احتضن بيت إسكندر للفنون والثقافة، السبت، معرض «طين» للأعمال النحتية والخزفية بمشاركة نخبة من الفنانين الشباب، وتجول الجمهور صحبة عزف موسيقي داخل أروقة المكان الذي شمل منحوتات تنوعت مضامينها بين البعد الجمالي الخالص وأخرى تحمل دلالات نفسية واجتماعية، وكذا ما يُحاكي ثقافة المكان وتاريخ الصناعة البشرية فيه.
وذكر مصطفى إسكندر، مدير البيت لـ«بوابة الوسط»، أن المعرض ضم قرابة 50 عملا و24 فنانا، وهو مجهود جاء كترجمة لورش عمل خزفية مع كلية الفنون، الهدف منها دعم الاتجاهات الفنية لهذا المجال، وكسر تابوه النظرة الدينية للعمل النحتي والدفع في اتجاه تعزيز الذائقة الجمالية بالخصوص.
استنطاق الجمال
وتحدث الفنان عبدالكريم الترهوني عن مشاركته بالقول إنه استخدم الخردة من بقايا المعالق والسكاكين وتطويعها لمحاكاة أشكال مختلفة من الطيور كالعصافير والطاووس وغيرها، وهي تحويرات تقوم على فلسفة استنطاق الجمال من العوادم، بالإضافة إلى نقلها من جانبها الوظيفي السالف إلى المتعة البصرية.
وفي زاوية أخرى تقدم نهى العنقار كسيدة مهتمة بالأشغال اليدوية نماذج من منجزها البيتي من إكسسوارات باستخدام مواد منزلية بسيطة لصنع القلائد والخواتم ومجسمات لأشجار، بمساعدة الخيال أولا بحسب تعبيرها ثم فضاء يوتيوب الذي تعرفت من خلاله على الأسس والقواعد الصحيحة لعمل تلك الأشغال بإضافة مسحة تراثية عليها.
صياغة نحتية
وباستخدام مادة الرخام الصناعي، يلخص الدكتور سالم الشيباني في صياغاته النحتية بالمعرض إلى تذكيرنا بالخصوصية البيئية التي احتضنت الغزال والودان الليبي، يجاورها في سقف دلالي أطر وأوضاع لوجوه غير مكتملة تجمع بين التجهم والابتسامة، وهي إسقاط لآلام الإنسان المعاصر، ومعاناته في واقعه المزدحم بالمتناقضات.
وعبر بوابة الأسلاك المعدنية يحلق الفنان أبوالقاسم الرياني في عوالم الصحراء الكبرى بتصاميمه للمهاري ووجوه رجال التوارق وكذا اتجاهاته الفنية بتطويع أسلاكه مع الخزف وتحويلها إلى لباس شعبي مثل «الفرملة»، ويلامس الرياني في ذلك كما في جل الأعمال السابقة الطابع المحلي المعبر عن الهوية الليبية وتقديم نماذجها الحياتية في الجنوب والشمال.
تعليقات