نشرت «الوسط» في عددها 71، الصادر اليوم الخميس، الحلقة الحادية عشرة من سلسلة «ثورة واستياء».
وتحت عنوان «الجنوب الليبي خير مثال على العلاقات المزدهرة بين «الجهاديين» الأجانب ونظرائهم المحليين»، أشار مضمون الحلقة إلى أنه على الرغم من محدودية دعمها شعبيًا، يقال إن الجماعات المتطرفة المسلحة أفضل تمويلاً ودعمًا من حلفائهم الأيديولوجيين، من خلال شبكات التهريب الخارجية، فالقلق الرئيس من هذه الجماعات هو احتمال أن تجذب دعمًا دوليًا يصلها في شكل مقاتلين أو مساعدات مادية، أو تكون مصدرًا لدعم جماعات متحالفة معها أيديولوجيًا خارج ليبيا.
ويحتمل أن هذا الأمر يميزهم نسبيًا على غيرها من الجماعات المسلحة التي من المحتمل أن تكون مقيدة من قبل الدولة المركزية، بعد التحول الأخير للسلطة داخل المؤتمر الوطني العام، الذي أضعفها من خلال التحالفات والانتماءات السياسية داخل ليبيا.
وتقول «ثورة واستياء»: إن الدعم المادي القوي للجماعات المتطرفة في ليبيا قد يعرقل كثيرًا المرحلة الانتقالية. ومع ذلك يشير تقييم التطرف العنيف في ليبيا إلى العلاقات المعقدة بين الجماعات «الجهادية» مع مصالح غيرها من الجماعات المسلحة داخل البلاد، والمنظمات الانتقالية والسلطات المركزية الناشئة. ويجب أن يؤخذ في الاعتبار أن «الجهاديين» هم في الواقع جزء من سياسة وأمن مشهد ما بعد الثورة.
عديد الشخصيات «الجهادية» الرائدة اليوم في ليبيا يمكن إرجاعها إلى جماعة الإخوان وفروعها المسلحة، مثل الجماعة الليبية المقاتلة. وعلى الرغم من تاريخهم الطويل في معارضة نظام القذافي فإن الجماعة المقاتلة والتابعين لها، لم يكونوا من المحرضين الرئيسيين للثورة العام 2011.
ومع ذلك نتيجة لخبرة هذه الجماعة العسكرية الفريدة من نوعها، وعلاقاتها مع أطراف خارجية، فإنها سرعان ما سيطرت على الثورة، فعلى سبيل المثال زعيم الجماعة الليبية المقاتلة السابق عبدالحكيم بلحاج الذي قبضت عليه يومًا ما وكالة الاستخبارات المركزية، لعب دورًا رئيسًا في الاستيلاء على مجمع القذافي العسكري في أغسطس 2011، بصفته رئيس مجلس طرابلس العسكري، يقال إن قطر زودته بالمال والسلاح.
وتجزأت الجماعة الليبية المقاتلة منذ ذلك الحين إلى مجموعات واسعة متعددة المصالح، عديد منهم متواجدون الآن في الساحة السياسية في ليبيا. ومع ذلك فإنه من المرجح أنهم تحولوا إلى التطرف، لا سيما جيل الشباب، بسبب اضطهاد القذافي وتأثرهم بالفكر السلفي «الجهادي».
لمطالعة الحلقة الحادية عشرة من «ثورة واستياء» اضغط هنا
تعليقات