإطلاق مبادرات مع قدوم الشهر الكريم، حيث قرر الليبي طارق التائب لاعب الهلال السعودي السابق، التبرع وتقديم المساعدات للجالية الليبية في تونس لمكافحة فيروس «كورونا» الخطير الذي هاجم العديد من دول العالم.

وتبرع التائب بمبلغ مالي رفض ذكره، وكذلك التبرع بتوريد جهاز للكشف السريع عن الإصابة بفيروس «كورونا» لمدينة طرابلس. وكان العديد من نجوم ليبيا في الرياضة والفن والإعلام الرياضي، قد قرروا المساهمة في سباق «تحدي الخير» والتكفل بمساعدة الأسر الليبية، وتكفل عدد من الرياضيين بالتبرع لصالح العائلات الليبية بمساعدة هذه الأسر طوال شهر رمضان المبارك، في تحد بين اللاعبيين والإعلاميين والشخصيات الرياضية الليبية.

لمطالعة العدد الجديد من جريدة «الوسط» انقر هنا

من جانب آخر، سارع الليبيون، خلال الأيام الماضية، إلى تخزين الطعام لشهر رمضان. وفي مسعى لمنع انتشار المرض، فرضت حكومة الوفاق الوطني حظر التجول على مدى 24 ساعة اعتبارا من 17 أبريل، وتستهدف الخطوة تخفيف الضغط على نظام الرعاية الصحية في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة ومنها طرابلس. ولن يسمح سوى بشراء الخبز والطعام في الصباح.
وقالت اللجنة العليا لمجابهة فيروس «كورونا المستجد» بحكومة الوفاق إن الحظر يشمل إقفال كل التجمعات بكل أشكالها من أسواق الخضراوات واللحوم، والاكتفاء بالمحلات التجارية والمخابز الصغيرة لقضاء حاجات الناس الضرورية، وذلك حسب بيان منشور على صفحة المركز الوطني لمكافحة الأمراض بموقع «فيسبوك».
وأشارت إلى استثناء أصحاب السيارات الخاصة بالبضائع وسيارات الإسعاف وكذلك أصحاب المحلات الصغيرة والمخابز من قرار الحظر، لافتا إلى السماح بالتنقل بالأرجل بشكل فردي يوميا من الساعة الثامنة صباحا وحتى الثانية ظهرا، دون استعمال السيارات مع الالتزام بإجراءات السلامة من ارتداء الكمامات. كما تقفل المصارف تعاملها مع الجمهور نهائيا خلال مدة الحظر المقترح، إلى جانب منع وجود أية تجمعات بكل أشكالها، حسب البيان، الذي أشار إلى تولي وزارة الداخلية التعامل مع هذه التجمعات.

طوابير أمام البنوك
وعلى وقع دوي المواجهات العسكرية، وقف السكان في طوابير أمام البنوك للحصول على النقود وشراء الغذاء. ويفاقم انتشار فيروس «كورونا» مشاعر القلق والخوف التي يتجرعها السكان على مدى سنوات من الصراع الذي قسم الدولة كبيرة المساحة بشمال أفريقيا إلى حكومتين متنافستين. وقالت آمال «52 عاما» وهي أم لخمسة أطفال: «لا أستطيع إلقاء اللوم على الناس الذين لا يتبعون التعليمات (التباعد الاجتماعي) لأنهم لديهم ما يكفي من هموم».
ومضت قائلة: «ليس لديهم ما يكفي من المال ويحاولون شراء الطعام من الأماكن الرخيصة، حيث تجد حشودا من الناس هناك». أما خالد العاطل عن العمل، الذي يبلغ من العمر 36 عاما، فلم يعد لديه المال لشراء الطعام بعد أن فقد عمله في مقهى أغلق بسبب «كورونا». وقال: «أنا أقترض المال من أصدقائي وعائلتي ولكن إلى متى يمكنهم إعطائي؟ هم أيضا لديهم عائلات يعتنون بهم».
وفي مصراتة، وهي مدينة ساحلية تبعد نحو 200 كيلومتر شرقي العاصمة، اشتكى الطيب علي، وهو صاحب متجر في المدينة من غلاء أسعار الطعام. وقال: «إذا كنت تنفق 100-200 دينار في اليوم، ففي شهر رمضان تجد نفسك تنفق 500 دينار (355 دولارا).. والآن جائحة كورونا زادت من معاناة الناس».

