ألقى الباحث الدكتور الصديق بشير نصر، رئيس لجنة التعريب والترجمة بمجمع اللغة العربية، السبت، محاضرة بالمجمع حول المطالب العالية في إثارة ملكات التفكير، طرح خلالها جملة من التساؤلات المتعلقة بسبل النهوض الحضاري، وكذا الأسباب التي تقف حاجزًا أمام النبوغ والإبداع والتميز.
وتطرق في محاضرته، التي أدارها الدكتور محمد بالحاج نائب رئيس المجمع، للخطوات اللازمة للتخلص من الأساليب القديمة في البحث العلمي، وهي أساليب كما يقول أسفرت عن كم هائل من الخريجين غير المؤهلين.
وتوقف في حديثه عند بعض المواقف التي تعرض لها شخصيًّا فترة دراسته وتدريسه في الجامعات والمؤسسات العلمية في الداخل والخارج، واضعًا إطارًا للمقارنة بينها وبين مسالك المنهج البحثي في دول العالم المتقدم، وخلص في مجمل هذه القصص إلى تمثل المنحى الاستنباطي بغية كسر عقدة الصدى أو التكرار، الملازمة لذهنية الطلاب.
ومن جانب آخر تناول عددًا من الملكات الكامنة في داخلنا ما يتوجب استثارتها أو تنشيطها لتحقيق إضافة مغايرة مثل الخيال، والنقد، والتأمل، والحدس، والذاكرة... إلخ، وعلل في شرحه لأسباب غياب فعاليتها في جامعاتنا إلى الأساليب التقليدية في التوجيه والرؤية الضيقة في وضع الخطط البحثية.
وأوضح المحاضر بعض الآثار المترتبة على تعطيل ملكات التفكير على الأنشطة العقلية والأدبية على وجه الخصوص، وساق مثالًا على ذلك ما نراه في بعض الكتابات النقدية التي تتجه للإطراء بدل إظهار الثغرات التي غفل عنها النص.
تعليقات