كشف السياسي الإيطالي المخضرم والرئيس الأسبق للمفوضية الأوروبية، رومانو برودي، أن العقيد معمر القذافي هدد إبان توليه رئاسة الحكومة الإيطالية أكثر من مرة بإرسال زوارة اللاجئين الأفارقة إلى إيطاليا، محذرًا من أنه «إذا لم يأت السلام إلى ليبيا فإنه سيتعذر حل مشكلة المهاجرين».

وقال برودي، في تصريحات لإحدى قنوات التلفزة في روما نقلتها وكالة الأنباء الإيطالية «آكي» اليوم الثلاثاء: «عندما كنت رئيسًا للوزراء، معمر القذافي هدد مرارًا حينها بإرسال زوارق اللاجئين الأفارقة إلينا»، إلا أنه أضاف: «حينها، كانت هناك مفاوضات، لأنه كانت هناك دولة»، في إشارة إلى الفوضى التي أعقبت سقوط نظام العقيد القذافي.

وأشارت وكالة الأنباء الإيطالية «آكي» إلى أن آخر بيانات وزارة الداخلية في روما بشأن تدفق المهاجرين نحو السواحل الجنوبية أبرزت وصول حوالي 80 ألف مهاجر غير نظامي إلى البلاد منذ بداية العام الحالي.

وأضاف برودي أن «المأساة الآن هي أن ليبيا نفسها دائما تحت وطأة ضغط الهجرة والذي سيزداد أكثر فأكثر»، في حال استمرار الأزمة السياسية والأمنية الراهنة التي تفاقمت خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة في ليبيا.

وتطرق برودي خلال حديثه إلى الموقف الفرنسي من أزمة المهاجرين، حيث قال: «ما آلمني اليوم هو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي ترقبه جميعنا كثيرًا كزعيم أوروبي»، في إشارة إلى رفض فرنسا استقبال موانئها لسفن المهاجرين الذين يتم إنقاذهم في البحر المتوسط.

ولفت برودي إلى أنه «ربما رضخ (ماكرون) للحسابات السياسية الداخلية ولرؤساء البلديات، بما فيهم عمدة مدينة مارسيليا»، الذي رفض رسو سفن إنقاذ المهاجرين على ميناء المدينة المطلة على البحر الأبيض المتوسط، بحسب «آكي».

ونوه السياسي الإيطالي المخضرم والرئيس الأسبق للمفوضية الأوروبية، رومانو برودي إلى الموقف الفرنسي بالقول: «إنها فرنسا ذاتها صاحبة مبادرة الحرب المأساوية في ليبيا، والتي ينبغي أن تدرك أنه لا يمكن ترك كل ما يترتب عن ذلك على إيطاليا».