لمطالعة العدد الجديد من جريدة «الوسط» انقر هنا

ورغم دعوات الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار للسماح للمنظومة الصحية المهترئة والمجهدة للاستعداد لمحاربة مرض «كوفيد-19» الذي يتسبب فيه فيروس «كورونا المستجد»، احتدم القتال منذ أن فقدت قوات القيادة العامة أربع بلدات في غرب البلاد. وفي وسط طرابلس كان من الممكن على مدى الأسبوع سماع دوي القصف المدفعي في القتال بمناطق جنوبية تحاول قوات القيادة العامة اقتحامها. ويتقاسم اللاجئون الأعباء مع الليبيين تحت سماء تشهد ما تجره عليهم الحرب من ويلات. وفي محاولة لتخفيف الأعباء عن اللاجئين، وزعت الهيئة الليبية للإغاثة والمساعدات الإنسانية فرع الكفرة مساعدات إيوائية على اللاجئين في مركز الهجرة بالمدينة. ويبلغ عدد اللاجئين في المركز 100 نزيل من السودان والصومال وتشاد، وقد شملت المساعدات طرد عناية شخصية، ومراتب ووعاء غسيل الملابس وأغطية، حسب بيان نقلته وكالة الأنباء الليبية في بنغازي، الأربعاء.

يذكر أن الهيئة الليبية للإغاثة والمساعدات الإنسانية تسلمت شحنة المساعدات الأولى من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، يوم الخميس الماضي. كما قدمت المفوضية سيارة إسعاف مجهزة بالكامل لبلدية جنزور، للمساعدة في مواجهة فيروس «كورونا المستجد». وقالت المفوضية في بيان، السبت الماضي، إن هذه الخطوة تأتي «استمرارا لدعمها الشعب الليبي والقطاع الصحي، مما يسهم في استجابة أفضل لحالات الطوارئ الطبية المتعلقة بالنزاع الحاد وحالات الإصابة المحتملة بالفيروس».

تكثيف الحملات الطبية
وفي بنغازي، قررت اللجنة العليا لمكافحة وباء فيروس «كورونا» بالمدينة، تكثيف حملات الفريق الطبي للتوعية بخطر الفيروس وسبل الوقاية منه خلال شهر رمضان. وحث عضو اللجنة الدكتور أحمد الحداد، خلال لقائه الفريق الطبي، على أهمية تكثيف جهود التوعية، للوصول بالمعلومة الصحيحة إلى أكبر عدد من الجمهور، للاستمرار في المحافظة على الاستقرار الجزئي، وتلافي ظهور أي إصابات في مدينة بنغازي ومناطق شرق وجنوب البلاد، حسب بيان نقلته وكالة الأنباء الليبية في بنغازي. كما دعا الحداد، إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة حول الفيروس، والابتعاد عن التجمعات داخل وخارج الأسواق والمصارف والأماكن العامة، واستمرار فترة الحظر وإغلاق المساجد.

ووجه الحداد إلى أهمية الإشارة خلال حملات التوعية إلى آلية التصرف مع حالات الاشتباه بالإصابة بالفيروس، لافتا إلى توخي الحذر من احتمالية وجود أشخاص مخالطين لم يتم الوصول إليهم، وذلك لعدم ظهور أعراض المرض عليهم وقد لا تظهر. وأعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض، الأربعاء، تسجيل ثماني إصابات جديدة بفيروس «كورونا المستجد»، لترتفع الحصيلة الإجمالية لمصابي الفيروس في البلاد إلى 59 حالة، منها أربع حالات سجلت في بنغازي. وجوه شتى لمعاناة الليبيين في استقبال شهر رمضان، تتوزع ما بين حرب تؤرق الجميع، وفيروس وبائي يهاجم خفية دون قطاع صحي قادر على القيام بمهامه ومسؤولياته كافة، وغلاء وغياب سيولة يزيد الأمور سوءا، ومع كل ذلك، لا يبقى أمام المواطن الليبي إلا التشبث بالأمل في الوصول إلى حلول لأزماته تلك يوما ما.
 

أحد محلات بيع الخضروات والفواكه. (أرشيفية: الإنترنت)
أحد محلات بيع الخضروات والفواكه. (أرشيفية: الإنترنت)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«وسط الخبر» يناقش هواجس ليبيا: الحرب القادمة.. تهويل سياسي أم حقيقة مرتقبة؟
«وسط الخبر» يناقش هواجس ليبيا: الحرب القادمة.. تهويل سياسي أم ...
مواطنون من تاورغاء يرفضون التبعية لبلدية مصراتة
مواطنون من تاورغاء يرفضون التبعية لبلدية مصراتة
عقيلة يدعو النواب لمناقشة قانون الميزانية بجلسة الإثنين
عقيلة يدعو النواب لمناقشة قانون الميزانية بجلسة الإثنين
النهر الصناعي: تزويد زليتن بمياه النهر مرة في الأسبوع
النهر الصناعي: تزويد زليتن بمياه النهر مرة في الأسبوع
«الخطاب القوي والتفاعل».. قناة «الوسط» تبث الحلقة (20) من «مئوية ليبيا» الجمعة
«الخطاب القوي والتفاعل».. قناة «الوسط» تبث الحلقة (20) من «مئوية ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم