روى رئيس وحدة التحقيق بجهاز مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية فرع أجدابيا، عبدالفتاح اكنيبيص، في حوار مع «الوسط»، قصة مراقبة وضبط شاحنة كانت تحمل مواد مخدرة، تعود إلى عصابة مسلحة تتولى نقل المخدرات من المنطقة الغربية إلى المنطقة الشرقية.

وقال اكنيبيص إن العملية جرت بواسطة مصدر سري تقمص شخصية تاجر مواد مخدرة، إلى أن تم الإيقاع بالشاحنة المستخدمة من قبل العصابة.. وإلى نص الحوار..

ترددت معلومات منذ أشهر بأن هناك عصابة مسلحة تقوم بنقل مواد مخدرة من المنطقة الغربية إلى المنطقة الشرقية، فكيف أعد جهاز مكافحـة المخدرات والمؤثرات العقلية فرع أجدابيا نفسه في مواجهة ذلك؟
- جرى إعداد محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة أجدابيا بالخصوص التي أعطت إذن التحري وجمع المعلومات عن العصابة وكميات المخدرات التي يقومون بنقلها، وبعد أن تم تأكيد المعلومات الواردة من قبل وحدة التحري والقبض بالفرع، جرى إخطار السيد مدير الفرع الذي أصدر بدوره تعليماته باختراق هذا التشكيل الإجرامي.

ورصد تحركاته في المنطقة الغربية الموجود فيها، وبعد ذلك تم اختراق العصابة من قبل أحد مصادرنا السرية الذي تقمص شخصية أحد تجار المخدرات، وكان يرسل إلينا تفاصيل تحركاتهم من حيث مكان إقامتهم والسيارات التي يتنقلون بها داخل المدن والمناطق الغربية، كما أرسل المصدر إلينا مجموعة من الصور التي تخص محال إقامتهم وسياراتهم بمختلف أنواعها وصورهم الشخصية.

ما الإجراءات التي اتخذها فرع جهاز مكافحـة المخدرات بعد الحصول على البيانات الشخصية للمتورطين؟
تواصلنا مع المصدر السري هاتفيا بشكل يومي، لمعرفة تحركات التشكيل العصابي الذي كان بصدد نقل كميات كبيرة من مخدر الحشيش من إحدى المدن في المنطقة الغربية إلى المنطقة الشرقية.

ما المدينة التي كان يوجد بها التشكيل العصابي؟
كانوا يوجدون في المنطقة الغربية، من مدينة زليتن، ولديهم عدة مصانع ومحال تجارية كنوع من أنواع التغطية على تهريب وترويج المخدرات في كل المدن والمناطق الليبية.

كيف جرى ضبط كميات المخدرات وفي أي مكان بالتحديد جرى ضبطها؟
 في 15 مارس الماضي، ورد اتصال هاتفي من مصدرنا الموجود في المنطقة الغربية، حيث أفاد بأن هناك كميات كبيرة من مخدر الحشيش جرى تسلمها من ميناء مصراتة، وتم نقلها إلى مدينة زليتن التي جرى تجهيزها لغرض نقلها إلى إحدى المدن في المنطقة الشرقية.

وبتاريخ 27 من نفس الشهر أفاد المصدر بأنه سيتم نقل الكمية على متن شاحنة محملة بطوب أسمنتي كنوع من التمويه لغرض المرور من البوابات ونقاط التفتيش الأمنية التي يبلغ عددها 26 بوابة أمنية. وبتاريخ 28 من نفس الشهر أفاد المصدر بخروج الشاحنة المحملة بكميات المخدرات نوع حشيش مخبأة داخل الحجارة.

وعلى ضوء تلك المعلومات قام مدير الفرع إدريس اذويب بإصدار تعليماته إلى المصدر بمتابعة سير تحركات الشاحنة المحملة بالمخدرات من مكان خروجها وإعطاء جميع المعلومات أولا بأول، من حيث اسم السائق ونوع الشاحنة ورقم لوحاتها المعدنية، ومن خلال تلك المعلومات جرى عرض أوراق المحضر على مدير نيابة المخدرات أجدابيا، وذلك لأخذ الإذن في ضبط الشاحنة وتفتيشها بتاريخ 29 مارس.

ما الإجراءات المتخذة بعد حصولكم على إذن النيابة بضبط وتفتيش الشاحنة؟
أمر مدير الفرع وبحضوره شخصياً بنشر عدة دوريات عند المدخل الغربي لمدينة أجدابيا والربط بين الدوريات الأمنية المكلفة عن طريق أجهزة اللاسلكي إلى حين وصول الشاحنة المبلغ عنها، وبعد وصولها إلى المدينة، جرى إيقافها عند جزيرة الفاتح سابقا ونقلها إلى مقر جهاز مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية فرع أجدابيا، وذلك لغرض استكمال تأشيرة النيابة العامة في تفتيش الشاحنة والتأكد من محتوياتها، وبعد عملية التفتيش وإنزال الحمولة المتمثلة في حجارة البناء عثر على متنها على كميات كبيرة من مخدر الحشيش مخبأة وسط الحجارة التي تقدر بنحو 41 قنطارا ونصف من مادة مخدر الحشيش.

ما الأسباب التي أدت إلى ضبط الشاحنة وسط المدينة بدلاً من ضبطها عند المدخل الغربي لها؟
جاء ذلك بسبب ما اتضح لنا من وجود من يقوم بحراسة الشاحنة المحملة بالمواد المخدرة من مكان خروجها إلى المكان المستهدف لوصولها، وهي سيارة هيونداي نوع فيرنا بيضاء اللون، لا تحمل لوحات معدنية، وكان بها شخصان يقومان بعملية التمشيط أمام الشاحنة وحراستها إلى حين وصولها إلى المكان المراد إليه، وهم أشخاص مسلحون بأسلحة نارية خفيفة نوع كلاشينكوف، وهذا هو السبب الرئيسي الذي جعلنا نقوم باستدراج الشاحنة إلى داخل مدينة أجدابيا.

هل هناك جهات أمنية وعسكرية تعاونت مع جهاز مكافحـة المخدرات والمؤثرات العقلية فرع أجدابيا في هذه العملية؟
نعم هناك عدة جهات أمنية وعسكرية من داخل مدينة أجدابيا متعاونة مع فرع مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية أجدابيا وتحديدا في هذه العملية من حيث حجم الكمية، وذلك بسبب قلة الإمكانات التي يعاني منها الفرع، الأمر الذي يتطلب مساندة من الجهات الأمنية والعسكرية بالمدينة لضبط كل ما هو مخالف للقانون بالمنطقة، وقد أشاد مدير فرع مكافحة المخدرات في أجدابيا الرائد إدريس اذويب بتعاون الجهات الأمنية والعسكرية المتمثلة في مديرية أمن أجدابيا وكتيبة 166 مشاة من خلال تقديم الدعم والحماية لأعضاء الفرع كنوع من المساندة لهم بعد عملية ضبط الشاحنة المحملة بكميات من مخدر الحشيش.

هل تعرض مدير وأعضاء فرع مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية أجدابيا إلى عملية رماية أو تهديد أثناء ضبط كمية المخدرات؟
نعم لقد تعرض مدير الفرع إدريس اذويب إلى التهديد بالقتل عن طريق اتصالات هاتفية هو وأسرته وذلك بعد رفض العرض المقدم إليه، وهو مبلغ مالي يقدر بنحو ثلاثة ملايين دينار ليبي، وذلك لغرض إطلاق الشاحنة المحملة بالمواد المخدرة وسائقها.

هل جرى ضبط السيارات التي تقوم بحراسة الشاحنة المحملة بكميات المخدرات؟
لا، لم نتمكن من ضبط المجموعة التي كانت تقوم بعملية حماية وحراسة الشاحنة، وذلك بسبب قلة الإمكانات التي يعاني منها الفرع المتمثلة في نوعية الأسلحة والآليات الضرورية التي يحتاجها فرع مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية أجدابيا التي تمكنا من مطاردة السيارات التي تقوم بعمليات تهريب المخدرات في المدن والمناطق الصحراوية.

ما الإجراءات التي اتخذت بعد ضبط الشاحنة المحملة بكميات من مخدر الحشيش؟
جرى الاستدلال مع سائق الشاحنة، وهو ليبي الجنسية من سكان مدينة زليتن يبلغ من العمر 24 عامًا، وبعد استكمال التحقيقات والإجراءات القانونية اللازمة جرى إحالته والمضبوطات إلى النيابة العامة للاختصاص.

هل جرى إتلاف كميات المخدرات التي ضبطت في العملية الأخيرة؟
لم يتم تحديد موعد إتلاف كميات المخدرات، وذلك بسبب أخذ عينة منها إلى الخبرة القضائية في مدينة أجدابيا، وعلى ضوء ذلك سيتم إصدار تقرير إذا كانت مواد مخدرة من عدمها، وإذا تبين أنها مواد مخدرة سيتم إصدار قرار من النيابة العامة لغرض إتلاف الكميات التي جرى ضبطها والتخلص منها وفق الإجراءات القانونية المعمول بها.