يحق لنا أن نقول: «الفنانة، الأكاديمية والمربية، الأستاذة فاتن سليمان العسبلي، مجموعة إمكانات أكاديمية علمية، وحزمة من مواهب فنية وتشكيلية؛ ذلك كله بالإضافة إلى أنها مربية حقيقية، تثابر بإخلاص، في تنمية مواهبها وصقلها بالدراسة والمشاركة بالدورات المختلفة، في مختلف المجالات خصوصًا التشكيلية والخط العربي، سواء تلك الفردية أو الجماعية، وفوق ذلك رائدة في اهتمامها ببراعمنا الموهوبين...».
شاركت في أول معرض نسائي في بنغازي بقاعة «رواق السلفيوم» سنة 2008 مع عدد 11 فنانة، ومن بعده شاركت في عدد من المعارض الجماعية، والفردية داخل ليبيا وخارجها. وفوق ذلك تعد عضوًا فعالًا في عدد كبير من مؤسسات المجتمع المدني في ليبيا.
الاهتمام الأكاديمي ينمي ملكة الاهتمام بدقائق المعلومة
أقول بكل صدق وإعجاب إنني لم ارَ اهتمامًا بتقديم سيرة ذاتية مسهبة، واضحة وشاملة، كتلك التي وصلتني عنها. ولعل ذلك يبرز، سيرتها العلمية، فالاهتمام الأكاديمي ينمي ملكة الاهتمام بدقائق المعلومة، وذلك نتاج سيرتها التعليمية، التي تقرر أنها تخرجت في كلية العلوم بجامعة بنغازي 2004 و2005 ثم تحصلت على رسالة ماجستير من الجامعة عينها في الكيمياء غير العضوية سنة 2015 وهي الآن أحد أعضاء هيئة التدريس فيها.
مراكز لتعليم الأطفال الفنون
غير أن أهم ما لفت انتباهي، هو قناعتها بأهمية توجيه الأطفال نحو ما يفيدهم، وما يكشف مواهبهم. لقد اهتمت مبكرًا بمواهب الأطفال، وسرعان ما أنشأت، سنة 2011، مركزًا خاصًا لتعليم الفنون 2011 «مركز روح الجمال» فكان الأول من نوعه في ليبيا، فلقد ضم عديد الفنون، كالرسم والخط والتصوير والتصميم الداخلي، وفنون الغرافيكس، وفوق ذلك، الموسيقى، متمثلة في تعليم الأطفال العزف على الآلات الموسيقية، مثل البيانو والكمان والعود والجيتار، مما جعلها تشرف على العديد من ورش العمل للأطفال حول الفنون من الرسم والخط، بالمؤسسات النشطة كحركة الكشافة والمرشدات وما شابهها من مظمات المجتمع المدني.
معارض روح الجمال
وتوالت ثماره بعدد من معارض روح الجمال، فكان أولها سنة 2013 بقصر المنارة، أما الثاني فكان بمسرح الطفل سنة 2014، والثالث بالجامعة الدولية 2018، والرابع بمقر مركز المتفوقين، والخامس بقصر البركة (القشلة التركية) 2020 كما شاركت. بورشة عمل الفسيفساء للأطفال مع منظمة «أسور» الأمريكية. وفي هذا الشأن قدمت محاضرات عديدة.
فنانة مأخوذة بتوجيه الأطفال
ذلك كله هو ما جعلنا نضيف «مربية» لهذه الفنانة الملتزمة المأخوذة برعاية الأطفال وتوجيههم توجيهًا سليمًا، فمن منا لا يعلم أن مثل هذه الأعمال العظيمة، التطوعية، التي يتعين أن تجعل المهتمين بمستقبل ليبيا يهتمون بمثل الفنانة فاتن سليمان العسبلي، فما تقوم به يبدو لي وكأنه مؤسسة مدنية تعليمية متكاملة.
تعليقات